إثر فشل «القاعدة» بتنفيذ عمليات إرهابية يتم فيها القتل في شكل جماعي
بريطانيا تتوقع البدء باستخدام الألغام لاغتيال قادتها السياسيين
1 يناير 1970
09:07 ص
|لندن - من إلياس نصرالله|
في آخر تصور لاحتمالات تنفيذ تنظيم «القاعدة» أعمالاً إرهابية في بريطانيا، قال مسؤولون بريطانيون أمس، أن هناك خطراً لبدء التنظيم في استهداف السياسيين والشخصيات البارزة بألغام تزرع على قارعة الطريق ويتم تفجيرها عن بعد، مثلما حصل هذا الأسبوع لدى اغتيال نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان والمسؤول في استخبارات حركة «فتح» كمال مدحت عند مدخل مخيم المية ومية قرب صيدا، والذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى إسرائيل.
وقال مسؤولون في دائرة مكافحة الإرهاب، إنه في ضوء فشل «القاعدة» في تنفيذ عمليات إرهابية يتم فيها القتل في شكل جماعي، هناك احتمال أن يلجأ التنظيم في تنفيذ عملياته إلى الألغام التي تزرع على قارعة الطريق، وهو أسلوب آخذ بالانتشار في الأماكن التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية خصوصا في أفغانستان وباكستان والعراق. مع ذلك قال المسؤولون في تقرير قُدِّم للحكومة البريطانية وتم الكشف عنه أمس، ان «القاعدة ستواصل نشاطها الأيديولوجي والتعبوي بين الشبان المسلمين، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً سيبقى تأثيره ظاهراً لسنين طويلة».
وكانت الألغام التي تزرع على قارعة الطرق ظهرت بعد دخول القوات الأميركية والبريطانية إلى العراق عام 2003، ونجح المسلحون العراقيون الذين يستخدمونها في قتل وجرح العشرات من الجنود الأجانب. وتطور استخدام هذا النوع من الألغام التي يجد المتمردون من السهل زرعها وتفجيرها عن بعد لتصيب السيارات المستهدفة، وانتقل استخدامها إلى المتمردين في أفغانستان، الأمر الذي أرغم الجيش البريطاني في الأعوام القليلة الماضية على صرف مبالغ طائلة لإعادة تصفيح آلياته لجعلها قادرة على الصمود أمام مثل هذه الألغام القوية.
وأورد التقرير الذي وزعته وزيرة الداخلية جاكي سميث على أعضاء البرلمان، أن الانتقال السريع لاستخدام هذا النوع من الألغام من بلد إلى آخر يضع بريطانيا في خطر أن تصبح في المستقبل محطة تستخدم فيها هذه الوسيلة الإرهابية لاستهداف القيادات العسكرية والجنود أثناء دخولهم أو خروجهم من معسكراتهم أو أثناء تحركاتهم وتدريباتهم في البلد، إلى جانب استهداف القيادات السياسية والشخصيات البارزة الأخرى.
وتحدث التقرير عن تطور ملحوظ في صناعة المتفجرات المنزلية لدى التنظيمات الإرهابية ونوعية المتفجرات التي يستخدمها الانتحاريون ووسائل التفجير عن بعد، ما يشير إلى تطور في استخدام الإرهابيين للتكنولوجيا الحديثة. والتقرير هو الثاني من نوعه الذي تعده أجهزة مكافحة الإرهاب في بريطانيا بعد التقرير الأول الذي قُدِّم إلى الحكومة عام 2003 وأثار في حينه ضجة واسعة. وأشار التقرير إلى أنه إلى جانب ذلك كله يبقى خطر تنفيذ عمليات إرهابية بهدف القتل الجماعي قائماً، نظراً لانتشار المعلومات الفنية عن انتاج القنابل القذرة الإشعاعية أو الكيماوية وتوافرها بسهولة لمن يرغب على شبكة الإنترنت، إضافة إلى الفوضى التي نشأت في تجارة المواد الإشعاعية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
ولوحظ أن التقرير حدد مصادر الخطر الإرهابي واضعاً الصراع العربي - الإسرائيلي كأحد هذه المصادر إلى جانب الوضع في أفغانستان وعدد من الدول الفاشلة التي لم يتم تحديدها بالاسم، وقال طالما أنه لم تتم تسوية الوضع في هذه البلدان وتوفير تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي، فإن الخطر الإرهابي الذي يتهدد بريطانيا سيظل قائماً. واعترف التقرير بأن الأجهزة الأمنية البريطانية تعلمت دروساً ذات قيمة من الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مومباي في الهند. حيث زادت من حجم التوجيهات والإرشادات الأمنية التي تُقدَّم إلى الفنادق والمطاعم والملاهي العامة.
