تحليل / هل سيكون تفشي وباء الأنفلونزا معتدلاً أم سيقتل الملايين؟
1 يناير 1970
12:11 ص
جنيف - رويترز - سيحمل مرض انفلونزا الخنازير اسم «وباء» حتى اذا تبين أن الفيروس الجديد يسبب في الاساس أعراضا خفيفة مع اجتياحه العالم ما يثير تساؤلات بشأن مدى جدية حالة التأهب العالمية.
ورغم أنه كان مميتا في المكسيك، مركز المرض، وسبب وفاة طفل مكسيكي في الولايات المتحدة، أبلى الاشخاص المصابون بانفلونزا الخنازير في دول أخرى بلاء حسنا حيث كان الاسهال اكبر شكاواهم.
ومن المتوقع أن تتحرك منظمة الصحة العالمية سريعا لاعلان تفشي وباء عالمي كامل من الدرجة السادسة على مقياسها المكون من ست درجات في غضون ايام لتعكس استمرار تفشي فيروس انفلونزا الخنازير بين الناس الذين قاموا بزيارة المكسيك بما في ذلك أشخاص في اوروبا. ورفعت مارغريت تشان، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ليل الاربعاء مستوى التأهب العالمي للانفلونزا من المستوى الرابع الى الخامس وقالت: «حقيقة ان الانسانية بأسرها تكون تحت التهديد اثناء تفشي وباء».
ومكررة ما قاله خبراء اخرون في الامراض المعدية واعتمادا على خبرتها في مكافحة تفشي مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سار» وانفلونزا الطيور حين كانت مسؤولة الشؤون الصحية في هونغ كونغ قالت ان الفيروسات مثل سلالة «اتش1 ان1» من انفلونزا الخنازير تجب مراقبتها عن كثب في حالة اذا تفاقمت.
وقالت للصحافيين في مقر منظمة الصحة العالمية «نتعلم من أوبئة سابقة. الفيروس الوبائي غير مستقر ولا يمكن التنبؤ به ويفاجئنا».
لكن تشان اعترفت بأن المرض ربما يسبب شعورا بالانزعاج اكثر مما يسبب الموت، مشيرة الى أن الكثير من المرضى الذين أصيبوا في الولايات المتحدة تعافوا بمفردهم ودون تعاطي ادوية. وأضافت: من المحتمل ان يذهب النطاق الاكلينيكي الكامل لهذا المرض من مرض خفيف الى مرض حاد. نحن بحاجة الى مواصلة مراقبة تطور الوضع للحصول على المعلومات والبيانات المحددة التي نحتاجها للاجابة عن هذا».
وتابعت: «ربما يكون هناك احتمال أن يختفي الفيروس ويتوقف وسيكون هذا أفضل وضع لنا. لكنه ممكن أن يتحول الى الاتجاه الاخر».
وتسري نظريات عدة في شأن كيف يمكن أن تقتل انفلونزا الخنازير 176 شخصا في المكسيك بينما تكون اثارها خفيفة وقابلة للتعامل معها في أماكن أخرى. ويتكهن بعض الخبراء بأن الضحايا المكسيكيين لم يتلقوا رعاية طبية ملائمة او عانوا من مضاعفات صحية أخرى ما جعلهم اكثر عرضة للخطر جراء الانفلونزا.
وفي الوقت الحالي فان توجيهات منظمة الصحة العالمية للاشخاص الذين يشتبهون أنهم اصيبوا بانفلونزا الخنازير هي نفس النصائح الخاصة بالرعاية في حالة الانفلونزا الموسمية.
وينصح قسم «أسئلة يتكرر طرحها» في شأن الفيروس على موقع المنظمة على شبكة الانترنت الاشخاص الذين يعانون ارتفاعا في درجة الحرارة او سعالا او احتقانا في الحلق بأن يستريحوا ويتناولوا الكثير من السوائل ويغسلوا ايديهم بشكل متكرر مع تجنب الذهاب الى العمل او المدرسة او التواجد في تجمعات بقدر الامكان.
وقال كيجي فوكودا، القائم بعمل مساعد مدير عام المنظمة ان انفلونزا الخنازير في ما يبدو مشابهة للغاية للانفلونزا الموسمية العادية وهو المرض الذي نادرا ما يسبب الوفاة للبالغين الاصحاء لكنه يمكن ان يسبب وفاة المسنين وضعاف الصحة.
ويصاب ما بين ثلاثة وخمسة ملايين شخص بمرض شديد من جراء الانفلونزا الموسمية العادية في انحاء العالم كل عام ويلاقي ما بين 250 الفا و500 الف حتفهم نتيجة اصابتهم به.
وأضاف فوكودا أنه لم يتضح بعد ما اذا كانت انفلونزا الخنازير ستتحول الى وباء معتدل ام حاد ما يثير احتمالاً أن يكون للفيروس اثار اكثر خطورة مع استمراره في اختراق مجتمعات جديدة او مع تغير الظروف المناخية.
وتفشى وباء الانفلونزا ثلاث مرات في القرن العشرين في اعوام 1918 و1957 و1968 وعرفت باسماء الانفلونزا الاسبانية والاسيوية وانفلونزا هونغ كونغ على التوالي.
ويقدر أن 50 مليون شخص لاقوا حتفهم عندما تفشى الوباء في المرة الاولى ونحو مليونين في المرة الثانية وما بين مليون وثلاثة ملايين في المرة الثالثة.
ويقول جوان يي المتخصص في علم الكائنات الحية المجهرية في جامعة هونغ كونغ «في وباء عام 1918 كانت الموجة الاولى خفيفة لكن بحلول فصل الخريف قتلت الموجة الثانية الكثير من الاشخاص. لهذا فاننا لا يمكن أن نعلم كيف سيتحول هذا الفيروس».