إكراه ديني في الجيش الإسرائيلي
1 يناير 1970
01:36 م
الخطة لبناء بركة منفصلة للرجال وللنساء في مدرسة ضباط الجيش الإسرائيلي «بهاد واحد» يجب أن تثير القلق. للوهلة الأولى يدور الحديث عن تطابق الشروط مع الاحتياجات المتغيرة في القاعدة عقب الارتفاع في عدد المتدربين والقادة المتدينين. أما عملياً، فهذه خطوة أخرى تنذر بسوء من روح التطرف الديني التي تسيطر على الجيش.
العادة الجديدة بعيدة مسافة هائلة عن التطلع الرسمي لدى الجيش الإسرائيلي للسماح لكل شخص في أن يمارس في أثناء الخدمة العسكرية نمط حياته حسب احتياجاته الخاصة، الدينية أو غيرها. ومنذ بدايته خلق الجيش الإسرائيلي محيطاً يتلاءم مع المتدينين أيضاً، لاسيما في مجال السبت، الصلاة والطعام الحلال. ورغم مصاعب غير قليلة، مثل الحاجة إلى خرق السبت بسبب التدريب، أو عملية ميدانية، انخرط الجنود المتدينون أيضاً في الجيش بنجاح.
مطلب التشدد الحالي، بروح حاخامي التيار اليميني، الاصولي المتطرفين، ليس نتيجة طبيعية للارتفاع في عدد معتمري القبعات الدينية المنسوجة في الوحدات، وفي قواعد التدريب المختلفة. أساسه في تمسك بعض من الحاخامين بأهدافهم، ممن يسمح لهم الجيش الإسرائيلي بتشويش الحدود بين الرسم والدين، وبين العسكري والمسيحاني. هؤلاء الحاخامون، الذين يمثلهم في الجيش الحاخام العسكري الرئيس ذو نزعة القوة والصوت العالي آفيحاي رونتسكي، يتطلعون إلى أن يفرضوا على جيش الشعب المذهب، وقواعد الحياة المتطرفة للمعسكر الاصولي القومي.
هذا الواقع يسيطر على الجيش الإسرائيلي بقدم فظة: الجنود والضباط ينهضون ويخرجون من عرض للمغنيات خشية الوقوع في الخطيئة، والحاخامون، الذين احتلوا مكان ضباط التعليم، يشجعون المقاتلين في الاستعراض الأخير قبل الانطلاق إلى المعركة على القتل والتدمير باسم توراة متزمتة ووحشية، والمجندات اللواتي ارتفع معدل مشاركتهن في المنظومة القتالية جداً، يحددن كموبئة ينبغي اخفاؤها والابتعاد عنها.
المجتمع الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي في داخله، اجتاز تغييرات عميقة عديدة منذ إقامة الدولة. الآتون الرسمي الذي حمل طابعاً علمانياً متشدداً، اخلى مكانه لبوتقة من الثقافات المتعددة، وهذا يستغل من محافل متطرفة تسعى إلى أن تفرض على الجيش والدولة جدول أعمال عنصريا، شوفينيا، انعزالي وخطيرا. وزير الدفاع ملزم بوقف هذه المسيرة الهدامة، وأن ينعش أنظمة الجيش الإسرائيلي، وأن يعيد تعريفه كجيش للمجتمع بأسره.
«هآرتس»