خلال مناظرة جمعتهما في برنامج «أمة 2009» على تلفزيون «الراي»
اليوسف: الإيقاف قادم... ومرسوم الضرورة سيدمّر الرياضة الكويتية البيدان: بن همام قبّل يد سلطان... واتهم الفهد بـ«الضعف»!
1 يناير 1970
10:50 ص
| كتب مصطفى جمعة |
ما بين مقبل على الترشيح لعضوية مجلس الامة... رئيس مجلس ادارة نادي التضامن السابق يوسف البيدان، وبين رافض لفكرة الترشيح نفسها... رئيس مجلس ادارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم السابق الشيخ أحمد اليوسف، دارت حلقة اول من امس لبرنامج «امة... 2009» في تلفزيون «الراي».
وأخذت الحلقة التي استمرت الساعة ونصف الساعة شكل المناظرة، لان الطرفين «اليوسف والبيدان، يمثلان طرفي النقيض في المواقف التي تحكم القضايا الرياضية الكويتية، فاليوسف اكد ان اصدار حكومة تصريف الاعمال برئاسة سمو الشيخ ناصر المحمد مرسوم الضرورة لتعديل قوانين الاصلاح الرياضي لكي تتواكب مع القوانين الدولية سوف «يدمر الرياضة الكويتية»، بينما رأى البيدان ان لا حل الا بمعالجة المشاكل العالقة التي سببتها القوانين الرياضية الجديدة الا بمرسوم الضرورة والا سوف تعود الرياضة الى المربع الاول وندخل في نفق اشد اظلاما من الآن. مع تأكيده بأن ليست كل القوانين ضارة بل بعضها مفيد جدا وساهمت في اجراء تغييرات جذرية في مفاهيم التعامل مع الرياضة من قبل الجميع و«هذا احقاق للحق ولمن وضعها وساهم في اقرارها كل الشكر والتقدير والاشادة».
«الشق عود»
وكشفت حلقة «أمة... 2009» في تلفزيون «الراي» التي ادارها المذيع الواعد عبدالله بوفتين بمهارة وعدالة وحيادية ان «الشق عود» بين الجناحين اللذين ينتمي اليهما كل من اليوسف والبيدان، لكن في نفس الوقت أظهرت شكلاً حضارياً في كيفية التعامل بين المختلفين في الرأي والطرح بخطابين عاقلين وهادئين، لا تشنج فيهما ولا صراخ.
أين القضايا الرياضية؟
وكانت البداية من سؤال لبوفتين لكلا الطرفين... «اين القضايا الرياضية من برامج المرشحين لعضوية مجلس الامة المقبل ؟... وكانت الاجابة الاولى من قبل يوسف البيدان الذي أعلن ترشيح نفسه لعضوية مجلس الامة المقبل في الدائرة الرابعة، بان القضايا الرياضية جزء لا يتجزأ من المشاكل الحياتية الكويتية لأنها تتعلق بجانب لا يقل اهمية عن التعليم والثقافة والصحة والنفط وغيرها من انماط الحياة... ولم يتأخر البيدان كثيرا ودخل في صلب الموضوع بان كرة علاج مشكلة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة الان في ملعب الحكومة وهي السلطة التنفيذية، وان لم تنفذ ما تعهدت به للمنظمات العالمية الرياضية من ادخال تعديلات على القوانين الرياضية الجديدة لكي تتلاءم مع القوانين الدولية فانها هي المسؤولة الان وتجب محاسبتها على اهدار هذه الفرصة لاسيما وان كان امامها من الوقت كثير لكنها لم تستغله.
واوضح البيدان بان الرياضة بكل تأكيد سوف تكون في صلب برامج معظم المرشحين وان لم يكن كلهم، لان مجلس الامة هو الذي يشرع القوانين بما فيها القوانين الرياضية.
تو الناس على الانتخابات
وقال اليوسف «تو الناس» عندما تدخل العملية الانتخابية في الجد بكل تأكيد سوف تكون القضايا الرياضية جزءاً اساسياً من حملات المرشحين لكسب اصوات ناخبيهم لان الرياضة جزء أصيل من اهتمامات الشعب الكويتي الذي يمثل الشباب فيه شريحة كبيرة.
إيقاف مقبل مؤكد
ونوه اليوسف بان كرة القدم الكويتية سوف يتم ايقافها مجددا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، «بل استطيع ان اقول انها دخلت بالفعل من اليوم عنق الزجاجة»، ويؤسفني ان اقول بان اللجنة الانتقالية التي تدير شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم أهدرت الوقت ولم تقم بدورها في دعوة الجمعية العمومية في وقت مناسب واجراء انتخابات مجلس ادارة الاتحاد قبل المدة التي حددها «الفيفا» والتي تنتهي يوم 31 مايو المقبل، حتى وان وجهت «الانتقالية» الدعوات لعقد الجمعية العمومية لاتحاد القدم يوم الاحد 12 ابريل فان الامر يحتاج الى 15 يوماً طبقا للائحة يعني سيكون عقدها يوم 28 ابريل، واذا حضرت الاندية الاجتماع ووافقت على الـ 14 عضوا لمجلس ادارة الاتحاد (وهي رغبة سمو الامير حيث ترأستُ الاتحاد في فترتي الثانية على اساسها)، وغيرت الحكومة القوانين بمرسوم الضرورة، فإننا سوف نجد أنفسنا دخلنا في شهر يونيو وتجاوزنا الفترة المحددة للفيفا 31 مايو المقبل.
