أكد في ندوة لمركز دراسات الخليج أننا لا نتحكم فيما نملك

بشارة: وجود جالية آسيوية كبيرة في الخليج دليل على أننا نعتمد على ذراع الآخرين

1 يناير 1970 10:38 ص
| كتبت غادة عبدالسلام |
في الوقت الذي أكد فيه رئيس القسم الديبلوماسي للدراسات الاستراتيجية عبدالله بشارة ضرورة زيادة الاتصالات والحوار والفهم المتبادل مع دول اسيا وتقدير حاجاتها، كون التصور بأننا قادرون على التحكم فيما نملك امرا غير صحيح، شدد مدير ادارة المتابعة والتنسيق في وزارة الخارجية مدير ادارة اسيا بالانابة السفير خالد المغامس على اهمية عقد اتفاقيات وعلاقات مع دول اسيا لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري وتفعيل الشراكة مع منظمة «الآسيان»، فيما لفت استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور محمد سليم الى وجوب وجود توافق بين المصالح الأمنية والاقتصادية وتوزيعها على شركاء متعددين.
كان ذلك خلال ندوة «واقع العلاقات الخليجية الاسيوية - الفرص والتحديات» التي نظمها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في قاعة بنك الكويت الدولي في كلية العلوم الاجتماعية ظهر امس وترأس الندوة استاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الغانم.
واستعرض السفير بشارة التحول الذي حصل في علاقة الدول الخليجية مع دول آسيا خصوصا الصين والهند واليابان، لافتا إلى ان اول خطوة رسمت معالم هذه العلاقات بدأت بعد طرح الرئيس الجزائري ابو مدين لخطوط العولمة والنظام الاقتصادي العالمي الجديد، وتركت مبادرته هذه امورا تلتقي مع الشأن الخليجي ودول آسيا، وفي مقدمة هذه الامور ما يعانيه اصحاب الندرة المنتجين للنفط من قيود الثروة حيث يتمتعون بالثراء ولكنهم لا يملكونه، وهذا ما دفع الى التفكير بالسيادة المشاركة والاعتماد المتبادل، مضيفا ان «وجود جالية هندية او اسيوية كبيرة في الخليج تؤكد ان اصحاب الندرة يعتمدون في حاجاتهم على ذراع الآخرين ولا يستطيعون ممارسة استقرارهم»، ومشددا على «اننا في عالم نعتمد فيه كثيرا على الآخرين الذين لانراهم وتصورنا اننا قادرون على التحكم فيما نملك امر غير صحيح، ولا يتفق مع الحقيقة».
واشار بشارة الى «وجود تخوف من ان يصبح القرار الخليجي والكويتي متلونا ومترجما ومعبرا عن هموم الآخرين، ومن ان يأتلف الكبار في اسيا مع آخرين في عالم الغرب الباحث عن الاستئثار بالطاقة ليواجهوا اصحاب الندرة منتجي النفط»، مؤكدا ان «تحاشي حدوث ذلك يكون عبر زيادة الاتصالات والحوار والفهم المتبادل وتقدير حاجة الآخرين في ظل عالم العولمة حيث لا نستطيع ان نهرب من حقائق ومتطلبات الكون في ضرورة اعطاء الآخرين حقوقهم وتفهم ضروراتهم».
بدوره، استعرض مدير ادارة آسيا بالانابة في وزارة الخارجية السفير خالد المغامس التجربة الكويتية - الصينية في تطوير علاقات البلدين، لافتا إلى ان القيادة الكويتية لاحظت منذ سبعينات القرن الماضي وجود عملاق نائم ومقبل وكان لها تفكير سياسي مستقبلي وتم التحرك باتجاه الصين، مشددا على الدور الذي لعبته زيارة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد للصين في تعزيز العلاقات والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، مشيرا الى وجود 29 اتفاقية بين الكويت والصين اضافة إلى الدور الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي قدم 33 قرضا للصين.
وتحدث السفير المغامس عن الاستهلاك النفطي في آسيا ودور الصين والهند المستهلكين الاكبر للنفط نظرا للتطور الكبير الذي شهدته الدولتان والتعداد السكاني الاكثر في العالم، معتبرا ان الصين والهند اضافة إلى اميركا ستشكل مثلث الاستهلاك العالمي للطاقة في المرحلة المقبلة.
من جهته، شدد استاذ العلوم السياسية الدكتور محمد سليم على «ضرورة وجود توافق بين المصالح الأمنية والاقتصادية وتوزيعها على شركاء متعاونين، مؤكدا ان تنوع الشركاء يزيد من حرية الحركة، معتبرا ان آسيا اليوم اصبحت القارة التي تحدد التوجهات العالمية ونقطة التوازن الدولي».
وحول العناصر المهمة لبناء شراكة بين الدول الخليجية ودول آسيا قال سليم انها تتمثل في ادراك واع لضرورة الاتجاه شرقا ووجود قرار استراتيجي اقليمي وعربي لذلك، مشددا على «ضرورة غرس بناء الشراكة ليس فقط بالنفط والتجارة بل عبر اطراف متعددة، مؤكدا ان العلاقات ضمن نطاق النفط شراكة وقتية».