البرتغال والاتحاد الأوروبي مستعدان للتعاون مع الجزائر في مكافحتها للإرهاب
1 يناير 1970
02:15 م
الجزائر - ا ف ب - أعلن رئيس الوزراء البرتغالي خوسيه سكراتس، رئيس المجلس الاوروبي، الاحد، ان الاتحاد الاوروبي والبرتغال على استعداد للتعاون مع الجزائر في مكافحتها للارهاب.
وقال اثر محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، «اود باسم الاتحاد الاوروبي والبرتغال، ان اقول اننا مستعدون للتعاون وتقديم كل ما هو ضروري لمكافحة هذه الهمجية (الارهاب)».
وكانت الجزائر تعرضت في 11 الجاري، لاعتداءين بسيارتين مفخختين استهدفتا المجلس الدستوري ومقرين للامم المتحدة واوقعا 41 قتيلا، حسب حصيلة رسمية.
وكان رئيس الوزراء وصل الاحد الى الجزائر للقيام بزيارة رسمية بدعوة من بوتفليقة الذي اقام مأدبة غداء على شرف ضيفه. واوضح أن زيارته للجزائر تهدف الى الاعداد «للقمة المقبلة بين البرتغال والجزائر التي ستعقد مطلع 2008». واشار الى انه سيدشن خلال زيارته معرضا للفن الاسلامي.
يشار الى أن الجزائر والبرتغال وقعتا في يناير 2005 معاهدة صداقة وحسن جوار وتعاون.
من ناحية ثانية، اعلنت وزارة الخارجية الجزائرية امس، ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون سيقوم اليوم بزيارة قصيرة للجزائر، بعد اسبوع من الاعتداءين الانتحاريين اللذين استهدفا الجزائر العاصمة، واسفرا عن مقتل 17 موظفا في الامم المتحدة، معظمهم من الجزائريين. وسقط ثلاثة اجانب بين الضحايا.
في سياق اخر، كتبت «رويترز» في تحقيق، انه قد يدهش مشهد نساء يعملن كسائقات حافلات وسيارات اجرة وفي محطات البنزين وكضابطات شرطة في بلدات جزائرية كبيرة، الوافدين الجدد ويحملهم على الاعتقاد بان النساء تحررن... لكن ناشطات حقوق النساء يؤكدن ان هذا غير صحيح.
مثل هذه الحالات تظل استثناءات في مجتمع اسلامي يهيمن عليه الرجال، حيث تتعرض النساء لسوء معاملة قد تصل في احيان الى حد معاملة الرق وعنف على ايدي ازواجهن وابائهن واشقائهن. وتقول صليحة لعراب من منظمة «رفض» النسائية: «لا تنخدعوا بأقلية من النساء يسرن على النهج الغربي. لا تزال الجزائر مجتمعا محافظا جدا يعتبر المرأة مواطنا من الدرجة الثانية».
ولا تزال نساء جزائريات حاربن من اجل الاستقلال، مثل حسيبة بن بو علي وجميلة بو حريد، بطلات في البلد الواقع في شمال افريقيا ويقطنه 33 مليون نسمة. وينص الدستور على المساواة بين الجنسين وتحتل النساء مناصب عليا في الحكومة المركزية والحكومات المحلية والمحاكم والاجهزة الامنية والسفارات.
وفيما تقول الحكومة انها جرمت التحرش الجنسي واضافت مواد للقوانين تعزز حقوق المرأة، قد ترى في بعض الاحيان ما يصل الى 12 امراة وطفلا نائمين ليلا في شوارع في وسط الجزائر العاصمة، وكثيرات منهن هاربات من سوء معاملة الزوج او طردهن ازواجهن بعد خلافات اسرية.
وتفيد بيانات الشرطة بان 7400 امرأة كن ضحايا للعنف عام 2005 ارتفاعا من 5845 في 2004.
وفي مركز للنساء المتضررات في الجزائر، تقول لمياء (35 عاما) انها تحملت ضرب زوجها لها أمام اطفالها الصغار طيلة خمسة اعوام قبل ان يلقي بها في الشارع. وفرت من قريتها هربا من الاضطهاد والاهانات من جانب زوجها والجيران. وبعد ان اصبحت بلا مأوى لجأت لاسرتها، لكنها رفضتها وتخلت عنها.
ولم تلق لمياء اي مساعدة وفقدت حضانة اطفالها لبعض الوقت. وحين أعيدوا اليها اكتشفت انهم كانوا ضحايا لاعتداءات جنسية من جانب أحد اقارب الزوج. وتضيف: «تقدمت بشكوى وكان الرد الضرب مرة اخرى على يدي زوجي وهو ضابط شرطة».
ويورد صندوق الامم المتحدة للسكان، ان رغم التحسن الكبير للصحة الانجابية وتراجع معدل المواليد، لا تزال نسبة الامية بين النساء ضعفها بين الرجال وتبلغ 37 في المئة، كما ان 13 في المئة فقط من النساء يعملن بأجر.
ويعيش نحو 25 في المئة من الجزائريين تحت خط الفقر و70 في المئة من البالغين دون 30 عاما لا يعملون ما يؤدي لتفشي الاحباط والاحساس بعدم الامان والنساء يكن الضحية في اغلب الاحوال.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها لعام 2005 ان اتهامات الاغتصاب وغيرها من جرائم العنف الجنسي لا يجري التحقيق فيها في اغلب الاحوال وان مرتكبي هذه الجرائم لا يقدمون للعدالة.
وحسن تعديل لقانون العائلة في عام 2005 وضع المرأة وحظر تطليق الزوجة من دون سبب ومنح النساء حق الحصول على نفقة مالية من ازواجهن السابقين وحق الحصول على منزل اذا كن حاضنات لاطفالهن.
غير ان بوتفليقة رفض توصية من لجنة اصلاح عينتها الحكومة بحذف فقرة تشترط موافقة ولي الامر على زواج المرأة. ويقول محللون ان قرار بوتفليقة عدم حذف الفقرة عند تعديل قانون العائلة لعام 1984 اظهر استمرار نفوذ الاحزاب الاسلامية بعد معركة طويلة مع متشددين راح ضحيتها ما يصل الى 200 الف شخص.
وغالبا ما تتعرض زوجات وبنات يصرحن بشكواهن علنا لخطر انتقام عنيف من رجال غاضبين من الاقارب.
وطلبت فتيحة (53 عاما) الطلاق بعدما ضربها زوجها الذي رفض ان تعمل مغنية وظلت في المستشفى ثلاثة اشهر تعاني من كسور وجروح خطيرة. وتضيف ان العنف المتكرر اصاب اطفالها باضطرابات نفسية وان احدى بناتها حاولت الانتحار.