د. حسن عبدالله عباس / نواب الشيعة

1 يناير 1970 04:52 م
رغم عمر المجلس الحالي القصير نسبياً إلا أن الفترة الزمنية كانت كفيلة لتبين للناس أداء النواب سواء بصورتهم الفردية أو من خلال انتماءاتهم السياسية وتكتلاتهم البرلمانية. «التحالف الإسلامي الوطني»، خصوصاً، من أكثر القوى السياسية الشيعية ظهوراً وتمثيلاً من الناحية البرلمانية، سواء إن نظرنا من ناحية عدد نوابه في المجلس أو بالنظر إلى عدد مرات مشاركاتهم البرلمانية طوال الحياة النيابية من عمر الكويت السياسي.
الشيء المميز لهذه الدورة البرلمانية أن نواب التحالف أو كما اصطلح على تسميتهم بمجموعة «الائتلاف» امتازوا بسمة قد تكون جديدة عليهم بعض الشيء وصبغة لم يعهدوها من قبل. فالمعروف عن «التحالف الإسلامي الوطني» أنه تكتل سياسي شيعي معارض للحكومة على طول الخط، باستثناء هذه الدورة، والتي فيها كسر التحالف «فطرة» المعارضة وقرر المشاركة بحكومة ناصر المحمد. طبعاً لسنا بصدد مناقشة السبب من وراء هذا التبدل فهم أخبر وأقدر على الإجابة، لكن ما يهمنا أن «التحالف الإسلامي الوطني»، ومعه النائب الدكتور حسن جوهر الأقرب لهذا التكتل تحديداً عن القوى السياسية الشيعية الأخرى، مسك العصا من المنتصف. فمن جانب شارك الحكومة بالتمثيل الوزاري وأُسندت البلدية للدكتور فاضل صفر، ولكنه أيضاً لم يتخلَ عن خط المعارضة السلمية وسياسة صوت المعارضة «المنخفض». فالملاحظ أن التكتل لم يلقِ بثقله كله وراء الحكومة، كما أنه لم يرفع راية المعارضة بشكلها المعهود والمعروف تقليدياً.
هذا التوازن يحسبه الكثير من المراقبين على أنه ميزة وسمة بارزة اتسمت بها هذه المجموعة خلال الدورة المنقضية. ومن أبرز وأوضح ظهور متزن بين خطي المعارضة والحكومة موقف النائب أحمد لاري وكيفية إدارته لملف قانون الاستقرار الاقتصادي. فرغم الانتقادات الشديدة التي وُجهت إلى اللجنة المالية، إلا أن أكثر المنتقدين لهذه اللجنة وأكثرهم تشدداً بالنسبة إلى المال العام، وأقصد به «التكتل الشعبي»، تناول إدارة النائب أحمد لاري بشيء من الثناء والشكر.
ومع هذا ورغم الصورة التي صُورت عن تكتل «الائتلاف» بأنه حكومي أو شبه حكومي، قلب الدكتور حسن جوهر هذه المقولة حينما هدد بالمساءلة السياسية وتفعيل أداة الاستجواب بحق الوزيرة نورية الصبيح. فالتكتل ظل يحافظ على ميزانه بين طرفي المعادلة غير منحاز بثقله لطرف على حساب الطرف الآخر، وهو ما جعل أداءهم يمتاز بالهدوء والابتعاد عن التأزيم، خصوصاً في هذا المرحلة الخطرة والحساسة.
تظل نقطة مهمة بالنسبة إلى هذا التكتل الجديد، وهي إيجاد الخط الثاني. فإن حسبته «التحالف الوطني» أو «الائتلاف» فالأمر سيان لأنهم جميعاً يفتقرون إلى خط احتياط وثانٍ يدخل الحلبة السياسية عند الحاجة. وأظنهم مازالوا راسبين في هذا الجانب، خصوصاً إذا ما تذكرنا خسارة باسل دشتي قبل دورتين والدكتور عبدالنبي العطار الذي خسر دورتين متتاليتين أيام الدوائر الخمس والعشرين، فهل من جديد؟


د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
[email protected]