«كنا نسكن بالقرب من دروازة الشامية»

حمود دعيج الركيبي: كنت سائقا مع أول بعثة كويتية للحج سنة 1956

1 يناير 1970 12:53 م
| إعداد : سعود الديحاني |
للإنسان محطات في حياته انجز بها وكان له معها ذكرى وفي أيامها ولياليها بصمة تركها من خلال إنجازاته... ضيفنا اليوم يحدثنا عن عمله سائقا مع أول بعثة كويتية للحج ثم ينقلنا بالحديث عن عمله في طريق الكويت الدمام والاحساء والرياض حيث كان من ضمن من يعمل على هذا الطريق بنقل البضائع، كما يذكر لنا عمله الحكومي الذي استمر أكثر من خمسة وعشرين عاما، والتحاقه بدار القرآن حين افتتاحها في دروازة عبدالرزاق حيث حفظ القرآن في ست سنوات.
أحاديث شيقة ومتنوعة نقضيها مع ضيف حديث الذكريات فلنترك له ذلك: كنا في الشامية مقابل الدروازة حتى اذكر ابن رجعان الذي هو راعي الدروازة ومسؤول عنها، والشامية يوم كنا فيها كانت تكثر بها القلبان التي يطلق عليها أكوات، أذكر كوت الجمهور، وكنا نروي منه، وأنا ادركت العلم وأنا في الشامية واخواني ووالدي ركبوا البحر، فأخواي فهد ومحمد وهم غاصة، وبيتنا في الشامية طين ومن فوق بواري وهو من يطلق عليها كباره ولكن الدروازة مقابل سكننا وقد رأيت ابن رجعان وهو سمعته طيبة (ونِعم)، وهو من الوسامة من قبيلة مطير وكنا نحن اصحاب سيارات وكانوا فيها اخواني وإذا خرجوا يقولون نود ان نجد ابن رجعان أمامنا لانه كان سمحا في التعامل مع من يخرج ويدخل من الدروازة وهو وجه مبارك... وكان عندنا مسجد نصلي فيه، وقد توفي والدي قبل عشرين سنة ووالدي هو الذي درسني وكذلك درست بالمسجد القريب منا، كان فيه أحد المشايخ وقد درسني جزءي عم وتبارك، ومسجد محاذي السور من الخارج... وأخي فهد كان غيصا مميزا لا يخرج من البحر الا ودجينه مليء بالمحار. وقد كان النواخذة يحرصون عليه... وقد ركب منا نحن الركابة محمد الفراج واخوه مطلق الفراج وهما سكنا منطقة الجبلة وهما ابناء عمي، آل الفراج محمد وناصر ومطلق سكنوا في الجبلة.
السياقة
أخي راشد لم يركب البحر وقد عملت معه معاونا وقد تعلمت معه وكانت سيارته فورد طراز 1955 ونحن اشتريناها من الحميضي ومكدتنا إلى السعودية نأخذ زل وهيل واذكر ان السهول الزقاعين يكدون معنا الخط مشبب، ومحمد ومطلق وسعود أكبرهم ونِعم فيهم... والجمرك في ذلك الوقت كان في جريه فيها قصر الصقعبي ثم بعد ذلك نضرب النفود بعد ذلك نصل إلى الرياض وكان عليه دروازة لكن نحن كنا أكثر ما نذهب إلى المنطقة الشرقية واذا كانت الحمولة والبضاعة إلى الاحساء ذهبنا اليه واذا كان الدمام ذهبنا اليه وأذكر حمولة كانت لمحمد المزين غنم وسيارتنا كانت دورين كلها غنم وكان صقر صاهود في المبرز ويوجد عنده سعود بن مثيني وهو الذي يصرفها ويبيعها ويدفع لنا الفلوس ونحن نذهب بها للمزين.

العمل
عندما كبرت استقليت عن اخي الذي كنت معاونا معه واشتريت فورد طراز «55» قيمتها 5000 روبية من الحميضي وكنت اعمل بها على الخطوط إلى المكدة.
