د. وائل الحساوي / نسمات / ليست شطارة إيرانية وإنما تخاذل عربي

1 يناير 1970 01:31 ص
لقد كان رد عضو مجلس الشعب المصري في لجنة الشؤون الخارجية صريحا وقويا على الأخ محمد نزال - الناطق الرسمي باسم حركة حماس الفلسطينية في اللقاء الذي اجرته قناة العربية قبل يومين حول بيان حماس بشأن قبض السلطات المصرية على خلية تابعة لحزب الله اللبناني في مصر، والذي عبرت فيه عن تضامنها مع حزب الله في مواجهة الحملة التي تقودها السلطات المصرية ضده واستغرابها لزج اسمها في القضية.
قال عضو مجلس الشعب (لنزال) بأنكم ترتكبون خطأ جسيما بإدانتكم لمصر دفاعا عن حزب الله، فالحكومة لم تتهمكم بشيء وانما ادانت حزب الله الذي خطط لعمليات من شأنها تهديد الامن المصري وجر النقمة الاسرائيلية عليهم باعتراف رئيسهم ثم ذكره بأن مصالح الفلسطينيين مع مصر اكبر بكثير من مصالحهم مع حزب الله او ايران، فمصر هي جارتكم المباشرة (بل ليس لكم معبر إلا عن طريقها)، ومصر هي التي رعت وترعى التفاوض مع دول العالم من اجل قضيتكم وهي التي ترعى المفاوضات القائمة الآن بين الفصائل الفلسطينية، فلماذا تكسرون تلك العلاقة لتسددوا فاتورة المساعدات التي قدمها لكم حزب الله؟
انا اعلم علم اليقين بأن حماس قد وجدت نفسها مضطرة لتسجيل موقف مساند لحزب الله ضد مصر فقط لكي تسدد الفاتورة التي دفعها حزب الله لمساندتها، ونحن وان كنا نلوم الدول العربية التي دفعت بحماس إلى مثل ذلك الموقف بسبب تخليها عنها لكننا كذلك نلوم حماس لأن اصحاب المبادئ يجب ألا ينحنوا امام الواقع الأليم الذي يواجهونه لا سيما اذا عرفوا بأن الاطماع التوسعية الايرانية لا يحدها حد وانها تقبض اضعاف ما تقدمه للحركات او الدول المختلفة وتهدف إلى الهيمنة على العالم الإسلامي من خلال ذلك الدعم.
مثال صارخ آخر هو ما حدث مع جزر القمر التي هي دولة عربية عضو في جامعة الدول العربية حيث اصدرت كل الدول العربية بيانات استنكار ضد مطالبة ايران بضم البحرين اليها عدا جزر القمر والسبب هو التغلغل الايراني فيها والتأثير على رئيسها بسبب الدعم المادي.
اما المثال الثالث فهو سعي ايران للهيمنة على الصومال تحت مسمى المساعدات حيث ان الرئيس الجديد للصومال (شريف الشيخ احمد) قد استطاع توحيد معظم الفصائل الصومالية المعارضة وهو هدف سام ومطلب حتى للدول الغربية بعدما عانت من القرصنة، وقد طلب الرئيس الصومالي في اجتماع الدوحة قبل اسبوعين دعمه بثمانية ملايين دولار لأن حكومته لا تملك شيئا وتقع تحت حافة الافلاس بعشرين درجة، لكن الدول العربية وافقت له على ثلاثة ملايين مع شروط تعجيزية منها ان تتوحد جميع فصائل المعارضة تحت رايته، فما كان منه إلا ان سحب طلبه، وفي المقابل فقد قام الرئيس الإيراني بترتيب زيارة للصومال لتقديم الدعم وكذلك وزير خارجيته متكي.
وايران لا تفعل ذلك فقط من اجل كسب ولاء الصومال لها ولكن كذلك من اجل الاكتشافات البترولية الهائلة التي وجدت ويسيل لها لعاب جميع دول العالم ومن اجل الموقع الاستراتيجي للصومال على امتداد ألفي كيلو متر على البحر، فانظر إلى حجم التخبط العربي في التعامل مع الازمات العربية والاسلامية مقابل الجهد الثابت والموجه من ايران!


د. وائل الحساوي
[email protected]