من جهة أخرى، قدَّم التقرير صورة لافتة للنظر عن وضع «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية التابعة له. فقال ان أسامة بن لادن وأتباعه في جميع أنحاء العالم ما زالوا يشكلون الخطر الرئيسي على أمن بريطانيا، وأن قادة «القاعدة» يحافظون على علاقة مستمرة مع خلايا تابعة لهم تعمل في بريطانيا ويشكل البريطانيون من أصل باكستاني العنصر الأكبر فيها. وأضاف التقرير أنه رغم مقتل عدد كبير من قادة «القاعدة» أو اعتقالهم ما زال هناك «بضع مئات» من المخلصين لبن لادن ونائبه أيمن الظواهري، يختب غالبيتهم في أماكن نائية بين القبائل الباكستانية.
وأشار إلى أن «القاعدة» فشلت حتى الآن في خلق تحرك جماعي لإسقاط نظام الحكم في أي من البلدان الإسلامية أو دفع الحكومة في أي بلد إسلامي لتغيير سياستها وانتهاج سياسة متطرفة. وتنبأ التقرير بأن «القاعدة» على وشك التشرذم والانحلال وأنه من المؤكد أن التنظيم لن يستمر في شكله الحالي. لكن الخطر الأكبر هو الأيديولوجيا التي تحمل «القاعدة» رايتها والتي لن تنتهي مع انهيار الهيكل التنظيمي له. إذ انه من المحتمل أن تحدث انشقاقات داخل التنظيم وقد تنشأ مجموعات جديدة أصغر لكنها لا تقل خطراً عن التنظيم الأم.
لذلك شدد التقرير على أن أهم عمل وقائي يمكن القيام به لمكافحة الإرهاب يظل الوصول إلى الشبان المسلمين الذين تستهدفهم التنظيمات الإرهابية في نشاطاتها الإعلامية ونشر أفكارها الأصولية ومساعدتهم على الصمود في وجه هذه النشاطات وعدم الانجرار وراء التطرف. وأبلغت وزيرة الداخلية سميث النواب أن هناك حاجة ملحة لمواجهة المتطرفين في بريطانيا حالاً وعدم الانتظار حتى يُقْدِموا هم على خرق القانون.
البارونة وارسي... أقوى امرأة مسلمة في بريطانيا
لندن - يو بي أي - سُميت مسلمة من أصول باكستانية، عضو في مجلس اللوردات عن حزب المحافظين المعارض، أقوى امرأة مسلمة في بريطانيا.
واشارت صحيفة «ديلي تلغراف»، امس، إلى أن لجنة قضاة بقيادة تريفور فيليبس رئيس لجنة المساواة وحقوق الإنسان، اختارت البارونة وارسي، وزيرة الدولة لشؤون تماسك الجاليات والعمل الاجتماعي في «حكومة الظل»، لهذا اللقب.
ونسبت الصحيفة إلى وارسي، «انتمي إلى عائلة جميعها بنات وتربيت على الاعتقاد بأن كل شيء ممكن، كما أن كوني امرأة مسلمة لا يجب أن يُنظر إليه ولا بأي شكل من الأشكال على أنه عائق بل دافع للإنجاز». وابدت افتخارها بتسميتها أقوى امرأة مسلمة في بريطانيا، وأكدت «أن أصولها الباكستانية وإيمانها القوي ونشأتها في مقاطعة يوركشاير البريطانية لعبت دوراً كبيراً في تحقيق هذا الإنجاز».