معركة خاسرة
وتساءل اليوسف اين كانت اللجنة الانتقالية قبل أربعة أشهر من الآن؟ وهل تم تعيينها لمعالجة الازمة التي تتعلق بكرة القدم الكويتية واتحادها، أم لمحاربة رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة الشقيق القطري محمد بن همام وعمل الجولات في دول القارة لحشد الدول لاسقاطه، رغم الدور الكبير الذي لعبه لرفع الايقاف عن كرة القدم الكويتية، مقحمين الكويت في معركة خاسرة، ليست طرفا فيها لان التنافس على منصب عضوية اللجنة التنفيذية لـ «الفيفا» بينه وبين البحريني الشيخ سلمان ابراهيم.
واستطرد اليوسف بان المعركة لو كانت بين طلال الفهد مثلاً وغيره منهما فانه سوف يقف معه بماله وبكل ما يملك.
وطالب اليوسف من الشيخ سلمان الذي قال عنه انه أقرب له ألف مرة من محمد بن همام بالانسحاب.
لكن البيدان اكد بأن الانتقالية وجهت الدعوات لعقد اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد القدم، مضيفا بان القضية في مجملها ليست الاصرار على تغيير القوانين لان هذا يعتبر محاولة للقفز على الواقع، ولكن حل المشكلة العالقة الآن بتعديل القوانين الرياضية الجديدة بما يتلاءم مع القوانين الدولية ليس الا، والا لماذا ذهبت كل الاندية وعلى ضوء هذه القوانين انتخبت مجلس ادارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم برئاسة محمد المسعود والذي تم حله من اجل افساح المجال لحل المشكلة.
صوت الكويت غير قابل للمساومة
وذكّر البيدان الشيخ أحمد اليوسف بأن من ساهم في رفع الايقاف عن كرة القدم الكويتية هي الرسالة السامية التي ارسلها سمو الامير الشيخ صباح الأحمد لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر والتي حملها له الشيخ أحمد الفهد، والتي كانت القول الفصل في رفع الايقاف وليس محمد بن همام الذي كثيرا ما اضر كرة القدم الكويتية والتي آخرها قراره بمنع اللجنة الانتقالية الكويتية من حضور اجتماع الجمعية العمومية والتصويت في انتخابات عضوية القارة في المكتب التنفيذي للفيفا وهو من حرض في السابق على الايقاف والايحاء من خلال تقريره الذي كتبه بعد حضوره الى الكويت مع شامبيون بأنه يوجد تدخل حكومي في شؤون كرة القدم الكويتية (وقرأ فقرات من نص تقرير بن همام للفيفا)، ورغم انه كان من المفروض اثناء تواجده في الكويت ان يلتقي بن همام مع اصحاب الشأن من الرياضيين ورؤساء الاندية لكنه اجتمع بكل الناس بمن فيهم السياسيون والبرلمانيون واغفل الرياضيين اصحاب المشكلة.
التصويت... إرادة
ونوه البيدان وحتى لو فرض ان بن همام كان له دور في رفع الايقاف عن كرة القدم الكويتية هل يعني ان نرهن ارادتنا وصوتنا له، ان مسألة التصويت إرادة كويتية بحتة لا تقبل المساومة ولا تدخل في اطار البيع ولا الشراء، لانها من المفروض ان تجير فقط لمصلحة الكويت، ومن المفروض ان تعطي الكويت صوتها طبقا لمن تراه يتماشى مع توجهاتها.
وتساءل البيدان كيف يقول اليوسف ان بن همام كان له الدور الرئيسي في رفع الايقاف ويصف في جانبه، وبن همام من قال «الكويت... الصغيرة الضعيفة»، وهل لو كان بن همام ضامن صوت الكويت كان سيقول هذا الكلام ويمنعها من حضور الاجتماع والتصويت، بحجة انها لجنة معينة مع الدول الخمس المعارضة له، رغم ان كل السوابق تؤكد بان اللجنة الانتقالية الكويتية التي سبقت اللجنة الانتقالية برئاسة أحمد الفهد التي عينها الاتحاد الدولي بتزكية من رئيس الاتحاد الآسيوي بن همام نفسه حضرت وصوتت في الاجتماعين السابقين سواء الدولي او الآسيوي.
