الكشف عن فشل لقاء «الفرصة الأخيرة» في الرياض... ومصر تعترف بوجود خلافات مع قطر
القاهرة اختارت شهاب لقمة الدوحة وطالبت بمناهج فاعلة لـ «المصالحة»
1 يناير 1970
07:59 ص
|القاهرة - من عبدالله كمال - الدوحة - «الراي» |
لم يكن قرار مصر بتخفيض مستوى تمثيلها في قمة الدوحة العربية، إلى مستوى وزير الدولة للشؤون البرلمانية والقانونية مفيد شهاب «مفاجئا»، وفق ما أعلن صباح أمس، وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، مؤكدا أن تمثيل شهاب لن يقتصر على القمة العربية، وإنما كذلك على القمة العربية - اللاتينية، التي تليها في الدوحة أيضا .
لقد انكشفت التوقعات في هذا الاتجاه منذ انعقدت «القمة الرباعية» في الرياض قبل ما يزيد على أسبوعين، وحضرتها كل من مصر وسورية والكويت، في ضيافة السعودية الداعية إليها، وتحفظت مصر بإصرار شديد على مشاركة قطر، لأن كثيرا من النقاط لم توضع فوق الحروف.
في غضون «الرباعية»، جرت اتصالات متنوعة، كانت السعودية هي التي تتوسط فيها، وتفاعلت مصر معها بكل عقل مفتوح وفق اشتراطات محددة، رغم اللغة المتحفظة التي أصر عليها البيان الختامي للقمة، الذي اتضح من خلاله أن المشاركين لا يريدون أن يذهبوا بعيدا في التعامل المتفائل مع النتائج، معتبرين أن ما جرى يمثل خطوة في الطريق إلى المصالحة، لاسيما أن الرئيس السوري بشار الأسد كرر مرارا الحديث عن «إدارة الخلافات»، وليس عن «إنهاء الخلافات»، ما يعني رغبته في أن يصر على التمسك بالمواقف التي فجرت الخلافات من الأصل. والمؤكد أن حتى اللحظة التي أعلنت فيها القاهرة أنها ستوفد شهاب لرئاسة وفدها في قطر، كانت هناك احتمالات عديدة واردة، وصولا حتى إلى حضور الرئيس نفسه، حتى لو كان ذلك الاحتمال ضئيلا.
وظلت المساعي تبذل حتى مساء الخميس، حيث أسفر اجتماع عقد في شكل غير معلن في الرياض بين كل من وزراء خارجية ورؤساء استخبارات مصر والسعودية وقطر، على أن تستمر المشاورات، وفقا لما قال أبو الغيط لـ «وكالة الشرق الأوسط للانباء»، وهو ما فهم منه أن الاجتماع لم يصل إلى نتائج محددة.
وجرت في الساعات التالية، مجموعة من الاتصالات الهاتفية بين قيادات عربية مختلفة لم تسفر عن مؤشرات تجعل مصر تغير من مواقفها.
وكان ابو الغيط اعلن ان مبارك لن يحضر قمة الدوحة الاثنين والثلاثاء. وقال وزير الخارجية، الذي امتنع عن المشاركة في الاعمال الوزارية التحضيرية للقمة وأوفد احد معاونيه لتمثيله فيها، ان «مصر قررت ان يترأس وفدها الى القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في 30 و31 مارس الجاري الوزير مفيد شهاب» وزير الشؤون القانونية، مشيرا الى انه سيترأس وفد مصر كذلك في القمة العربية - اللاتينية التي تقعد فور انتهاء القمة العربية.
واضاف في بيان وزع على الصحافيين ان شهاب «سينقل الى القمة العربية والقمة العربية اللاتينية وجهات نظر مصر ورؤيتها تجاه الوضع العربي الحالي والتحديات التي تواجهها الامة العربية في هذه المرحلة المهمة من العمل العربي المشترك».
وتابع ان «مصر تتمسك باستمرار السعي من اجل تحقيق اكبر قدر من التضامن العربي والاتفاق على مناهج فعالة لتحقيق المصالح العربية من خلال المصالحات العربية الحالية والتي تقدر مصر ان هناك حاجة مؤكدة للاستمرار فيها بين كل الاطراف والدول العربية».
وعلى هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة قال الناطق باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي، قال ان «المرحلة الحالية من العمل العربي مهمة وتتطلب تكاتفا عربيا بكل الإمكانات»، مؤكدا أن بلاده تتطلع إلى أن تسير العلاقات العربية - العربية نحو الأفضل، وأن تقوم المصالحة على أسس وليس مجرد لقاءات شكلية أو غير مبنية على أساس موضوعي حقيقي.
وعن العلاقات المصرية - القطرية، اعلن ان «قطر دولة شقيقة تربطنا بها علاقات طيبة، والعلاقة قديمة منذ استقلال قطر، والتعاون موجود وقائم وهناك جالية مصرية كبيرة موجودة في قطر، وتعمل في قطر بلا أي مشكلة». غير أنه أردف: «هناك بالطبع اختلافات في وجهات النظر معروفة، لكن لا داعي للخوض فيها، ولا بد من الوصول إلى نقطة نستطيع أن نتفاهم فيها، وإن لم يكن التفاهم ممكنا فلا بد أن يكون هناك قدر من الاحترام المتبادل للرؤى، والعمل في إطار عربي يخدم القضايا العربية، هذا هو الهدف الذي ينبغي أن نركز عليه».