محمد الوشيحي / آمال / فحولة جاهزة للتصدير

1 يناير 1970 02:07 م

الأخ وزير الشؤون حكايته حكاية ومصيبتنا فيه مضاعفة، فهو رغم كونه قانونيا إلا أنه أسرع الوزراء في كسر القوانين ومواد الدستور! الأخ أمسك بالدستور من قفاه وضربه في حائط مجلس الوزراء، وأمسك بالاتفاقات الدولية التي وقعتها الكويت من عراقيبها ورماها في حاوية القمامة، عندما هدد النقابات بإنذار وفصل الموظفين المشاركين في الإضرابات.

معاليه «كريم عين»، سياسيا، ففي الوقت الذي سيفصل فيه الموظفين المضربين عن العمل للمطالبة بتحسين أحوالهم المعيشية، نجده يتغاضى عن إصدار أوامره للجمعيات التعاونية بعدم قبول أي سلعة بالغ التجار في رفع أسعارها، يتغاضى وهو يسمع صراخ اتحاد الجمعيات التعاونية: «التجار يحرقون جيب المواطن ولا سلطة لنا تخولنا منع بيع سلعهم».

ومن بين الوزراء كلهم، معالي وزير الشؤون واضح لنا وضوح الشمس، نعرف مواقفه من حركة عينيه وحاجبيه وخدّيه: إذا ما ارتكز حاجباه باستقطاب عمودي وانتفخت عيناه، فتأكدوا بأنه سيصدر بيانا عن الموظفين والنقابات أو أي فئة تعتمد على الرواتب والمساعدات الحكومية، أما إذا ما رفرفت رموش عينيه بسرعة أجنحة النحلة واحمرّت وجنتاه وابتسم ابتسامة خجلى وأطرق، فتأكدوا بأنه سيصدر بيانا عن غرفة التجارة والتجار أو عن الأندية ورؤسائها الشيوخ.

لكننا في الجهة المقابلة نسأل نقابات العمال: صحيح أن الإضرابات حق من حقوقكم، لكن أليس هناك وسيلة أخرى تستخدمونها لتوصيل أصواتكم للحكومة؟ يكفي الديرة أزمات يا شعب النقابات. ارحموها يرحمنا ويرحمكم فاطر السماوات. 

***

الأعزب المعتق الزميل جابر الهاجري حالته تصعب على باقر. عزوبيته المحزنة تزداد سوءا في ليالي فصل الشتاء. حاولت مرارا إقناعه بالزواج من الفاتنة كونداليزا رايس: «العوض ولا القطيعة يا رجال. تزوج كوندي الآن وسنبحث لك عن أخرى في المستقبل»، فيرد: «مرحبا بالقطيعة إن كانت كونداليزا هي العوض». وبعد محاولات عدة نجحت في إقناعه أخيرا.

كان في كل ليلة شتاء تقريبا يرسل لي رسالة مختصرة مبكية: «بردان»! فأرد عليه: «هانت، خطيبتك ستأتي إلى الخليج قريبا للتحضير للحرب، جهّز بشتك»... كنا جاهزين للحدث. الزملاء لم يقصروا، تبرعوا بكل شيء بدءا من خيمة العرس إلى الطقاقات، والأمور كانت تسير بصورة وردية، إلى أن قرأنا في الصحافة العالمية أخبارا تسيء لسمعة الفاتنة ولا حول ولا قوة إلا بالله. أمر غريب، مظهرها كان يوحي بأنها مؤدبة، من البيت لغوانتانامو للبيت. قاتل الله المظاهر الخادعة.

ليلة البارحة، كتب لي الأعزب المعتق رسالة: «هل بلغك ما بلغني عن الخطيبة»، فأجبته: «نعم، والحمد لله على سلامتك»، بعثت له بالرسالة وتمتمت: يبدو أن أميركا خالية من الرجال الأكفاء، والله أعلم، عليّ النعمة لو وقعت كوندي في قبضة صاحبنا المعتق لعلّمها الفرق بين رجال الكويت ورجال أميركا، ولحمّلها فواتير ليالي الشتاء الطويلة، ولتدخلت منظمات حقوق الإنسان لإنقاذها.


محمد الوشيحي

 [email protected]