رؤية
الانتخابات ... على محك التكتيك الأخير!
1 يناير 1970
05:45 م
| كتب فرحان الفحيمان |
خلف سياج الترقب، وبين سيل الاشاعات الذي سرى كالنار في الهشيم، وكياسة التكتيك الاخير الذي يتقنه عدد من المرشحين، يمني زهاء الـ 200 مرشح ومرشحة انفسهم بالجلوس على المقعد الاخضر في قاعة عبدالله السالم، وتقترب المنافسة الحامية بشقيها المشروعة و«غير المشروعة» من عنق الزجاجة، فالندوات والمحاضرات والخطب الرنانة اسدل ستارها، ولم تعد مجدية، راهنا، فقناعات الناخبين تبلورت كل وفق توجهاته وتطلعاته، ولم يعد بيد المرشحين سوى انتظار ليلة الاقتراع، والقيام بالتكتيك الاخير الذي يلجأ اليه في الغالب التيار الديني الذي يجيد التشبث بخيوطه، خصوصا انه يمتلك خبرة كافية في التعامل مع مجريات الانتخابات، وان كان المراقبون يجزمون ان هذه الانتخابات لن تأتي وفق رياح التيار الديني، الذي يعاني من انحسار في شعبيته، فربما يتهاوى بعض رموزه، ويجدون انفسهم خارج الخارطة التي تقود المرشحين إلى مجلس الامة.
الدوائر الخمس شهدت منافسات وتكتيكات ومراوغات واشاعات تسربلت بألوان عدة، لدرجة ان بعض المرشحين لم يترددوا في استخدام وسيلة الضرب تحت الحزام للتأثير على منافسيهم، فضلا عن اشاعة المال السياسي التي شمّت رائحتها عن بعد في بعض الدوائر.
الدائرة الاولى
يبلغ عدد ناخبيها 69132 ويتنافس فيها 45 مرشحا ومرشحة، تشهد منافسة حامية بين المرشحين الشيعة والحضر السنة والعوازم، يخوض النواب العشرة الفائزون في انتخابات 2008 المنافسة وهم خمسة شيعة صالح عاشور واحمد لاري وعدنان عبدالصمد وحسن جوهر وحسين القلاف، ونواب العوازم حسين الحريتي ومخلد العازمي، بالاضافة إلى النواب الحضر عبدالله الرومي وعبدالواحد العوضي وممثل التجمع الاسلامي السلف النائب السابق محمد الكندري، في الانتخابات الحالية، فضل حسن جوهر خوض الانتخابات مستقلا بعدما خاضها العام الماضي ضمن قائمة «الائتلاف» التي ضمت هذا العام إلى جانب لاري وعبدالصمد، النائب السابق الدكتور يوسف الزلزلة الذي يمثل تجمع الميثاق وحمد بوحمد الذي يمثل الحساوية، اما صالح عاشور الذي انتزع المركز الاول بجدارة العام الماضي، وبفارق كبير عن اقرب منافسيه، فيخوض الانتخابات هذا العام معتمدا على كتلته «العدالة والسلام» وبمعية زميله في الكتلة حسن نصير.
لم يزل عاشور محتفظا بتفوقه إلى جانب وجود نواب شيعة في خانة الامان امثال حسن جوهر واحمد لاري وعدنان عبدالصمد وحسين القلاف في ظل احتمالية حصول الشيعة على مقعد سادس سيكون من نصيب يوسف الزلزلة، اما قبيلة العوازم التي زكت العام الماضي اربعة من مرشحيها إلى جانب حسين الحريتي وعبدالمحسن المدعج اللذين خاضا الانتخابات كمستقلين، اعلنت هذا العام عدم اجراء اي تزكية، وتركت الحرية لمرشحيها، فكل من لديه الرغبة للترشح، يجرب حظه، وبلغ عدد مرشحي العوازم تسعة، وهناك من ذكر ان هذا ربما يفقد العوازم احد مقعدي 2008، في حين ان ابناء العوازم يصرون على انهم سيحتفظون بمقعديهما واللذين لن يخرجا عن حسين الحريتي ومخلد العازمي وعوض الجويسري واحمد الشحومي ومبارك الحريص.
