خبرة فيرغوسون ... أم شباب غوارديولا؟
1 يناير 1970
04:43 ص
نيقوسيا - ا ف ب - عندما تدق ساعة الصفر في الاستاد الاولمبي في روما ايذانا بانطلاق نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بين مانشستر يونايتد الانكليزي حامل اللقب وبرشلونة الاسباني في 27 مايو الجاري، فإن كثيرين سيعتبرون ان ثمة قواسم مشتركة كثيرة بين الفريقين ادناها الظفر بالزعامة الاوروبية، وسقفها الاعلى الفوز بأكثر من بطولة هذا الموسم.
لكن حين تتجه الانظار الى المنطقة التي يقف فيها عجوز وشاب، فإن الشعور يتولد بسرعة ان هناك فارقا كبيرا بين «السير» الاسكتلندي اليكس فيرغوسون مدرب مانشستر صاحب الـ67 عاما، وجوسيب غوارديولا مدرب برشلونة ابن الـ38 ربيعا.
فحين تولى فيرغوسون مهمته التدريبية الاولى في إيست ستريلنغشاير الاسكتلندي وكان يبلغ يومها 32 عاما، لم يكن غوارديولا يتعدى الثالثة، وتكفي الاشارة الى ما تناولته صحيفة «ميرور» البريطانية عندما ذهبت للقول انه بينما كان البعض يتعلم الاحرف الاولى كان «فيرغي» يصعد منصات التتويج.
وتحول مدرب «الشياطين الحمر» الذي كان يتقاضى 40 جنيهاً أسترلينياً في الأسبوع ويعمل بدوام كامل مع إيست، الى اكثر المدربين احرازا للالقاب في تاريخ بريطانيا.
ورغم ان «السير» يقترب من اكمال عامه 23 مع مانشستر، الا انه لا يزال يعيش الحماسة للارتقاء الى مستوى التحدي واحراز الالقاب المحلية والخارجية التي جمع منها اكثر من 25 لقبا حتى الان، وهو يقف مرة اخرى متابعا لزملائه في المهنة يحزمون حقائبهم للخروج من ميادين المنافسة والبحث عن مغامرة جديدة مع ناد اخر، بينما يبدو مرتاحا الى وضعه وداعيا الاندية لاعطاء الفرصة لمدربيها بعدما ذاق بنفسه خيبة البداية ومعنى النهوض من الكبوات للسير على طريق المجد.
فبعد عجز استمر طوال اربعة مواسم ضاق خلالها جمهور «اولد ترافورد» ذرعا بما يقدمه هذا الاسكتلندي، كان الفوز بكأس انكلترا 1990على حساب كريستال بالاس بمثابة سفينة الانقاذ التي ابحرت فيما بعد نحو لقب الدوري للمرة الاولى منذ 26 عاما لتنطلق رحلة السيطرة شبه المطلقة على الصعيد المحلي.
وصحيح ان «فيرغي» لم يكن يومها ذلك المدرب الذي يتمتع بفلسفة تكتيكية هائلة على غرار مواطنه مات باسبي الذي كان الافضل وصاحب الارقام القياسية في مانشستر قبل وصوله، الا انه نجح بفعل حسن ادارته لمشروعه الهادف للتركيز على الناشئين وايجاد شبكة واسعة من الكشافين لاقتناص افضل المواهب الواعدة، حتى انه لم يتردد في زيارة اولياء هؤلاء اللاعبين لاقناعهم بجدوى انضمام ابنائهم الى مانشستر.
وبموازاة ذلك، فإن الاسلوب الصارم الذي اتبعه للتخفيف من وهج نجومية لاعبيه، مضطلعا بدور المفاوض الاول عند اتمام العقود او تمديدها، دفع البعض للتخلي عن القميص الاحمر، ومنهم بول اينس وديفيد بيكهام والاسكتلندي غوردون ستراكان والترينيدادي دوايت يورك والهولنديان ياب ستام ورود فان نيستلروي، ومع ذلك بقي صامدا بوجه العواصف، موجها سهام كلامه القاسي الى الكثيرين من «أهل الدار» قبل الخصوم والذي كان آخرهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الممتعض من تغييره في مباراة مانشستر سيتي في الدوري قبل فترة.
