| أمل الرندي |
إنها المقياس الذي من خلاله نعرف مقدار ما عليه المجتمع من حرية، فهي مرآة تعكس الحاله التي يكون عليها المجتمع، إنها الصحافة (صوت الأمة)، فكلما كان المجتمع يمنح أبناءه قدراً كبيراً من الحرية كانت الصحافة مرآة صافية تعكس لنا واقع المجتمع في أوضح صورة، لنضع هذا الواقع نصب أعين ذوي القرار الذين يملكون أنْ يصلحوا ذلك الواقع، وقد قال الفيلسوف الفرنسي كلود ادريان: «إن تقييد حريات الصحافة أهانه للأمة بأسرها»... فمنذ أن بدأت الصحافة في القرن السابع عشر وتم إصدار أول صحيفة في فرنسا وحتى وقتنا الحالي، وبعد كل هذه القرون من العمل الصحافي يظل للصحافة بريقها ورونقها، وستظل في المقدمة رغم تعدد وسائل الإعلام المتنوعة والمنتشرة، وهذا ما أكد عليه المسح الإحصائى الحديث الذي تم في ألمانيا، وقد أظهرت النتائج أنّ 50 في المئة من الألمان يرون أن العالم في المستقبل سيشهد «عودة حنين» إلى الصحافة المطبوعة، رغم سيادة وسائل الإعلام الإلكترونية الآن فهي زهرة كل المواسم, وسيظل عبقها في كل مكان, فتزدهر بازدهار وزيادة عدد المثقفين والكتاب المتخصصين فيها.
فهم جنودها وحاملو رايتها... فالصحافي يتعايش معايشة حية مع أحداث كثيرة جرت في العديد من العواصم العربية والعالمية غيرت من الواقع ولعبت دورا في صنع التاريخ والتقارب بين الشعوب، وأحداث أتاحت للكاتب فرصة الاقتراب والتجاور مع العديد من ملوك وقادة العالم وشخصيات دولية مرموقة، سواء من خلال المؤتمرات الصحافية أو لقاءات منفردة وزيارات لدول تعج بالأحداث والمشكلات.
فقلم الصحافي يرصد ويترجم كل المجريات والأحداث التي ينبض بها الشارع وما يجري وراء الكواليس، لأنه دائماً بالقرب من أصحاب القرار... فالصحافة حلقة الوصل بين السلطات والشعب والصحافي شاهد عيان الذي يدلي بكل أقواله على أوراقة... هذا ما صوره ورسمه الكاتب الصحافي فوزي مخيمر نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار المصرية في كتابة (يوميات مراسل صحافي)، الذي تحدث عنه في الحلقة النقاشة التي أقيمت في جمعية الصحافيين الكويتية، وخصص باب كامل لمؤتمر القمة العربية الاقتصادية التي حضرها العديد من رؤساء الدول العربية، لما له من حدث مهم أقيم في الكويت بشكل مميز يتناسب مع مستوى الحدث من تجهيزات وترتيبات سهلت على الصحافيين، مهمتهم في تغطية أحداث المؤتمر بتوفير كافة وسائل الاتصال، حتى تتم التغطية بأسرع ما يكون وأفضلها، فكان حدثا تاريخيا كبيرا يجب أن يؤرخ في يوميات مراسل صحافي جاب مشارق الأرض ومغاربها، لينقش بقلمه أحداث ستحفرعلى جدران ذاكرة التاريخ بدأت أول حروفها بأقلام فرسان صاحبة الجلالة.
[email protected]