ويحتفظ النائبان السابقان عبدالله الرومي وعبدالواحد العوضي بمكانتهما خصوصا بعدما تجاوز العوضي الورقة التي مررها إلى وزير المالية مصطفى الشمالي في احد اجتماعات اللجنة المالية البرلمانية مع الحكومة بخصوص قانون الاستقرار الاقتصادي، اما النائب السابق محمد الكندري (السلفي) فاستطاع ان يكسب رهان الانتخابات العائلية الفرعية، عندما رفض الاشتراك في التزكية، واعلن انه لن يشارك في فرعية مهما كانت تسميتها.
وعلى خط المنافسة تخوض الدكتورة معصومة المبارك المنافسة في الدائرة الاولى متكئة على ارث وزاري واكاديمي، ولوحظ ان هناك اقبالا كبيرا على ندواتها، ويرشحها بعض المراقبين إلى اختراق الصف الرجالي، واقتناص احد مقاعد الدائرة.
الدائرة الثانية
تحظى الدائرة الثانية التي يطلق عليها دائرة الكبار باهتمام اعلامي بالغ، لانها تضم نوابا من العيار الثقيل امثال رئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي، ومرزوق الغانم والدكتور جمعان الحربش وخالد السلطان وعبدالله النيباري وغيرهم، يبلغ عدد ناخبيها 43473، ويتنافس فيها 45 مرشحا ومرشحة، اولى المفاجآت في الثانية كان اعلان النائب السابق محمد الصقر عدم خوضه الانتخابات، ما اثر على قائمة التحالف الوطني الديموقراطي، وفضل مرشحو التكتل خوض الانتخابات مستقلين، ولا ريب ان اعتذار الصقر مهد الطريق إلى عودة النائب السابق عبدالله النيباري إلى الترشح بعدما فضل عدم خوض انتخابات 2008، وعودة النيباري الامين العام للمنبر الديموقراطي كانت مثار جدل بين ابناء التيار الليبرالي الذين يفضلون عدم وضعه في موقف حرج، خصوصا ان الانتخابات وفق الدوائر الخمس لا تخضع إلى اعتبارات سياسية، ولا ريب ان الخرافي متربع على عرش الثانية، ويجلس إلى جانبه النائب السابق مرزوق الغانم الذي يمثل ابناء الجيل الجديد بالاضافة إلى علي الراشد وجمعان الحربش وخلف دميثير وخالد السلطان ومحمد العبدالجادر الذي لم يكتف بمؤيديه من ابناء جلدته «المنبر» وابناء منطقته (الفيحاء) وانما ركز في الايام الاخيرة على الصليبخات والدوحة، وهناك مرشحون كثر يتنافسون على بقية المقاعد يتقدمهم النائبان السابقان اللطيف العميري بالاضافة إلى عدنان المطوع الذي تأثر إلى حد ما بعد زيادة عدد المرشحين الشيعة امثال الدكتور عبدالواحد الخلفان، والدكتور محمد الصفار وانور النقي وبهاء الدين السليمي وعلي دشتي وغيرهم.
الدائرة الثالثة
يطلق على الدائرة الثالثة الكويت مصغرة، لأنها تضم التيارات كافة، اذ يوجد التيار الديني (حدس، سلف، اسلاميون مستقلون) وهناك التيار الليبرالي (المنبر الديموقراطي، والتحالف الوطني) ناهيك عن وجود نواب مستقلين ومحافظين، ولا يخلو الامر من التكوينات القبلية ويبلغ عدد الناخبين 62587، و54 مرشحا ومرشحة، واعلن النائب السابق الدكتور ناصر الصانع (حدس) اعتذاره عن خوض الانتخابات بعدما خاضها العام الماضي بقائمة ضمته والنائب السابق عبدالعزيز الشايجي.