اللجنة
البعثة الكويتية حين انشائها سنة 1956 لكي تعتني بالحجيج الكويتيين رافقتها في ذلك العام فلقد جاء دلال كنت اتعامل معه بنقل البضائع وهو للسيارات كلها ويعطي تصريحا للسفر وذات يوم حملت بضاعة غنم ولا أعلم من كانت له وقد جئت له وقت الضحى واخبرني بالبضاعة واعطاني التصريح الخاص بها وقال سوف يستلمها منك ابن «يعيش» من اهل القصيم وهو اسمه عبدالله لكن يسكن الدمام ومن تجارها المعروفين، رجعت من الدلال عوض قبل الظهر وحسب الاتفاق انني آتيه غدا لكي انطلق مسافرا للدمام ولم يكن هناك طريق للخروج من الكويت الا من دروازة الشامية وكان بالقرب منها محطة بنزين اثناء التزود بالوقود جاء ابراهيم المضف، وقال لعوض نريد صاحب سيارة تعرفه وتثق به يرافقنا مع البعثة ولا بد من سائق يعرف الطرق وطريق السفر، وسيارته جديدة وسائق ماهر قال عوض موجود الذي تريده حمود الركيبي قبل قليل قام من عندي قال ابراهيم المضف هذا الذي نريد قم نذهب اليه... فعلا جاءني وأنا بالقرب من الدروازة على سيارة بوكس عليها علامة الهلال الاحمر من الصحة وكان عوض هو الذي يقود السيارة وعندما رأياني قالا هذا هو ثم قال عوض ابشر به هذا هو وهذه سيارتي ثم قال لي عوض الموضوع وقلت له انا على سفر وانت تعلم قال ليس هناك مشكلة، الامور سوف اعالجها انت اذهب مع البعثة وهذا اول حج لهم يريدون سيارة لوري لحمل الامتعة. قال عوض لإبراهيم المضف كم ستكون قيمة أجره قال المضف: 4000 روبية قال لا هذا قليل فرد عليه ان هذا لان سيارته جديدة وهو من اهل السفر فرد عليه وقال ان حمود سائق ممتاز ومن الرجال الذين تضعهم على يمينك اعطوه 5000 روبية وكل شيء منقول عليكم من وقود وقطع غيار واذا حصل بالسيارة شيئا انتم مسؤولون عنها وهذه مكافأة له وللمعاون الذي معه قال المضف انتم محفوظون مكفلون إلا شيء يأتي من رب العالمين ثم اخذوني من سيارتي اللوري ووضعوها في الكراج حتى يضعوا الحمولة والامتعة عليها وعندما ينطلقون للسفر يخبروني وبعد ذلك وضعتها بسيارتي اللوري واخذني عوض إلى بيتنا في خيطان وعوض كان رجلا ممتازا وهو يمني.
السفر
وبعد يومين تم السفر وتوجهنا إلى المدينة وهي اول حجة لي ونحن اول من غادر من الحجاج ولم يكن الطريق معبدا بل رملي ولقد انطلقنا ومررنا بشقرا ثم مداه وهي عرق رملي وجميع من يقود سيارة «غرز» الا انا استطعت ان اتجاوز تلك الكثبان الرملية اما رفاقي فلقد غاصت عجلات سيارتهم بالرمال وعندما تجاوزت تلك الرمال صفق لي الجميع بقولهم «عاش» «عاش» راعي اللوري... راعي الفورد... ثم وصلنا الدوادي ثم عفيف ثم الربيعة ثم المدينة وبها مكثنا عشرة ايام، وبعد ذهاب الحجاج نحن تبعناه إلى مكة ولم يكن هناك زحم بالمدينة والحرم اي مكان تذهب اليه بالسيارة ليس هناك زحام من كثرة السيارات المكان فاضي وحتى ان سيارتي كنت اوقفها عند جدار المسجد النبوي والحرم وكذلك الطواف الناس ليسوا كثيرين ونحن كنا بالحج وترى الطواف ليس بها اناس كثيرين لكن عندما انطلقنا من عرفات كانت هناك زحمة بسيطة لكن ليس مثل اليوم.
بعد
عند رجوعي من البعثة رجعت إلى عملي نقل البضائع وكد الطريق المعاون معي واستمررت على هذه الحال حتى عام 1960 قدمت على دائرة البريد.
الحكومي
عملت حارسا في دائرة البريد بعد تركي للمكدة وكان حياة ناصر الجيعان يعمل مسؤولا بالامن العام الذي في نايف وجئته وهو الذي سعى لي بهذا العمل وكنت اعمل يوما كاملا وارتاح يوما كاملا وعملي مكانه في المبنى الذي بالقرب من دوار البيبسي.
التربية
وبعد سنة 1964 تقدمت إلى وزارة التربية وعملت بها مراقبا في منطقة الفروانية وعملي كان مراقبا ومسؤولا على الجهاز الامني من الحراس الذين على المدارس كنت مسؤولا عنهم وقضيت خمسة وعشرين عاما ثم تقاعدت.
خيطان
بعد منطقة الشامية اشترى عمي مطلق بيتا في منطقة خيطان وسكناه وعمي سكن الشامية وقبلها كان بالجبلة وانا بعد فترة اشتريت بيتا في جليب الشيوخ بمبلغ تسعة الاف دينار وقد ثمن بعد فترة من الزمن.
الزواج
اول زواجي كان سنة 1961 يوم ازمة قاسم عندما جاءت القوات البريطانية دفاعا عن الكويت وعقد القران كان عند الشيخ بن عثمان الذي كان بالقرب من الدروازة والمهر كان «750» روبية وهي ام اولادي.
