هدى الخطيب وسعاد علي ثنائي منسجم يعيد للأذهان دويتو الفهد وعبدالله

«العقيد شمّة» تتعثر في معالجة مشاكلها و«ما تعرف أهلها بالشغل»

1 يناير 1970 12:48 م
| متابعة وتصوير صالح الدويخ |
رغم بعد المسافة عن لوكيشن مسلسل «العقيد شمّة» الكائن في بر كبد وتحديداً مركز تأهيل العاملين في الاطفاء والطقس كان غبار لدرجة ان الرؤية شبه معدومه، الا ان اجواء العمل كانت مرحه وشعرنا اننا في زيارة الى اسرة نعرفها فيها الاب والام والابناء، وباعتقادنا وحسب ما لمسناه اثناء تصوير المشاهد ان المسلسل جاء في وقته المناسب، تزامناً مع تخرج اول دفعة للشرطة النسائية قبل ايام، وهذا الامر يحسب للمنتج عادل المسيليم والمؤلف سمير القلاف اللذان واكبا هذه التجربة للمرأة في المعترك العسكري، كما هي الاعمال الاخرى في التلفزيون والمسرح التي كانت تسير على نفس النهج مثل مسرحية «انتخبوا ام علي» التي تنبأت بدخول المرأة للبرلمان، ومسرحية «فرسان المناخ» وتناولها للكارثة الاقتصادية التي نعيشها الان.
الكثير من الملاحظات في تغطيتنا للعمل برأينا كفيلة لضمان نجاحه عند عرضه على قناة فنون في شهر رمضان المقبل، اولهما تسلسل الاحداث وفصل الحالة الشخصية للمرأة العسكرية وكيفية تعاملها في البيت مع أولادها وزوجها وشخصيتها اثناء العمل الذي يستوجب ايضاً الكثير من الحقوق، ثانيهما كم الكوميديا التي يبحث عنها المشاهد في زمن التشابه الكبير بين النصوص خلال السنوات الاخيرة، ثالثهما الانسجام الواضح بين النجمتين هدى الخطيب او «شمّة» والفنانة سعاد وفرش كل منهما للاخرى بالجملة والحركة والافيه خصوصاً انهما تختلفان بالطباع، فالخطيب تؤدي شخصية جدية كون رتبتها العسكرية عقيدا و«ما تعرف اهلها بالشغل» بينما سعاد كوميدية وعلى سجيتها في التعامل مع من حولها وهذا الثنائي اعاد لأذهاننا دويتو القديرتين سعاد عبدالله وحياة الفهد في «رقية وسبيكة» ومسلسل «على الدنيا السلام» ... الخ، بالاضافة الى وجود الفنانة انتصار الشراح التي تعرف تماماً معنى الكوميديا الحقيقية نتيجة خبرات سابقة واعمال متتالية مع نجوم المجال في الكويت والخليج، لذلك فهي قارئة جيدة لتهيئة المواقف المضحكة ولها بريقها الخاص، وهذا ما ينطبق كذلك على الفنانات لطيفة المجرن ومنى شداد وهبة الدري.
ايضاً هناك اسماء اخرى اثبتت قوتها في الكوميديا امثال شعبولا الذي برر مشاركته في العمل بدور احد الافراد العسكريين المغلوبين على امرهم ومخالفة وزنه للواقع في اوزان العاملين بهذا المجال بانه دخل العسكرية نحيفاً وزاد وزنه فيما بعد مع سنوات الخدمة، اما خالد العجيرب واحمد العونان فيراهن عليهم الجميع في اضفاء روح الطرفة التلقائية كونهما يجسدان شخصيات افراد شرطة يقومون بتنفيذ اوامر العقيد شمة بمعية سمير القلاف ويتعرضون للكثير من المواقف المضحكة التي يتعاملون معها بأسوأ انواع الذكاء، كما سيعيد كل من الفنان القدير محمد جابر والفنان عبدالامام عبدالله الامور الى نصابها وبمنطقية حين يتعاملان مع زوجتيهما اللاتي يعملن في العسكرية على ضوء فقدانهم للاهتمام الذي تتطلبه الحياة الزوجية.
ومن خلال متابعتنا لعملية التصوير كرر المخرج المصري ايمن عبيس سؤاله للمؤلف والفنان سمير القلاف عن بعض المصطلحات الكويتية فتوجهنا له بالسؤال حول الصعوبة التي يواجهها بهذا الشأن، فقال عبيس بالطبع هذا الامر وارد خصوصاً انني اعمل للمرة الاولى في الخليج واعرف جيداً ان زملائي مروا بهذه المرحلة في البداية وتغلبوا عليها مع الممارسة وحفظوا اللهجة حبة... حبة، واشار عبيس ان الدراما الخليجية استطاعت ان تأخذ حيزاً لا بأس به من المشاهدة في الشارع العربي وهذا ما شجعه لخوض التجربة في الكويت التي اعتبرها نقطة الانطلاقة لأي عمل تلفزيوني ناجح.
اما المنتج والملحن عادل المسيليم فثمن دور المسؤولين في قناة فنون لما قدموه من تسهيلات لانتاج هذا العمل، وشكر جميع الجهات التي ساهمت في تذليل كل العراقيل التي تعثر فيها طاقم العمل، واكد ان مسلسل «العقيد شمة» سيكون نقلة نوعية في مجال الكوميديا، وقال المسيليم ايقنت ذلك بعد ان قرأت النص جيداً مع الفنان سمير القلاف الذي نجح في كتابة الكثير من الاعمال الاذاعية التي تعد الاصعب، واتمنى ان يلاقي هذا المجهود الذي يبذله الجميع استحسان الجمهور وان يكون على قدر ما يطمح له الجمهور لنقدم وجبة خفيفة يلتف حولها افراد الاسرة.