مونودراما عراقية في ملتقى الثلاثاء
ضوء / «المنهوب»... تناقش استلاب المثقف العربي
1 يناير 1970
08:52 ص
| حنان عبدالقادر |
قدم ملتقى «الثلاثاء» الثقافي في أمسية الثلاثاء الماضي عرضا مسرحيا عراقيا هو العرض الأول لمونودراما: «المنهوب»، وهو أيضا المفتتح لمشغل هارموني المسرحي، الذي أسسه في الكويت أخيرا المخرج العراقي ماجد أحمد والممثل العراقي أمير المشكور، اللذان يهتمان بتقديم أعمال تجريبية، تؤسس لمسرح انساني ينطلق من الوعي والمعرفة.
والجدير بالذكر أن ماجد أحمد، وأمير المشكور أسسا في الولايات المتحدة عام 2007 جماعة مسرح الباب، الذي قدم أعمالا متميزة منها: «ذاكرة الحرمان»، «أحلام المواطن شدهان»، «بين البعد والقرب تجلي»، «الباب والجدار».
العرض من تأليف واخراج ماجد أحمد، ثمثيل أمير المشكور، موسيقى تصويرية وأغاني الفنان المصري أحمد الديب.
تبع العرض حلقة النقاش أدارها الكاتب والناقد المسرحي علاء الجابر، الذي تميز بحضوره اللافت، وادارته اللطيفة، مادا بينه وبين الحاضرين جسورا من مودة، ورحابة صدر، وخفة ظل أضفاها حضوره المميز على المنصة.
وبدأت المداخلات بالسؤال عن النص، وما أصابه من ترهل وتكرار، وما سيطر عليه من تقريرية واضحة، ورد أمجد أحمد قائلا: «ليس هناك ثمة تكرار، انما هي تهويمات روح جريحة، يجمعها كلها خط درامي واحد كان لزاما على البطل العودة لها من آن لآخر... ربما هذا ما أوحى بالتكرار».
ثم طرحت مسألة عدم ملاءمة عناصر العمل المسرحي للعرض، وما ضايق عين المشاهد من فوضوية وزحام لاداعي لوجوده... ورد أمجد قائلا: «المنهوب يعرض كل ما يملك في مزاد علني... لو كان عندي مكان أرحب لملأته بالمزيد من الكتب والأغراض... ان ما وجد في العرض محض أدوات دلالية ليس الا، فأين هذا الزحام الذي تقولون عنه؟».
ثم أثيرت مسألة اهمال الممثل العربي لياقته، وأن الممثل من المفروض أن يكون أكثر نشاطا وحيوية؛ حتى يمكنه القيام بتبعات ما يقدم بشكل أفضل.
وطرحت مسألة الخلط الجلي لدي العرب في مفهومهم لمصطلح المونودراما، مما يجعل مسألة التعامل معها مسألة شائكة.
تبع ذلك تعليق مؤداه أننا لا ينبغي أن نطلب من المخرج أو القائمين بالعرض تقديم ما ليس موجودا في العمل المقدم... انما عملنا أن ننظر للعمل كما قدم بهيئته ومدلولاته وسلبياته.
وقد زان الحضور تواجد الفنان الجميل منصور المنصور الذي حيا بدوره العمل المقدم والقائمين عليه، مؤكدا أن الفنانين العراقيين أخوة لهم في الروح مساحة رحبة من الذكريات والتعاون المشترك الذي يتمنى أن يعود لزخمه الأول، ودعا القائمين على العمل بضرورة الافادة من كل ما قدم لهم من ملاحظات في تلك الحلقة النقاشية.