بارود: تسليم السعوديين المتورطين في نهر البارد يخضع لرغبة الرياض
مؤتمر وزراء الداخلية العرب انعقد في بيروت ومناخ المصالحات تداخل مع التحديات الأمنية
1 يناير 1970
03:00 م
|بيروت - «الراي»|
شكّل افتتاح أعمال الدورة الـ 26 لمجلس وزراء الداخلية العرب في بيروت امس، حدَثاً تداخل فيه السياسي بالأمني، في ظلّ قطار المصالحات العربية الذي شق طريقه منذ قمة الكويت الاقتصادية، وفي ضوء التحديات التي يواجهها العالم العربي على صعيد مكافحة الإرهاب والجريمة وتهريب المخدرات.
وحضر مناخ المصالحات التي كان أعطى «الضوء الاخضر» لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتنسيق مع سمو الامير الشيخ صباح الاحمد، في جلسة افتتاح المؤتمر الذي رعاه الرئيس ميشال سليمان ممثلاً بوزير الداخلية زياد بارود، وحضره 18 وزير داخلية عربياً من اصل 22، بينهم الرئيس الفخري للمجلس وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز ووزيرا داخلية الكويت الشيخ جابر خالد الصباح، وسورية اللواء بسام عبد المجيد.
وبدا ان «الرياح الباردة» التي بدأت تهبّ في محاولة لإنهاء «الحرب الباردة» بين المحاور العربية، تشكّل «أرضية سياسية» للتصدي لرزمة تحديات، حرص الأمير نايف - الذي يكرّمه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة اليوم في ختام المؤتمر - على التركيز ضمنها على «محاولة زعزعة ما تعيشه دولنا وشعوبنا من استقرار اجتماعي وتطوّر تنموي شامل، من خلال بث الشكوك في أذهان المواطن العربي حول مقوّمات وجوده والحكم في بلاده ومحاولة اختراق السياج الأمني لدولنا بالفكر الضال».
ودعا بارود في بداية الجلسة الافتتاحية، التي انعقدت وسط إجراءات امنية استثنائية إلى «استحداث مكتب عربي لمكافحة الجريمة المنظمة»، متحدثاً عن «حاجة ملحة لانشاء مثل هذا المكتب»، ومبدياً استعداد لبنان لاستضافته. وأعلن في الكلمة التي ألقاها باسم سليمان ان «الارهاب يهدد الجميع من دون استثناء»، مشيراً الى ان اجتماع وزراء الداخلية العرب سيبحث في عناوين «بحجم التحديات التي نشترك في مواجهتها». وقال ان «وزارة الداخلية هي وزارة أمنية بامتياز، الا انها ايضاً وزارة التنمية المحلية والحزم العادل والتواصل الدائم مع الناس من اجل خدمتهم في شكل افضل، وهي وزارة حقوق الانسان»، داعيا الى ان تكون وزارات الداخلية العربية «وزارات الموازنة بين الامن والحقوق».
وذكر في المقابل ان «الارهاب يهدد الجميع من دون استثناء».
ثم تحدث وزير الداخلية السعودي فأشار الى «أن العالم العربي يشهد حركة مصالحات وتنقية للأجواء لمواجهة التحديات المحيطة بنا، وهي تحديات ستؤثر سلباً على أمن دولنا وشعوبنا إن لم تُواجه بتوحّد عربي». وقال الأمير نايف بن عبد العزيز: «ليدرك الجميع أن عالمنا العربي يواجه تحديات أمنية مختلفة». وذكّر بـ «المبادرة الشجاعة» التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت العربية «انطلاقاً من حرصه على جمع شمل العرب وإرساء أساس التضامن العربي، ما يبشّر بمستقبل أكثر تفاؤلاً وأمناً واستقراراً».
واكد «ضرورة تحقيق العديد من الاتفاقات والاستراتيجيات الأمنية المشتركة التي يمكن أن تساهم في التصدي للأخطار المحيطة بالأمن الاجتماعي العربي انطلاقاً من مبادئنا الدينية والأخلاقية السامية التي تحارب الجريمة وتحافظ على حياة الانسان وكرامته وحقوقه».
يذكر انه تم خلال الجلسة تدشين «نظام الاتصالات» المعلوماتي الجديد بين اجهزة الامانة العامة الذي يفترض ان يربط في وقت لاحق ايضاً بين هذه الاجهزة والاجهزة المعنية في الدول الاعضاء في المجلس.
ويختتم المجلس اعماله اليوم.
من ناحية اخرى (د ب ا)، كشف بارود في حديث لصحيفة «عكاظ»، أن تسليم السعوديين المتورطين في أحداث نهر البارد الى المملكة «يخضع لرغبة الرياض». وقال «إن السعوديين المتورطين في هذه الأحداث أصبحوا في عهدة القضاء اللبناني تمهيداً لمحاكمتهم».