استقالة رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في بريطانيا إثر خطأ جسيم كاد يتسبب في إفشال توقيف إرهابيين

1 يناير 1970 09:10 ص
لندن - ا ف ب - استقال رئيس شعبة مكافحة الارهاب في شرطة اسكوتلنديارد بوب كويك، امس، بعد خطأ ارتكبه كاد يتسبب في افشال توقيف ارهابيين مفترضين، في انتكاسة جديدة للشرطة البريطانية التي كان اشير اليها بإصبع الاتهام في وفاة احد المارة اثناء تظاهرة ضد قمة العشرين.
وقال كويك في بيان، «سلمت استقالتي اليوم (امس) مدركا ان تصرفي كان من شأنه ان يعرقل عملية كبيرة لمكافحة الارهاب».
وتم توقيف 12 شخصا يشتبه في علاقتهم بالارهاب، الاربعاء، في شمال غربي انكلترا في عملية دهم عاجلة نفذتها الشرطة خشية افلات هؤلاء من الرقابة الامنية بعد الخطأ الذي اقترفه كويك.
وكان تم تصوير كويك اول من امس، وهو يتأبط ملفا ظهرت منه صفحة امكن قراءة اسماء 11 مشتبها فيهم عليها (10 طلبة من اصول باكستانية وبريطاني) وتفاصيل ملاحقتهم.
واضاف كويك، «اني آسف جدا للبلبلة التي سببتها لزملائي القائمين على العملية واني ممتن لهم للطريقة التي تأقلموا فيها سريعا وبشكل مهني مع البرنامج المعدل».
وقال بوريس جونسون، رئيس بلدية لندن امس، لاذاعة «بي بي سي» انه وافق «بتردد كبير وبحزن» على استقالة كويك. واضاف «ان الامر لا يتعلق بالبحث عن كبش فداء» بل «ان الناس شعروا بأنه سيكون من المؤسف جدا ان تفشل عملية بالغة الاهمية والدقة في مجال مكافحة الارهاب تتعلق بتوقيف ارهابيين».
واشادت وزيرة الداخلية جاكي سميث بعمل كويك، واوضحت ان موقفه «لا يمكن الدفاع عنه» رغم ان العملية الامنية شكلت نجاحا.
واشاد رئيس اسكوتلنديارد بول ستيفنسن بكويك «لتفانيه ومهنيته» واعلن ان جون ياتس مساعــــده سيحـــــل محـــــل كـــــــويك. وياتس عرف بقيادته التحقيق في شأن «قروض» منحت من قبل مانحين اثرياء للاحزاب لتمويل الحملة الانتخابية لعام 2005. وتم اقتراح هؤلاء المانحين اثر ذلك لمقعد في مجلس اللوردات.
وجرت عمليات التوقيف الاربعاء، بالخصوص في حي تشتام هيل - مانشستر وجامعة جون موريس - ليفربول وفي مدينة كليتيروي (لانكاشير).
وذكرت وسائل اعلام ان المشتبه فيهم كانوا يخططون لمهاجمة مركز تجاري وملهى ليلي في مانشستر وكان توقيفهم مبرمجا في الاصل فجر امس.
واعلنت بريطانيا حالة تأهب عالية المستوى لمكافحة الارهاب منذ اعتداءات 7 يوليو 2005 بلندن التي خلفت 56 قتيلا في وسائل نقل عامة، بينهم الانتحاريون الاربعة.
ولم تكن هذه المرة الاولى التي يكون فيها كويك موضع جدل. وكان أشرف في نوفمبر 2008 في ظروف اثارت احتجاجا، على استجواب داميان غرين وهو نائب معارض اشتبه في قيامه بتسريبات مزعجة للحكومة.
وتزيد هذه القضية من حرج موقف اسكوتلنديارد التي كانت موضع تحقيق مستقل لدورها في وفاة رجل على هامش تظاهرة مناوئة لقمة العشرين في لندن الاسبوع الماضي. واظهر شريطا فيديو بثا الاربعاء ان المتوفى تعرض للضرب ثم الدفع ارضا من قبل شرطي قبل ان يقضي متأثرا بازمة قلبية.
وكان الرئيس السابق لشعبة مكافحة الارهاب ايان بلير اضطر للاستقالة في ديسمبر الماضي بعد سلسلة فضائح بينها وفاة جان شارل دي مينيزيس وهو كهربائي برازيلي قتل في مترو لندن في يوليو 2005 بأيدي عناصر شرطة خالوه انتحاريا.