أكد أن واشنطن مستعدة لدعم أي حوار بين بيروت وتل أبيب
فيلتمان: لا يمكن المقايضة على المحكمة الدولية أو تقويض عملها كجزء من صفقة سياسية إقليمية
1 يناير 1970
09:32 ص
| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
اكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالوكالة جيفري فيلتمان، انه ابلغ دمشق، اثناء زيارته الاخيرة اليها، ان «الانتخابات اللبنانية يجب ان تقام من دون اي تدخلات، ويجب ترك اللبنانيين يقررون وحدهم شكل حكومتهم المقبلة».
وقال فيلتمان، خلال جلسة استماع مخصصة للبنان عقدتها لجنة شؤون الشرق الادنى في الكونغرس، امس، «ما زال الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان يثير قلقنا في شدة». واضاف: «تستمر هذه المجموعة بتلقي الاسلحة من سورية وايران في خرق لقرار مجلس الأمن الرقم 1701. اضافة الى ذلك، ذكّرت افعال حزب الله العنيفة، ضد مواطنيه اللبنانيين في مايو 2008، بالتهديد الذي تمثله هذه المجموعة للسلام والاستقرار».
واضاف ان كثيرين تساءلوا ان كانت الولايات المتحدة ستسير في خطى بريطانيا لبدء «اتصالات مع الجناح السياسي لحزب الله؟ والجواب هو لا قاطعة... موقفنا من حزب الله يبقى كما هو منذ اول يوم على تعيين المجموعة منظمة اجنبية ارهابية في العام 1997». واشار الى ان «الناطق باسم الحزب حسن عزالدين (اكد) اخيرا انه لا يمكن فصل حزب الله، الى جناح عسكري وآخر سياسي».
لكن فيلتمان اضاف: «اما اذا نبذ حزب الله الارهاب داخل لبنان وخارجه ووضع نفسه في تصرف القانون وسلطة الدولة اللبنانية، نعيد النظر حينذاك بوضعه».
ووصف فيلتمان الانتخابات البرلمانية المقررة في لبنان في 7 يونيو، بانها تمثل «الخطوات الاخيرة للتعهدات التي قطعت في اتفاق الدوحة، الذي انهى اشهرا من الانقسام السياسي والمواجهة الداخلية».
كذلك تحدث فيلتمان عن دعم واشنطن لقيام مسار لبناني - اسرائيلي على غرار المسار السوري - الاسرائيلي للسلام. وقال: «في الوقت الذي ندعم فيه الجهود الاسرائيلية والسورية للتوصل الى اتفاقية سلام، كذلك نأمل ان يتمكن لبنان واسرائيل من ايجاد آلية مقبولة من الطرفين لمعالجة الامور العالقة بينهما».
واضاف: «تؤكد الحكومتان دوريا تأييدهما للقرار 1701، مع ان تنفيذ القرار بالكامل يدعو الى المزيد من العمل والحوار بين البلدين... لقد دعا البعض في لبنان علانية الحكومة الى مباشرة المفاوضات مع اسرائيل في اطار القرار 1701».
واكد ان واشنطن مستعدة لدعم اي حوار بين بيروت وتل ابيب، وعبر عن سعادة حكومته لرؤية «اسرائيل ولبنان يتحاوران اصلا، من خلال الامم المتحدة، حول (مصير) الجزء الشمالي من قرية الغجر». واضاف: «نأمل ان يتم التوصل الى حل يظهر ان الديبلوماسية، لا سلاح حزب الله، هي التي تؤمن مصالح لبنان».
كذلك اكد فيلتمان ان في الوقت الذي تسعى بلاده الى سلام شامل في المنطقة، «لن تعقد اي صفقة على حساب لبنان».
المسؤول الاميركي قال ان «القوى الداعمة للاستقلال في لبنان تعبر لنا دوما عن تقديرها للدعم الواضح الذي تتلقاه من اعضاء الكونغرس والادارة... يجب ان يستمر هذا الدعم، وستواصل الولايات المتحدة في ابداء التزامها لدعم الشعب اللبناني في هدفه نحو دولة مستقلة وديموقراطية كما ورد في قرارات مجلس الامن 1559، و1680، و1701».
ولم يفت فيلتمان ابداء دعم الادارة الاميركية للمحكمة الخاصة بلبنان، التي بدأت اعمالها رسميا في اول مارس الجاري. وقال «ان المحكمة تمثل الامل في لبنان ولدى المجتمع الدولي بانهاء حقبة الاغتيالات السياسية من دون عقاب».
ولفت الى تصريحات مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بيلمار، الذي حذر من ان اصدار القرار الظني في جريمة اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري قد يستغرق بعض الوقت، لكن المسؤول الاميركي عبر عن ثقة بلاده من ان المحكمة «ستأتي بقتلة رفيق الحريري ولبنانيين آخرين الى العدالة».
وقال: «دعمنا للمحكمة قوي، وسيستمر، تعهدنا اخيرا زيادة تبرعاتنا للمحكمة بمبلغ 6 ملايين دولار، بعد موافقة الكونغرس، وبذلك يصبح مجموع مساهمتنا 20 مليوناً».
وغمز فيلتمان من قناة الحوار الذي بدأته واشنطن مع دمشق بالتأكيد ان لا مساومة على المحكمة، وقال: «دعوني اقولها بوضوح انه لا يمكن المقايضة على المحكمة او تقويض عملها كجزء من صفقة سياسية اقليمية».
واضاف «ان المحكمة جسم مستقل، يعمل فيها محترفون ملتزمون السعي الى العدالة من دون انحياز، وبناء على دلائل تم العثور عليها اثناء مرحلة التحقيق من عمل المحكمة... لا يجب تسييس المحكمة، ولن يكون هناك صفقات على حساب العدالة».
وختم فيلتمان بالحديث عن زيارته ومسؤول شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجلس الأمن القومي لدمشق، في 7 مارس، بالقول انهما اكدا للمسؤولين السوريين ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن بما فيها الـ 1701، «الداعي الى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، وتبادل السفراء، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان». واكد: «نأمل في استخدام الحوار المتواصل مع سورية من اجل الضغط من اجل هذه المواضيع ومواضيع اقليمية اخرى».
واضاف: «كنا واضحين جدا (في دمشق)، ان ديبلوماسيتنا مشروطة بالنتائج، وكما قالت وزيرة (الخارجية هيلاري) كلينتون، اننا لا نتحاور (مع سورية) من اجل الحوار، بل من اجل مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائنا».