د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / ثورة إيجابية على بكتيريا الصحافة

1 يناير 1970 05:01 م
سألت نفسي منذ أن قررت الكتابة ماذا عساي أن أكتب؟ وكيف أجعل من هذا العمود «ثورة إيجابية» على الكثير من الأعمدة التي تملأ صحفنا اليومية وفضاءات الإنترنت بشكل بكتيري، ونشرت ثقافة النقد الهجومي من أجل الشهرة، فأكثرنا شهرة الآن من يسب الآخرين ويكيل لهم الاتهامات دونما دليل.
هل أكتب عن الميزانيات الضخمة التي تذهب هدراً دونما تنمية حقيقية على أرض الواقع، أم أكتب عن المشاريع التي أصبحت تستنزف خزينة الدولة بسبب سوء التخطيط والأوامر التغييرية، ولن أقول التنفيع المقصود وسياسة «خشمك إذنك»؟
هل أكتب عن صراعات «الأقطاب» و«التيارات» و«الأحزاب» و«الطوائف»، والتي يدّعون أنها من أجل الكويت، والكويت بريئة من صراعاتهم إلى يوم الدين؟
لقد تزاحمت الأفكار في ذهني، وتناطحت الحروف، وتسابقت العبارات، ولا أعلم إلى هذه اللحظة ماذا عساي أن أكتب؟ لا أعلم! هل فكرة الكتابة فكرة جيدة من الأساس؟ أم أنني سأخسر بسببها كثيراً من الناس؟
ولكنني توكلت على الله، ثم أخذت أنفاساً عميقة «كالعادة» شحذت أثناءها قلمي، واستعدت الثقة بنفسي وأفكاري وقناعاتي عندما تذكرت قول الشاعر:
ضحكت فقالوا: ألا تحتشم
بكيت فقالوا: ألا تبتسم
بسمت فقالوا: يرائي بها
عبست فقالوا: بـدا ما كتم
صمتُّ فقالوا: كليل اللسان
نطقت فقالوا: كثـير الكلم
حلمت فقالوا: ضعيف جبان
ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلت فقالوا: لطيش به
وما كان مجترئاً لو حكم
يقولون شذ: إذ قلــت لا
وإمعة حين وافقــتهم
فأيقنت أني مهما أرد
رضى الناس لابد من أن أذم
ملاحظة: مقال يوم الخميس الماضي تمت كتابته قبل تسمية رئيس الوزراء بيومين.
في الأفق:
إرضاء الناس «جميعاً» غاية لا تدرك.


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net