خالد عيد العنزي / الملاس / بومتيح مرشحاً واحميدوه ناخباً!

1 يناير 1970 06:50 ص
«الحبارى والسّبارى كل منهم له مُوارى»، مثل شعبي
(1)
عندما يبدأ العد التنازلي لكل انتخابات تتغير كثير من أمور الديرة، فيصبح المرشحون من النواب السابقين «أون لاين» دوماً، وتفتح تلفوناتهم، بل إنهم يردون على اتصالاتهم «شخصياً» وليس عبر السكرتارية، كما كان يحصل مع من يحالفه الحظ ويرد عليه أحد!
أما عن المعاملات فحدث ولا حرج، فمع ظهور بوادر الحل أو اقتراب الانتخابات تتحرك المياه الراكدة، وتخرج المعاملات المعطلة في الأدراج من يوم ظهور نتائج الانتخابات السابقة، ويقوم المرشحون بإنجازها بأنفسهم، ليطرقوا باب هذا الوزير أو ذاك الوكيل أو المدير من أجل عيون هذا الناخب - المواطن وليس للسطو على صوته لا سمح الله، والمثل يقول احميدوه ما نحبه بس نقضي به الحوايج!
فبعض المرشحين «يدزون» الباب ليدخلوا على هذا المسؤول أو ذاك من دون اعتبار لطابور المراجعين المنتظرين من المواطنين - الناخبين التابعين لدوائر أخرى، أما لو كانوا من ناخبي الدائرة فإن معاملتهم تنجز بمعية المرشح بمحض الصدفة!
(2)
في الموسم الانتخابي يصبح المرشحون زواراً منتظمين للدواوين التي لا تتشرف بزياراتهم إلا من كل موسم لآخر، وتتغير مواقف المرشحين، خصوصاً من القضايا الشعبية، فمن كان ضد شراء فوائد قروض المواطنين يتحوّل بقدرة قادر إلى مؤيد متحمس لشراء المديونيات كلها وليس فوائدها فقط.
هذا على صعيد المواقف، أما على صعيد السلوك فهذا كلام آخر، فبعض المرشحين يعودون إلى مرجعيتهم القبلية للحصول على تزكيتها، وإن علموا أن لا أمل لهم بذلك يتحولوا إلى نواب ضد الانتخابات الفرعية أو التشاوريات، والعكس بالعكس طبعاً!
(3)
يمكننا أن نقول ومن دون مقدمات ان بعض مما يشهده الموسم الانتخابي يعد «نصبا واحتيالا انتخابىا» مع سبق الإصرار والترصد الانتخابيين، ففيه يتذكر المرشحون ما تناسوه لفترة طويلة، ويمارسون فيه أقصى درجات التسول الانتخابي، فالمطلوب ليس كسب عقل الناخب أو حتى قلبه، لكن المطلوب هو سلب صوته بأي طريقة كانت، بالإحراج أو التسول أو حتى المال! فبعض المرشحين لا يفرقون بين الغاية والوسيلة، ولا تهمهم الطرق طالما أنها كلها تؤدي إلى روما التي هي هنا قاعة عبد الله السالم، تلك القاعة التي يعتقد بعضهم أنها باب يمنح من يدخله المميزات كلها من جاه ومال وبروز إعلامي، ويعطي حاشيته بعض تلك المميزات، ويا بخت من نفّع واستنفع على رأي إخواننا المصريين.
(4)
صورتان تستوقفان المراقب للأجواء الانتخابية، أولهما مشاركة أقطاب من عيار الدكتور عبد الله النيباري بعد عزوف طويل، أما الثانية فهي عزوف نواب لهم وزن وثقل على المستويين المحلي والعربي عن الترشح كالدكتور ناصر الصانع والنائب محمد الصقر، فكيف اجتمعت هاتان الصورتان في المشهد نفسه؟
ليس التفاؤل هو من حرك العازفين ودفعهم إلى المشاركة، لكنه الإحساس بخطورة الأوضاع والتردي غير المسبوق في الأداء النيابي، وبالمقابل فإن التشاؤم واليأس من الآتي هو ما دفع البعض للعزوف رغم حظوظهم العالية بالنجاح لقناعتهم بما يقوله المثل الإنكليزى: «ابتسم الآن... فغداً سوف يكون أسوأ»، والعبرة من كلا الموقفين أن شيئاً ما يحترق في المشهد السياسي، وعلى المواطنين وليس غيرهم أن يعمدوا إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والتفاعل مع الخطاب التاريخي لصاحب السمو، لأن حسن الاختيار هو السبيل الأول على طريق الألف ميل نحو تنقيح الممارسة النيابية من مدمني التأزيم ومجيري الحقوق الدستورية لمصالحهم الشخصية من جماعة بو متيح مدور الطلايب، عافانا الله وإياكم من تمثيلهم لنا وللأمة، وأخيراً نذكر بالمثل الشعبي القائل: «إذا بغيت صاحبك دوم حاسبه كل يوم»!
ماسيج:
- طمأنت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح طلبة الثانوية العامة أن جامعة الكويت لن ترفع نسب قبولها. نتمنى أن تطمئننا الوزيرة عن أحوال مدارسنا أولاً... ثم الجامعة!
- ما أثاره النائب السابق الدكتور حسين قويعان من الأمور التي تجري في وزارة الداخلية أمر يحتاج إلى توضيح وتحرك من الوزير لتصحيح الأوضاع.
- «شؤون» الجهراء بحاجة إلى من ينظر في شؤونها، لأنها في وضع يرثى له. معاملة مؤسفة ومبنى غير لائق وحتى المصعد معطل، فمن ينظر في شؤون من عليها أن تسير شؤون الناس؟
- يتوقع النائب السابق علي الراشد وصول امرأة أو أكثر إلى قاعة عبدالله السالم، الله يسمع منك!


خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
[email protected]