مكتبة الإسكندرية توثق مقالات موسى صبري ... في ذاكرة مصر المعاصرة

1 يناير 1970 06:00 م
| الإسكندرية (مصر) - «الراي» |
ينفرد الموقع الإلكتروني لذاكرة مصر المعاصرة «modernegypt.bibalex.org»، الذي دشنته مكتبة الإسكندرية في مصر على الإنترنت في إطار توثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر، بنشر المقالات الصحافية الخاصة بالكاتب الصحافي الراحل موسى صبري، التي كتبها في فترة حكم الرئيس المصري السابق السادات ابتداء من العام 1970 حتى وفاته في أكتوبر 1981.
مدير إدارة الإعلام والمشرف على الذاكرة الدكتور خالد عزب، قال... إن المقالات، التي بلغ عددها نحو 980 مقالا، تتعرض لكل ما كتبه موسى صبري عن الرئيس السادات، وفقا للترتيب الزمني... حيث نشرت في صحيفتي «الأخبار وآخر ساعة».
وأضاف: «الكاتب تناول في مقالاته أهم الأحداث التي شهدها كل عام، إضافة إلى أخبار الرئيس السادات وزياراته ومواقفه الإنسانية».
مشيرا... إلى أنه تمكن من عرض هذه المقالات على القارئ بطريقة مشوقة وسهلة ومرتبة ومفصلة في كثير منها.
من جانبها، أوضحت المسؤولة عن توثيق مقالات موسى صبري... على موقع ذاكرة مصر المعاصر صفاء خليفة... أنه من أهم ما كتبه في العام 1970: «لماذا نعطي صوتنا اليوم لأنور السادات؟، سلاح البترول العربي في المعركة، لهيب المعركة».
وفي العام 1971... كتب سلسلة مقالات عن ثورة التصحيح؛ منها: «جماهير 15 مايو تعاهدك يا رجل، جماهير 15 مايو ترفض التسلق والانتهازية».
ومن مقالات العام 1972: «حذار من الخنجر المسموم في ظهورنا جميعا، لماذا أهملوا؟ لأنهم لا يحاسبون؟، لن نفرط في مبدأ أو صديق».
وعن العلاقات «المصرية - السوفياتية»، كتب: «بيان موسكو عن الشرق الأوسط، أصوات من موسكو تسيء إلى الاتحاد السوفياتي، تصريحات روجرز».
وفي العام 1973، كتب موسى صبري «اللعبة باخت يا ساسة البيت الأبيض، لسنا قطيعا من الغنم، معركة البيت العربي في كل مكان، البترول في خطر، لماذا نتحدث عن الحرب؟، سلاح البترول في أيدينا... ولكن؟».
وكتب موسى صبري في العام 1974: «حب وحرية، المخاطرة المحسوبة، اختصار الطريق، الأنوار مضاءة، المعجزة لن تتراجع، اللامعقول، لا عودة إلى الوراء، قرار في موعده، الحرية للشعب، العابثون في الظلام».
وفي العام 1975 كتب عن ذكرى جمال عبدالناصر، وسلسلة مقالات عن القصة الدامية لصراع مراكز القوى في «10» أجزاء.
وفي العام 1976 كتب: «كامل الشناوي، فقدنا علي أمين، عشاق صاحبة الجلالة، مع أهل الفن، مولد بليغ حمدي وغضبة طه حسين».
وفي العام 1977 كتب عن الديموقراطية، وعن زيارة السادات للقدس.
وعن أحداث 17، 18 يناير 1977 والديموقراطية في مصر كتب «الخبز والحرية، الديموقراطية ليست جنة هابطة من السماء، انتهى عهد القلم الواحد».
وفي عامي 1978، 1979 كتب موسى صبري عن مباحثات كامب ديفيد وتوقيع اتفاقيات السلام.
وفي الفترة التي أعقبت توقيع المعاهدة في مارس 1979... كتب موسى صبري «وداعا يا أحباء، الأصوات النابحة، لعلهم يهتدون، ملاحظات جديدة على مذكرات كيسنجر».
وفي عامي 1980 و1981... كتب عن الأسعار «الطوابير والأسعار، القوانين والأسعار، وعن الإرهاب».
وبعد وفاة السادات كتب سلسلة مقالات عن الجذور والزعامة «5 أجزاء» منها: «حكاية الدوائر وصحيفة الصنداي تايمز، الرسام لوري والدوائر وأقلام شريفة في اميركا، مجالس المقاهي والمجموعات الصغيرة شبه السرية، من أفسد حزب العمل ولماذا أفسده؟، تآلف الرفاق والشقاق وهلوسة العقاقير والدنانير»... وكتب أيضا «علمتنا الدرس يا سادات، ذهب البطل ولكننا صامدون، غدا يعلو صوت السادات، كلمات حق يجب أن تقال، رفقة 28 عاما وفراق 40 يوما!، صوت الوفاء والشرف والكرامة، مصر بخير».
وموسى صبري ولد في العام 1925 بمحافظة أسيوط «وسط صعيد مصر»... وحصل على شهادة التوجيهية وغادر أسيوط العام 1939 إلى القاهرة ليلتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها العام 1943، انتقل بعد ذلك للعمل بالأهرام، لكن أنطون الجميل اعتذر عن عدم السماح له بالعمل بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها الصحف المصرية نتيجة الحرب العالمية الثانية.
لم ييأس بل ذهب وقابل مصطفى أمين الذي كتب عنه مقالاً بعنوان «جناية النبوغ» لأن أحدا لا يريد أن يلحقه بأي عمل نظرا لصغر سنه. ثم قابل فكري أباظة فكتب عنه مقالاً بعنوان «ذكاء المرء محسوب عليه»، ونُشر المقالان في مجلتي «الاثنين»، و«المصور».
ذهب بعد ذلك إلى عميد الأدب طه حسين، فأعد العميد خطابا إلى صبري أبوعلم وزير العدل وقتها وصدر قرار بالفعل بتعيين موسى صبري معاون نيابة واستدعي لحلف اليمين أمام النائب العام، إلا أن حلف اليمين لم يتم لأنه اعتُقل بتهمة توزيع «الكتاب الأسود» الذي وضعه مكرم عبيد، وبقي في السجن لمدة تسعة اشهر.
كان موسى صبري يرسل أخبار المعتقل إلى مصطفى أمين رئيس تحرير مجلة الاثنين وقتها... لينشرها، ولكن الرقابة منعت مجلة الاثنين من النشر. بعد خروجه من المعتقل عمل موسى صبري في مجلة «بلادي» التي أصدرها محمود سمعان.
حصل موسى صبري... على أول جنيه في حياته مكافأة من محمود سمهان مقابل الحديث الذي أجراه مع السيدة نبوية موسى - أول سيدة تدير مدرسة في مصر - ثم ترك مجلة بلادي. بعد اغتيال أحمد ماهر في البرلمان، قرر العودة إلى أسيوط ليبدأ حياة جديدة... إلا أنه يومها فاز بمكافأة خصصها جلال الدين الحمامصي للقارئ الذي يرسل قصة واقعية تصلح للنشر، وسمح له جلال الدين الحمامصي أن يعمل معه كسكرتير للتحرير في مجلة «الأسبوع» التي أصدرها، وصدر عدد واحد منها بعد تعيين موسى صبري، وأبلغه الحمامصي أنه آخر عدد من المجلة... وكانت بمثابة صدمة لموسى صبري.
عمل بعد ذلك مع محمد زكي عبدالقادر في مجلة «الفصول»، ثم انتقل العام 1947 للعمل مشرفًا على الصفحات الأدبية بصحيفة «الأساس» لسان الحزب السعدي، انتقل بعد ذلك إلى صحيفة «الزمان»، وعمل سكرتيرا للتحرير في الوقت الذي كان جلال الدين الحمامصي رئيسا لتحريرها، ولكن بعد أن تولت حكومة الوفد الحكم غيّر «إدجار جلاد» صاحب صحيفة الزمان موقفه من حكومة الوفد، وبعد ثلاث سنوات كان موسى صبري ورفاقه خارج الزمان.
وفي العام 1950 بدأ موسى صبري مشواره مع «أخبار اليوم»، وعمل محررا برلمانيا، ثم اختاره علي أمين ومصطفى أمين نائبًا لرئيس تحرير صحيفة «الأخبار»، ثم رئيسًا لتحرير مجلة «الجيل»، ثم رئيسًا لتحرير صحيفة «الأخبار».
انتقل موسى صبري بأمر من الرئيس جمال عبدالناصر للعمل بصحيفة «الجمهورية»، ثم عاد مرة أخرى رئيسًا لتحرير الأخبار.
ووافق جمال عبدالناصر، على عودة موسى صبري إلى أخبار اليوم، وكان الفضل يرجع إلى السادات الذي كان يتولى وقتها مسؤولية الإشراف على أخبار اليوم، فوقع الاختيار على موسى صبري ليتولى رئاسة تحرير الأخبار.
بعد خروج مصطفى أمين من السجن وعودة علي أمين من لندن العام 1974 وتوليه رئاسة مجلس إدارة دار أخبار اليوم، قفز موسى صبري إلى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى أصبح العام 1975 رئيسا لمجلس إدارة دار أخبار اليوم.
ظل موسى صبري محتفظا بمنصبه كرئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيساً لتحرير صحيفة الأخبار طوال فترة حكم السادات وفترة من حكم الرئيس محمد حسني مبارك، إلى أن حان موعد خروجه على المعاش في نهاية العام 1984.
توفي الكاتب الصحافي الكبير في 8 يناير العام 1992... حيث قدم للمكتبة العربية العديد من المؤلفات السياسية والصحافية مثل: «قصة ملك و4 وزارات»، «وثائق 15 مايو»، «ثورة كوبا»، «اعترافات كيسنجر»، «وثائق حرب أكتوبر»، «السادات الحقيقة والأسطورة»، «نجوم على الأرض»، ورواياته «الجبان والحب».. «العاشق الصغير».. «الحب أيضا يموت»... «حبيبي اسمه الحب»، و«الصحافة الملعونة»... «عشاق صاحبة الجلالة»، إضافة إلى سلسلة «بعيدا عن السياسة».