ويجمع المراقبون ان المرأة الكويتية ستصل إلى قبة البرلمان عن طريق الدائرة الثالثة، وان المرشحتين الدكتورة اسيل العوضي والدكتورة رولا دشتي حظوظهما قوية جدا، ان استطاعت العوضي تجاوز «اليوتيوب» الاخير الذي اثيرت حوله ضجة، وتمكنت دشتي من كسب ثقة الناخبين الشيعة الذين لم يقفوا معها العام الماضي بحزم.
ويرى المراقبون ان النائب السابق احمد السعدون سيكون افضل حالا من انتخابات 2008 عندما حصل على المركز التاسع، وان موقعه سيكون متقدما، وربما يكون ضمن الخمسة الاوائل خصوصا بعدما شهد المد الديني الذي سيطر على 6 مقاعد نتائج انتخابات 2008 انحسارا إلى حد ما، ويحصر المراقبون المنافسة في الثالثة في النواب السابقين الذين مثلوا الدائرة في 2008 وهم صالح الملا ووليد الطبطبائي وعبدالعزيز الشايجي وفيصل المسلم واحمد المليفي وروضان الروضان وعلي العمير وعادل الصرعاوي، بالاضافة إلى ناجي العبد الهادي واسيل العوضي ورولا دشتي وهشام البغلي ممثل التيار الشيعي في الثالثة.
الدائرة الرابعة
تطغى القبلية على اجواء الدائرة الرابعة التي يبلغ عدد ناخبيها 99882، ويخوض منافستها 35 مرشحا، وترتكز القوة في قبيلتي مطير والرشايدة، اذ حصلت الاولى على خمسة مقاعد في 2008، وحصلت الثانية على 4 مقاعد وفي هذا العام حسم الامر لأربعة من مطير وهم مسلم البراك الذي لم يخض فرعية مطير، بالاضافة إلى محمد هايف المطيري وحسين مزيد وضيف الله ابو رمية، اما الرشايدة فإن الامر اقترب من الحسم بالنسبة لعلي الدقباسي وسعد الخنفور ومبارك الخرينج، وهناك ثلاثة مقاعد فقط خارج خانة الحسم، يتنافس عليها عدد من المرشحين امثال ماجد موسى (مطير) ومبارك الوعلان (مطير)، وشعيب المويزري، بالاضافة إلى مرشحين من خارج القبيلة امثال عسكر العنزي الذي لم يخض فرعية قبيلة عنزة وعلي دخيل العنزي وخضير العنزي والنائب السابق محمد الخليفة، وحسين الجليعب الظفيري وثامر السويط.
الدائرة الخامسة
يأمل التحالف الذي يضم النائب السابق سعدون حماد العتيبي والمرشحين دليهي الهاجري وبادي الدوسري وفهد عياد المطيري من اختراق سيطرة قبيلتي العوازم والعجمان على الدائرة الخامسة التي يبلغ عدد ناخبيها 109716، وعدد مرشحيها 32 مرشحا وذكر سعدون حماد غير مرة ان الدائرة ليست مغلقة، واذا كان هناك التزام سنخترق اي اغلاق ان وجد، وشهدت (الخامسة) تغييرا قبل يوم الاقتراع، اذ اطاحت الانتخابات الفرعية ببعض النواب السابقين، فقد اثمرت نتائج فرعية العوازم استبعاد فهد الميع وعبدالله راعي الفحماء ومرزوق الحبيني، واعادت غانم الميع وجاءت بسعد زنيفر وفلاح الصواغ وسالم النملان، اما فرعية العجمان فأطاحت بعبدالله البرغش ومحمد العبيد وعبدالله مهدي العجمي، وابقت على محمد الحويلة واعادت خالد العدوة وجاءت بخالد الطاحوس الذي كسب شهرة واسعة بعد اعتقاله وصيفي الصيفي الذي يحظى بتأييد من قبل قبيلة العجمان، وان تمكن حماد والمتحالفون معه من اختراق (العوازم والعجمان) فإن الفرص ستكون مؤاتية لدليهي الهاجري وفهد عايد المطيري وبادي الدوسري وفيصل الكندري، بالاضافة إلى الدكتور سعد الشريع الذي لم يخض فرعية العوازم، وترشح مستقلا.