خالد عيد العنزي / الملاس / باقر والزميل الحساوي و«دفاع النسبة»!

1 يناير 1970 10:32 ص

«امقابل جيش ولا مصاهل عيش» مثل شعبي

(1)

مفاجئ جداً ان يدافع أحد عن موقف النائب أحمد باقر في موضوع شراء الحكومة للقروض، وخاصة إن كانت «نسبة» تربط من يدافع بمن يُدافع عنه، لأن هذه العلاقة الخاصة قد تفسر التهجم على القريب وليس الدفاع عنه، فيربط بين العلاقة وبين أي موقف ويكون صاحبه في موضع شبهة مهما كان مقدار صدق موقفه وقناعاته لكن أجدادنا يقولون أربعة شالوا جمل والجمل ما شالهم!

على أي حال فإن موقف الوزير السابق باقر ليس له ما يبرره، ولن ينجح من يدافع عنه في تبرئته أمام المواطنين من التهم التي لصقت به مهما كان دفاعه ناجعاً، فالناس تحكم ببساطة وتجرد ولا تهتم كثيراً بما قيل ويقال لكن مقياسها واضحاً وبوصلتها صحيحة دوماً، فرأي الناس أهم بكثير مما يعتقد السيد باقر ومن يدافع عنه وإن لم تكن الانتخابات وشيكة والمثل الشعبي يقول «اندب ارجال ولا تندب دراهم»!

 (2)

فاجأنا الزميل الدكتور وائل الحساوي بمقالة أقرب لأن تكون عريضة دفاع عن «نسيبه» وزميله في «السلفية» أحمد باقر، ولم ينجح تكراره كلمة بصراحة، ثلاث مرات، في إضفاء طابع الصراحة على مضمون الكلام، فافتراض الزميل الحساوي أن السيد باقر هو المدافع الأول عن المال العام تسقطه تجربة باقر الوزارية، وتبريره موقف باقر بالدعوة لعدم التفريط، بأغلى ما نملك، من أجل فئة غامرت واستدانت فيه تجنٍ كبير، فهل تملك الكويت ما هو أغلى من أبنائها؟ ثم هل كل المستفيدين من شراء الحكومة للمديونيات هم مغامرون؟

شبه الزميل الحساوي موقف مهاجمي باقر منه بموقف المرأتين اللتين اختصمتا، إلى سليمان عليه السلام، على طفل تدعيه كل منهما، ولما أمر النبي بقطع الطفل وتقسيمه على المرأتين وافقت واحدة منهما أما الأخرى فقالت أعطوه لها ولا تقتلوه، ولا ندري كيف «ضبط» الزميل هذا التشبيه؟ ولماذا استدعاه بمواجهة المطالبين باسقاط القروض الذين دعاهم الزميل بـ «المتشدقين بالوطنية» المنادين «بالتفريط بأموال البلد بحجة المحافظة عليها وتوزيعها التوزيع السليم على الشعب»، وكأن المطالبين باسقاط القروض شيوعيون أو اشتراكيون وهي التهمة التي رماهم بها الزميل، مع ان أحداً لم يطالب بـ «توزيع الثروة أو تقسيمها» من المطالبين باسقاط القروض!

 (3)

يحاول الزميل الحساوي استنفار البعض للدفاع عن باقر، والمستهدفون هم الإعلاميون والصحافيون وعلماء الدين، كما دعا الزميل لتجييش أجهزة الدولة الرسمية لصالح باقر، وهو أمر يتناقض مع أبسط مفاهيم حرية الرأي فمجرد استخدام الحكومة لأجهزتها الرسمية في هكذا أمر سيسقطها، ثم لو كانت الحكومة في وارد هذا الموضوع فلم لم تستخدم أجهزتها وتجيشها لصالحها أو لمصلحة طروحاتها ودعم المستجوبين من وزرائها والمثل يقول «ما تعينك إلا يمينك»؟!

 إن مجرد الدفاع عن موقف غير شعبي للنائب احمد باقر يضع أي كاتب في موضع لا يحسد عليه، فما بالك إن كان الموقف المدافع عنه يناقض موقفا سابقا لباقر نفسه، وهو أمر يعيد للأذهان موقف باقر من موضوع مشابه عام 1992، وحبذا لو شرح لنا الزميل الحساوي في دفاعه المستميت تفسيره لذلك، أو أفادنا ووضح لنا الفرق بين الموقفين، وحل لنا بذلك لغز التحول العجيب من باقر 92 إلى باقر 2007، ولو كان الزميل يكتب في ذلك التاريخ لفهمنا أيضاً موقفه من قانون 41/1992، وحينها فقط سنعلم من هو المتحول؟

أخيراً نذكر بأن المثل القائل «اخذوهم بالصوت لا يغلبوكم» لن ينفع في حالة النائب باقر ومن حذا حذوه فالحق بين وهو أجدر بالاتباع.

ماسيج:

•  الغبار الشديد حجب الرؤية في الكويت، يا جماعة الرؤية في البلاد معدومة خلقة بفض نوابنا الأشاوس وحكومتنا الرشيدة!

•  هاجم النائب حسين مزيد «الست الوزيرة» التي تعلم مجلس الأمة كيف يمارس سلطاته، يبدو أن مدرسة التاريخ لم تقرأ تاريخ الكويت جيداً!

•  انتهى معرض الكتاب لتبدأ أزمة بين بعض النواب والوزارة بسبب السماح ببعض الكتب، يعني اللي فات ما مات!

•  صحيح «الكويتية» سلحفاة ومنافسوها «أرانب»، لكن كيف يمكن تحويل السلحفاة لأرنب؟ سؤال برسم السيد براك الصبيح!

•  الوزيرة نورية الصبيح تؤكد أنها لن تستقيل، وذلك كسابقيها من الوزراء الذين قالوا الكلام نفسه لكنهم استقالوا عندما قدمت استجواباتهم!

 

خالد عيد العنزي


كاتب وصحافي كويتي

[email protected]