بمتابعة أسماء المرشحين القادمين للمجلس وجدت بأن عددا قليلا منهم قد اعلن انسحابه (قدرته مصادر بـ 14 في المئة من النواب السابقين) ولكن اضعاف ذلك العدد قد دخلت الساحة من جديد معتقدا بأن الجو قد خلا له للفوز.
المشكلة ليست في أعداد المرشحين، فهذه الكيكة الشهية تستقطب حتى عمال النظافة وبياعي الترمس للتنافس عليها متى ما اتيحت لهم الفرصة، ولكن المشكلة في ان اعدادا كبيرة من الناخبين قد قررت عدم الانتخاب في المجلس المقبل بسبب الصدمة التي تلقوها من مجلسهم المنحل وتحطيمه لآمالهم بالتغيير.
اما المشكلة الاسوأ فهي ان الناخبين العازفين عن الانتخاب يمثلون الشريحة الافضل والتي تريد الخير لبلادها، بينما ناخبو المال السياسي والتنظيمات القبلية والطائفية والحزبية يزدادون تحمسا لإيصال مرشحيهم!
***
بحسب نقل جريدة الشاهد بتاريخ 25/3/2009 فإن اكثر من مئة مليون دينار قد رصدها لوبي تجاري لانتخاب مجلس يمرر مصالحه، وذلك لإيجاد مخرج للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ما يمكّن من تمرير المشروعات التي تعزز مصالح ذلك اللوبي.
وفي الحقيقة فإن المال السياسي سيكون له دور كبير في الانتخابات المقبلة وقد يصل إلى مئات الملايين لا سيما وان غالبية المرشحين يمرون بأزمات مالية خانقة بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب الضربة التي اصابت نواب المجلس المنحل عندما انفقوا كل ما لديهم على الانتخابات ولم يحسبوا حساب مجلس آخر سيأتي بعد اقل من سنة.
واذا كانت الحكومة جادة في محاربة الفرعيات إلى درجة استخدام المدرعات والمروحيات للتصدي لها، فإنها مطالبة اليوم بالتصدي لشراء الذمم بالمال العام ليس فقط عن طريق رشوة الناخب بـ 500 او الف دينار كاش ولكن عن طريق منع تسخير الصحف المأجورة لتدمير الخصوم، وعن طريق منع المشاريع الخيرية التي لا تحدث إلا في فترة الانتخابات، وعن طريق مراقبة حسابات المرشحين وما يدخل اليها هذه الايام، والاهم عن طريق متابعة اصحاب المال السياسي الذين يعرفهم الجميع عدا الحكومة ومنعهم من تدمير البلد بأموالهم.
***
بعد ورود انباء عن تنظيم فرعية لقبيلة في احدى المناطق في الدائرة الرابعة وعدم ورود خبر عما ستقوم به وزارة الداخلية فإني اقترح على منظمي الفرعيات الاستعانة بخبراء من الاستخبارات الروسية او الاميركية لدراسة طرق تضليل رجال الداخلية، ومن الطرق المفيدة هي وضع «قرقور» داخل البحر به اكثر من ازرار تمثل المرشحين المتقدمين، وما على الناخبين إلا الغوص بالتوالي لضغط احد الأزرّة، طريقة اخرى هي طريقة سباق التتابع بحيث يسير احدهم بسيارة تاكسي فيها صندوق في الطرق، ويركب معه المستأجرون (الناخبون) ثم يؤشر كل منهم على ورقة وينزل في المحطة القادمة ليركب غيره وهكذا حتى يستكمل الجميع.
هنالك طريقة حديثة استحدثها الطب وهي ان يوصل جهاز في جسم الانسان يترجم ما يريد قوله دون ان ينطق به ويتم وصله بجهاز مركزي للتصويت، اما الطريقة الذكية التي ذكرتها جريدة الجريدة بالامس بعنوان (مشاورات لتفريق دم الفرعيات بين القبائل) وتقضي باتفاق جميع القبائل على اجراء فرعياتها في وقت واحد حتى لا تستطيع الداخلية ملاحقة الجميع، السؤال الاهم في محاربة الفرعيات هو: لماذا لم نجد مرشحا سابقا او نائبا سابقا قد تمت معاقبته على اجراء انتخابات فرعية؟ وما فائدة القانون ان كان ينقصه التطبيق؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]