وقاطعه اليوسف قائلا: «بن همام لم يقل هذه الجملة « الكويت... الصغيرة الضعيفة» على الاطلاق متحديا ان يقدم اي انسان دليلا قاطعا على ان بن همام قال هذه الجملة بالنص بل قال
انه سيثبت لأحمد الفهد أنه أضعف مما يتصور البعض.
ورد البيدان ولو نفرض جدلا انه لم يقل «الكويت... الصغيرة الضعيفة» لكنه حاول التقليل من شأن ابن من ابناء الكويت باعتراف اليوسف بانه قال ذلك، وكيف لبن همام ان يذهب الى العاصمة السعودية الرياض ويقبل يد رئيس الرئاسة العامة للشباب والرياضة بالمملكة الامير سلطان بن فهد، والذي كان سبق وأعلن بوضوح ان صوت السعودية لن يكون لبن همام، ويتجرأ على الفهد رغم ان الكويت لحظتها لم تكن أعلنت لمن سيذهب صوتها.
واضاف البيدان على كل الاحوال منع الكويت من الحضور والتصويت قرار لا صفة له لانه صدر من اللجنة القانونية الموقتة في الاتحاد الآسيوي وهي لجنة مطعون في شرعيتها، والكويت تطالب منذ ان حل بن همام اللجنة القانونية التي جاءت عن طريق الانتخابات بالغائها والعودة الى الانتخابات تطبيقا لكل اللوائح والقوانين الدولية.
وبين اليوسف ان بن همام لم يمنع الكويت من الحضور والتصويت ولكن من منع الكويت هي اللوائح والقوانين الدولية واذا كان المسؤولون الرياضيون في الكويت لا يقرأون فهذه مسؤولياتهم وليس بن همام مطالبا بان يحاضرهم كل يوم، مضيفا بان حتى لو فعل بن همام ذلك فإنه يحصن الانتخابات من الطعن اذا كان الفارق بينه وبين الشيخ سلمان صوتا واحدا او تساويا في الاصوات.
نظرية المؤامرة
واشار اليوسف لماذا نقحم أنفسنا في قضايا خاسرة وننسى اننا من اوصلنا انفسنا الى هذا المأزق بدءاً من الاستقالات المفبركة من مجلس ادارة الاتحاد الكويتي الذي كنت اترأسه عقب بطولة كأس الخليج التي اقيمت في الامارات 2007 وحتى الايقاف والايقاف الذي نحن مقبلون عليه حتما.
وعاجله البيدان قائلا بان الشيخ أحمد اليوسف سبب رئيسي فيما حصل لانه لو رفع تقريرا بعد حضوره «كونغرس الفيفا» الذي عقد في مراكش عندما كان رئيسا للاتحاد الكويتي لكرة القدم وهو الاجتماع الذي ادخل فيه «الفيفا» عدة تعديلات على قوانينه ولوائحه لكنه لم يفعل وياليته فعل ما كنا في هذا الموقف.
واضاف البيدان اما بخصوص الاستقالات المفبركة التي قال عنها اليوسف فهي تدخل تحت اطار ايمانه بنظرية المؤامرة، وهو الذي يبني اليوسف كل مواقفه على هذا المعتقد، حتى انه اشاع بأنه مرشح لرئاسة اللجنة الانتقالية التي جاءت بالشيخ
أحمد الفهد.
اليوسف كان مرشحاً
وانفعل اليوسف وقال انا بالفعل كنت رئيس اللجنة الانتقالية التي جاءت بالفهد وقد اتصلوا علي وانا خارج الكويت وحضرت اجتماع الشيراتون بين بن همام مع الشيخ طلال الفهد و النائب السابق مرزوق الغانم والشيخ أحمد الفهد عقب لقاء سمو الامير بمحمد بن همام، وقال لي الاخير نعتذر لان تعيين الفهد رئيسا للجنة كان بناء على رغبة سامية من سمو الامير.
دعوة فليبان
وهاجم اليوسف هجوما شديدا دعوة سكرتير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السابق بيتر فليبان لحضور احتفالات افتتاح المجلس الاولمبي الآسيوي وهو من اساء الى الكويت والشهيد فهد الأحمد وابنائه وكانت له مواقف عدائية من الكويت خلال فترة تواجده في الاتحاد الآسيوي، واعتبر دعوة فليبان سقطة كبيرة من ابناء الشهيد فهد الأحمد الذي قال عنه انه شهيد كل الكويت.
وفكر البيدان اليوسف بان الكثير من الدول اساءت الى الكويت، وعندما تراجعت عن موقفها وأعلنت اعتذارها عادت العلاقات الى مجراها
الطبيعي، انها سياسة لأن «كسب صديق افضل من خسارته» وما المانع اذا كان فليبان عرف خطأه وتراجع عنه هل من المطلوب ان نعاديه, وهو عدو وهو صديق.