ولم يعد السؤال في «اولد ترافورد» عن الالقاب بقدر ما تحول لمعرفة التوقيت الذي سيعلن فيه فيرغوسون اعتزاله.
وكانت وسائل اعلام بريطانية ذكرت العام الماضي ان فيرغوسون، الذي كان أعلن اعتزاله قبل 8 أعوام، لا يعتقد بأنه سيستمر في العمل بعد بلوغه سن السبعين، ونقلت عنه: «يجب أن تفكر في الوقت من أجل نفسك. أعتقد أن زوجتي التي أقنعتني بالتراجع عن الاعتزال في المرة الماضية لن تفعل ذلك الآن».
في المقابل، لا يمكن تجاهل ما فعله غوارديولا مع الفريق الكاتالوني بدءا بقيادته الى كأس اسبانيا، ثم الى لقب الدوري المحلي، والى نهائي دوري الابطال.
ويرى الخبراء ان برشلونة مع «بيب» يمثل نموذجاً مثالياً لفريق كرة القدم، فهو صلب في الدفاع ورائع في المنتصف وحاسم في الهجوم، ما خوله تسجيل اكثر من 100 هدف في الدوري، الأمر الذي سمح له بسحق خصومه وابرزهم ريال مدريد والذي اسقطه بسداسية في «سانتياغو برنابيو».
وكان قائد برشلونة السابق تولى تدريب الفريق في الماضي خلفاً للهولندي فرانك ريكارد، وهو ما اعتبره البعض مفاجئا لكونه لا يملك خبرة تدريبية.
ولعل النجاح الذي حققه غوارديولا دفع إذاعة «رامبلا» الكاتالونية للقول إنه «لا يوجد في هذه الايام من يتحدث عن خوان لابورتا (رئيس النادي)، لان نجاحات غوارديولا أنقذته من فقدان منصبه الرئاسي».
غوارديولا «ابن برشلونة» اقنع بالفعل المنتقدين والجماهير وهو يرى ان بإمكانه قيادة الفريق للفوز بدوري الابطال، رغم ان الفريق المقابل يقوده رجل خبير هو فيرغوسون.
ويبدو ان المدرب الساعي لتحقيق اللقب كمدرب بعدما ظفر به كلاعب العام 1992، يريد تكرار ما فعله ريكارد الذي قاد برشلونة للبطولة عينها العام 2006 على حساب ارسنال الانكليزي الذي يقوده مدرب خبير هو الفرنسي ارسين فينغر.
يستند المدرب الشاب في كلامه الى ترسانة النجوم التي يملكها وفي مقدمها الارجنتيني ليونيل ميسي هداف المسابقة بـ8 اهداف والكاميروني صامويل ايتو والفرنسي تييري هنري وكارليس بويول واندريس انييستا وتشافي هرنانديز وغيرهم.
ترعرع غوارديولا في النادي وسجل اسمه ضمن الجيل الذهبي الذي قاده الهولندي يوهان كرويف، وفاز بالعديد من الالقاب المحلية والخارجية قبل ان ينتقل الى ايطاليا للعب مع روما ثم بريشيا ثم انهى مسيرته مع الاهلي القطري.
بدأ مشواره التدريبي في الموسم الماضي مع الفريق الثاني في برشلونة وقاده للصعود الى الدرجة الثالثة.
ويبقى القول ان «امتحان روما» سيقدم مشهدا قد يعتبره البعض متناقضا لكن النهاية السعيدة لاي من المدربين هي التي ستقول كلمة الفصل.