د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / ماذا بعد الفرعيات والتشاوريات؟
1 يناير 1970
03:37 م
اتضحت الصورة بعد إغلاق باب الانسحاب من الترشيح، وتبين لنا المرشحون الذين عزموا على إكمال المشوار، كما انتهى الجميع من رسم استراتيجيته الانتخابية، فالبعض فضل أن يرفع راية الاستقلالية هرباً من شبح الحزبية؛ وطمعاً في أصوات الغالبية الصامتة، ومنهم من كان جريئاً ومتصالحاً مع قناعاته وذاته وأعلن انتماءه الحزبي، ومنهم من رأى أن يكون مرشحاً للقبيلة عن طريق الفرعيات، ومنهم من استطاع أن يشكل تحالفات لمواجهة الأعداد الكبيرة في دائرته.
من الاستراتيجيات الانتخابية النتنة الطعن في ذمم ووطنية الآخرين؛ وتشويه سمعتهم بشتى الأساليب وأنواع التكنولوجيا من إنترنت ومسجات وفضائيات وصحف، ومنها استراتيجية شراء الأصوات لضمان الوصول إلى الكرسي الأخضر، بل إن شراء الأصوات وصل إلى فرعيات القبائل، قال (صلى الله عليه وسلم): «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما».
تنتشر هذه الأيام اشاعات أن فلاناً يشتري الصوت بـ 500 دينار، وآخر يحجزه بـ 750 ديناراً، وغيره يقدم هدايا قيمة من النوع الفاخر للنساء من شنط وساعات، وآخر تسلم شيكاً بقيمة مليون دينار كويتي تقريباً كدعم من طرف خارجي، وهذا الكلام لا شك أنه يكثر في الأيام الأخيرة، ولكن علينا أن نتقي الله في ما نحدث ونقول، فلرب كلمة قالت لصاحبها دعني يوم القيامة.
يكثر الكذب وتزداد الإشاعات كلما اقتربت ساعة الصفر، ولكن لتبقَ الكويت ومصلحتها هي الأهم، الجميع يتنافس ويتصارع للوصول إلى الوجاهة والسلطة، ويدعي أنه دفع كل ما دفع لخدمة الكويت وأهلها، وليس له في ذلك مصلحة شخصية أبداً! فلهؤلاء أقول كونوا صادقين مع أنفسكم قبل الصدق مع الناس... فالصدق منجاة.
وأهمس في أذن أبناء القبائل الذين اختاروا الصالح من أبناء قبيلتهم أن يوسعوا نظرتهم، فلعل هناك من يكون الأفضل من خارج القبيلة، فالكويت قيمة عليا تتعدى قيمة القبيلة.
في الأفق:
قال تعالى: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير»، سورة آل عمران آية 26.
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net