القرآن
التحقت بدار القرآن حين افتتاحها للمرة الأولى بالقرب من دروازة عبدالرزاق وقضيت بها ست سنوات وقد درسني الشيخ محمد يونس ومحمد المذكور واحمد جلبانه كان يدرسنا مادة التفسير والذي كان يصلي بنا هو الشيخ محمد يونس قراءته جميلة وجميع المدرسين كانوا من الازهر ورئيس الدار كان حسن مناع وعندما سمعوا صوتي قالوا صلِ بنا وكان سبب التحاقي بالدار هو حبي لكتاب الله كنت متشوقا إلى حفظه وتعلمه وادعو الله ان ييسر لي ذلك وانا حين التحاقي لم اكن متمكنا من القراءة والكتابة ... وسكني لم يكن قريبا منها لانني كنت اسكن منطقة الجليب لكن واظبت على الحضور وتعلمت حتى في ايام رمضان ودرست وتخرجت وبالسنة كنا نحفظ خمسة اجزاء.
التعطل
لم تكن الطرق في الماضي التي كنت اعمل عليها بنقل البضائع من الكويت والرياض والاحساء والدمام بالطرق المعبدة بل كانت متعبة كذلك كنا نتعرض لبعض التأخير من عطل يطرأ على سيارتنا لكن كنا نحن الذين نصلح ذلك العطل حتى رأس الماكينة كنت اصلحه واعرف قياسه وقت الشتاء اضغط عليه اما في الصيف فأخفف عليه حتى اعطيه مجالا للنفس.
الأولاد
جميع اولادي متزوجون وساكنون في بيوت الا الصغير ساكن معي هو وزوجته واولاده وقد قلت له لا تخرج من بيتي ابدا حتى يتوفاني الله ... ومعي زوجتي الثانية، اما زوجتي الاولى فهي متوفاة صار لها عشرون سنة.
التبليغ
اخذت مع جماعة التبليغ عشرين عاما منذ ان تقاعدت من عملي الحكومي محمد المرجاح ونعم الرجل رحمه الله والشيخ راشد الحقان والشيخ عبدالصمد الهندي.
الألباني
كنت التقي مع الشيخ الالباني عندما ازور الاردن وقد رافقته في رحلاته داخل الاردن وكان بعضها على حدود اسرائيل على سيارته الخاصة كان يقول يا ابا عبدالله تعال اركب معي حتى عندما يحن وقت الصلاة يقول يا ابا عبدالله صلٍ بنا قلت لا استطيع ان اصلي وانت خلفي قال انا اريدك ان تصلي بنا وذلك لان صوتك بالقرآن جميلا لذلك اراد ان اصلي بهم واذكر في احدى المرات كان معنا الشيخ محمد ابو شقرا... كذلك كانت لي علاقة مع الشيخ مقبل بن هادي في اليمن حيث كان لي زيارة له وهو عنده مدرسة لطلاب العلم الشرعي يقدرون بأكثر من ثلاثمئة طالب.
التعاون
اذكر في احدى حجاتي وقع حادث معنا فنحن كنا مرافقين حملة اعماش المطيري وكنت معهم على سيارتي الخاصة مرسيدس طراز ستة وستين صالونا وكان معي اهلي ووالدتهم معنا ونسيبي صالح بداح الجبلي واولادي ثلاثة بنتان وابني عبدالله ... ووقت الحج كان ربيعا والاعشاب والاشجار والازهار مبسوطة على وجه الارض وقد مررنا على بيت شعر بالقرب من عفيف واذا به امرأة وقد اعطتنا صبوحا من لبن ثم لحقنا بالحملة التي وقع لها الحادث فالسيارة التي هي تنكر الماء استدار بهم السائق على سرعة فحدث الانقلاب الذي ادى إلى موت احد العمال وقد اوقف السائق بالحجز في المدينة ثم اخذنا نجمع دية لذلك السائق المطالب بها فكنت انا اذهب إلى الحملات الكويتية واجمع منهم فهم اهل فزعة وتعاون حتى النساء تبرعن بحليهن من ذهب وفضة بعد ذلك اخذنا الدية واخرجنا السائق من الحجز.
فلاح
كان جاري في العباسية فلاح البصمان بنى مسجدا نصلي فيه واذا غاب الامام كنت انا اصلي بالمصلين وفلاح البصمان نعم الجار ابو فارس كنا معهم عائلة واحدة وهو كان اميرا على مراكز الحدود ورجلا كريما وصاحب ديوان مفتوح.
الشهادة
ولد عمي ناصر بن فراج كانت شهادة للجنسية الكويتية معبرة فهو كان يشهد من يتقدم للجنسية الكويتية واذا جاءت شهادة لا ترد وكذلك بحير العنزي.