«عدم رد الملك دليل عملي على حرصه على المصالحة وليس مجرد شعارات»
مصادر سعودية: ربما أراد القذافي نسف مبادرة المصالحة وكان يتمنى رد الملك عبدالله عليه بالطريقة المتشنجة نفسها
1 يناير 1970
09:52 م
|الرياض- من صبحي رخا|
قالت مصادر سعودية مطلعة لـ «الراي»، ان الموقف السعودي من مداخلة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي خلال افتتاح قمة الدوحة، الاثنين، هو الترفع عن الرد حرصا على نجاح القمة من جهة، وعلى استمرار الزخم لمبادرة المصالحة العربية التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت خلال هذه القمة من جهة اخرى.
واشار مصدر دبلوماسي سعودي موجود في الدوحة خلال اتصال مع «الراي» امس، الى «ان القذافي وبعد ما وصف نفسه بالعديد من الاوصاف الغريبة والعجيبة، قال انه لن ينزل الى أي مستوى آخر.. والحقيقة ان خادم الحرمين هو من فضل عدم النزول الى مستوى كلام القذافي الذي اتسم بالتشنج رغم غلاف المصالحة الذي غلفه به، وترفع عن الرد حتى لا يفهم ان المسألة شخصية بينه وبين الزعيم الليبي بعدما حصل قبل ست سنوات في قمة شرم الشيخ».
اضاف: «ومن جهة اخرى ترفع الملك عن الرد حرصا على نجاح القمة واستمرار الزخم لمبادرة المصالحة التي اطلقها خلال قمة الكويت»، لافتا الى ان «عدم رد الملك دليل عملي على حرصه على المصالحة العربية وليس مجرد شعارات».
والمحت المصادر الى انه «ربما اراد القذافي - والله اعلم بالنوايا - نسف مبادرة المصالحة وكان يتمنى رد الملك عليه بالطريقة المتشنجة نفسها حتى يقول لاحقا انه عرض مبادرة للمصالحة لكن السعودية رفضتها، رغم انها هي من اطلقت مبادرة للمصالحة العربية، ومن هنا كان الصمت ابلغ من الرد لتفويت الفرصة». واشارت الى سبب آخر لعدم الرد، وهو ان الوفد السعودي كان اخذ علما من مضيفيه القطريين برغبة الزعيم الليبي في ترتيب لقاء مع الملك عبد الله لإزالة سوء التفاهم السابق، لكن القذافي خرج عن النص كعادته وفاجأ مضيفيه القطريين والوفد السعودي الذي فضل التريث وانتظار اللقاء المعد سلفا لمعرفة النوايا الليبية وهل هي جادة ام للتظاهر، لافتة الى ان هذا ما ستثبته الايام المقبلة.
وفي السياق نفسه، قال محمد آل زلفة، المحلل السياسي عضو مجلس الشورى السابق، «اعتقد ان عدم رد الملك دليل الى على انه راغب في المصالحة، وحريص على ان تتم المصالحة». واشار الى ان الملك «ربما ترفع عن الرد بعدما سمع من كلام عجيب غريب من القذافي... كلام لا يقوله زعيم وانما انسان مهووس بعظمة الذات».
وتساءل: «عندما يصف نفسه بأنه ملك ملوك إفريقيا، هل هناك ملوك حاليا في إفريقيا؟ في أي عصر يعيش القذافي»؟ واعرب عن اعتقاده بان « الملك عبدالله ربما لم يرد الدخول في جدل من هذا النوع المتدني، وربما قال الملك في نفسه، لا يهم ما قال الرجل، المهم ان تتحقق المصالحة ويعود الرجل الى الحظيرة العربية».
ولوحظ ان الصحف السعودية الصادرة امس، تجنبت التعليق في افتتاحياتها على كلام القذافي، ونشرت فقط الخبر الذي اوردته «وكالة الانباء السعودية» عن اللقاء، باستثناء صحيفة واحدة هي «الوطن»، التي تطرقت في شكل غير مباشر الى ما حصل مفسرة اياه على انه «من باب حرص الملك على المصالحة العربية والتمسلك بفضيلة الحلم والتجاوز عن الاساءات»، في اشارة الى كلام القذافي، وربما فسر هذا الموقف من الصحف كدليل اضافي على حرص الرياض على المصالحة العربية التي دعت اليها بوجود تعليمات لها بعدم الخوض في ما حصل حرصا على هذه المصالحة وعدم تعكير الاجواء بشن حملات اعلامية.
وكتبت الوطن في افتتاحيتها تحت عنوان «ملك الحكمة والحنكة والحلم الجميل ينقذ القمة من التفجير»، «نجحت القمة العربية في الدوحة في أشياء كثيرة لكن أهم إنجاز هو تفادي تفجيرها. وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الفضل فيه».
طهران ترفض «المزاعم الواهية»
طهران، باريس - يو بي أي، كونا - رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي، امس، ما وصفه بـ «المزاعم الواهية» التي وردت في البيان الختامي لقمة الدوحة العربية، الاثنين، حول الجزر الثلاث، واعتبرها تدخلاً في شؤون إيران الداخلية.
ونسبت «وكالة مهر للأنباء» الى قشقاوي، إن طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، «كانت دوماً جزء لا يتجزّأ من الأراضي الإيرانية طيلة التاريخ».
وكانت القمة العربية، دعت إيران الى إجراء مفاوضات مع الإمارات العربية المتحدة حول الجزر الثلاث التي تعتبرها الإمارات تابعة لها وأن طهران تحتلها، أو اللجوء الى محكمة دولية لعرض موضوع الجزر المتنازع عليها. وقال قشقاوي إن «هذه المواقف التي لا أساس لها والتي تتعارض مع الحقائق التاريخية، ليس لها أي تأثير على سيادة إيران على هذه الجزر».
وفي باريس، أعربت الحكومة الفرنسية امس، عن عدم موافقتها على الموقف الداعم للرئيس السوداني الذي اعلنته قمة الدوحة، والذي اعتبر قرار المحكمة الدولية بتوقيف عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور «غير شرعي».
انسحاب الرئيس اليمني
من جلستين للقمة العربية
صنعاء - يو بي أي - أعلن مصدر رسمي يمني، ان الرئيس علي عبدالله صالح انسحب من الجلستين المغلقة والختامية لقمة الدوحة العربية، احتجاجا على عدم اعطاء الفرصه لليمن لعرض رؤيتها حول تفعيل العمل العربي المشترك.
واوردت «وكالة الانباء اليمنية» فى بيان مقتضب، ان انسحاب علي صالح جاء «احتجاجا على عدم اتاحة الفرصة لقراءة الرؤية اليمنية حول تفعيل آليات العمل العربي المشترك واقامة اتحاد عربي والذي سبق للبرلمان العربي أن اقر رفعها إلى القمة العربية لوضعها على جدول اعمال القمة».