د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / جريمة ضرب الأطفال... إلى متى يا سادة؟

1 يناير 1970 05:01 م
«أسدلت محكمة إماراتية الستار على قضية أثارت الرأي العام في العاصمة الهادئة، إذ حكمت محكمة الجنايات بأبو ظبي على إماراتي وزوجته بالسجن عشر سنوات بعد أن دينا بتعذيب ابنة الأول البالغة من العمر تسع سنوات.
وقالت دائرة القضاء بأبو ظبي إن المحكمة ألزمت الزوجين بأن يدفعا 160 ألف درهم، قيمة الدية الشرعية للطفلة التي مازالت طريحة الفراش بالمستشفى نتيجة إساءة المعاملة والتعذيب.
وقد اعترف المتهمان بضرب الطفلة في أماكن متفرقة من الجسد وكيّها بالنار بحجة تقويمها وتربيتها!».
خبر محزن ومفرح في الوقت نفسه ذلك الذي تناقلته وكالات الأنباء! محزن ما آل إليه حال الطفلة التي ابتليت بأب من دون قلب! ومفرح لأن القضاء اقتص لها؛ ومارس دوره في تربية أبيها الذي وجد فيها «الحلقة الأضعف» إرضاء لعيون زوجته الظالمة!
لست أنسى ذاك المشهد لأحد الآباء، وهو يجرجر ابنه الصغير في الشارع ويهوي عليه بيده الضخمة، وكأن عدوه اللدود! وهات أكثر من أربع ضربات على وجهه ورأسه!
اسألوا يا سادة من حرم نعمة الولد عن عظمها «المال والبنون زينة الحياة الدنيا»، فلِمَ يتذمر البعض - بل الغالب - من سلوكيات أبنائه، إنهم هبة إلهية وليسوا ملكاً لنا ولا عبيداً.
أقرر هنا أن الضرب أسلوب تربوي للتقويم والتوجيه، ولكنه ليس للانتقام و«فشّة الخلق»، فإذا أردنا ضرب الأولاد وتأديبهم علينا بما يلي:
1 - تأجيل الضرب إن قررنا ذلك لمدة 10 دقائق فقط، حتى لا يبدو تهوراً وانتقاماً.
2 - الابتعاد عن ضرب الوجه ففيه إهانة، وقد كرم الله بني آدم.
3 - تجنب الإيذاء كالتشويه والحرق وكسر العظام، فالمسألة ليست للتشفي!
4 - الامتناع عن الضرب أمام الآخرين حفظاً لهم من تعليقات الساخرين من أقرانهم. وليكن في ذهنك أن الضرب أسلوب تربوي لمن فشلت في تربيته من أبنائك بالتي هي أحسن
في الأفق:
قال تعالى: «لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير».


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net