تتباين الآراء في حجم التغيير الذي سيحصل في المجلس المقبل مع الحملة المنظمة من قبل بعض القنوات الفضائية، ومن بعض الشخصيات المهمة والمتنفذة، والتي تحرص على أن تساهم في وجوه المجلس المقبل بتلميع مرشحين لها ودعم آخرين. لكن يبقى الخيار الأخير للقواعد الشعبية في ترشيح من تراه مناسباً ليمثلها في المجلس المقبل. لا يخفى على عاقل منا بأن مجلس الأمة مجلس تشريعي يشرع نظام البلد وفق أهواء وأمزجة الشخصيات المهمة التي دفعت المبالغ الطائلة لإيصال مرشحيها الفداوية (وأطعم الفم تستحي العين)، وبذلك تسن القوانين الخادمة لميليشيات الشخصيات المهمة، في الوقت الذي يُشن فيه هجوم كاسح على الأعضاء المحافظين بإلقاء التهم عليهم جزافاً، وأنهم أعضاء تأزيم، وأنهم سبب تأخير التنمية في الكويت، مع العلم أن التنمية متعطلة أكثر من عشرين عاماً، والسبب الرئيسي في تعطيلها هم الغوغاء المتنفذون الذين يحاولون تعطيل الأدوات الدستورية وتفريغ المجلس عن دوره الرقابي، حتى يتسنى لهم العبث بمقدرات الشعب والأجيال. والمصيبة الأكبر أن الدعم طال العنصر النسائي، لكونها عنصراً لطيفاً مقارنة بـ «الإرهابيين» من الأعضاء المحافظين المزعجين في محاولة لإيصالها إلى المجلس بثوبها القصير وشعرها السافر لتصلح ما أفسده الرجال بزعمها.
وللأسف لقد ضاعت هيبة المجلس عندما تجرأت عليه المائلات المميلات في محاولة منهن لإصلاح البلد، ربما يستطعن، بل يستطيع مندوبهن إنجاز المعاملات وبأسرع وقت ممكن، خصوصاً الحسناوات منهن. لكن قطعاً لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
لكل مواطن الحرية في ترشيح نفسه إن رأى أنه أهل لذلك، لكن الذي يؤلم الكويت أن يصل إلى مجلس الأمة جملة كبيرة من الفداوية والفداويات (حاسرات الرأس)، إن صح التعبير، والتي بدأت تظهر بوادرها في بعض الدوائر. أتمنى أن يكون هناك وعي نقابي وعقلاني لدى الناخبين، بعيداً عن المهاترات والمزايدات والكلام الفاضي والعاطفي والتعصب القبلي والحزبي المقيت، ومن خلاله نختار القوي الأمين صاحب الخلق والمحب لدينه ووطنه، فالدين والخلق هما ركنا القيادة وزماما الريادة. أما الفداويات فلا أعتقد أنهن يملكن شيئاً من هذا، بل إنني أعتقد أنهن لا يجدن حتى الخطاب السياسي، فهن قطعاً يجدن الخطاب الاستفزازي الذي تقرأه بين الحين والآخر في جرائدنا اليومية... ولا عزاء.
حكمة اليوم:
حكمة روسية: «للمرأة سبعة وسبعون رأياً في آن واحد».
راجح سعد البوص
كاتب كويتي
[email protected]