الحريتي مفتتحاً المؤتمر الثالث للأئمة والخطباء: نعمل لجعل المساجد مراكز إشعاع للدعوة الصحيحة
1 يناير 1970
08:10 ص
| كتب عبدالله راشد |
اكد وزير العدل وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية حسين الحريتي ان منابر المساجد ومحاريبها ليست بمنأى عن الفهم الاسلامي العام بكل اطيافه ومحاوره، مبينا الاعتماد في هذا المجال على حكمة العلماء، وحنكة الخطباء، وقدرة الائمة، للوصول بالامة إلى الفهم الصحيح للدين الحنيف، والمعرفة الحق للمنهج الاسلامي الوسطي، لتبقى المساجد دائما وابدا ملاذا للمسلمين، ومنهلا لمعارفهم، ومصدرا لالهامهم في السراء والضراء وامور الدنيا والاخرة.
وقال الحريتي في كلمة مثل فيها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد خلال حفل افتتاح المؤتمر الثالث للائمة والخطباء، الذي يقام في فندق كراون بلازا في الفترة من 22 - 24 مارس، تحت شعار المسجد بيت الله وعنوان وحدة الامة، ليس من السهل ان يقف المرء خطيبا بين الخطباء، ولكنها مسؤوليتنا الكبرى التي حملناها في رعاية بيوت الله، وخدمة القائمين على منابرها، فعسى ان نكون باذن الله من عمارها وسبيلا لمدها بالرعاية والاهتمام، والمساندة الواجبة لها.
وبين الحريتي ان هذا المؤتمر حلقة محكمة وخطوة سديدة في الاتجاه الصحيح، فالمساجد هي بيوت الله، وعنوان وحدة الامة، وثبات عقيدتها، وانتم ادوات تفعيل هذا الشعار، وربان سفينته، فلا تلهيكم تجارة وبيع عن ذكر الله، ولا تشغلكم الدنيا بزخارفها عن الدعوة إلى الله، مشيرا إلى ان هناك العديد من القضايا التي يجب مناقشتها في هذا المؤتمر، من مثل تعزيز دور المسجد في المجتمع المسلم، وتفعيل ميثاق المسجد الموحد، بين شاغلي وظائف بيوت الله، ودوام التواصل بينهم، والضوابط المنطبقة والعملية لخطبة الجمعة، وغير ذلك مما يعتمل في صدوركم وتنعقد عليه آمالكم.
واشار إلى تطلعه لنتائج المؤتمر ومقرراته بكثير من التفاؤل والامل، مكررا الترحاب بالضيوف من العلماء الاجلاء، ومثنيا على دور العاملين في قطاع المساجد بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية على جهودهم.
وقال الحريتي ان دولة الكويت تفتخر باستضافة هذه النخبة من اهل الرأي واصحاب الكلمة، وسعاة الخير الذين جعلوا من المساجد العامرة ميدانا لخدمة دين الله واصلاح شؤون العباد، والدعوة إلى الخير والهدى والرشاد، ومبعث فخر الكويت في هذا السبيل انها تتبع منهجا ثابتا متوارثا عبر الاجيال دأبت عليه وعرفت به، قوامه مواصلة العمل على اعمار مساجد الله وصونها والحفاظ عليها وجعلها مراكز اشعاع للدعوة الصحيحة والعقيدة الثابتة.
ومن جانبه، قال رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عجيل النشمي ان مقام الامامة والخطابة اصبح من اهم وسائل الاعلام المؤثرة، والحاجة للعناية به تشتد ضرورة لتكون على مستوى الاحداث والوسائل الاعلامية الرهيبة، خصوصا تلك المواقع على الانترنت والفضائيات المنفلته من دائرة الاخلاق والدين، والموجهة قصدا للشباب والشابات من المسلمين، تهدم فيهم اخلاقهم، والتزامهم بدينهم وتصدهم عن ركب الصحوة والصحبة الصالحة، ولذا وجب على الخطيب والامام اليوم ان يعيش عصره، ويواكب مستجداته، مشيرا إلى ضرورة اطلاعه على الصحف والمجلات وبخاصة الفضائيات، كما لابد له من الاجتماع مع زملائه لتبادل النقاش وتوحيد الرأي.
وبين النشمي ان مقام الائمة عند الله عظيم، فهو من يقوم مقام سيد الخلق، اول من صعد المنبر وصدع بالحق، وبلغ الرسالة، وادى الامانة، ونصح الامة، مبينا ان الائمة هم حفظة كتاب الله، وان نجاتهم هي بحمل الامانة التي عجزت عن حملها السموات والارض والجبال، وبقدر ما يحملون وما يكرمون كتاب الله، يكرمهم الله ويعلي شأنهم.
واضاف النشمي ان الله سما بمقام الائمة، حتى جعل لهم امامة تقرب اهمية من امامة خليفة المسلمين، حيث قسم اهل العلم الامامة إلى كبرى لخلافة المسلمين، وصغرى لامامة الصلوات، وهما منصبان لا يستغني عنهما المسلمون على مر العصور، مؤكدا ان المسلمين لم ينزلوا الائمة منزلهم الصحيح، حيث اصبحت الامامة وظيفة لكسب الرزق، ومشيرا إلى ضرورة العودة بدور الامام إلى المسار الصحيح ليكون كالروح لجسد المسجد، وحياته ونبضه وعافيته، يحيا بحياتها ويموت بموتها.
ومن جانبه، اكد ممثل ضيوف المؤتمر الدكتور وهبة الزحيلي ان العلماء والائمة لم يورثوا درهما ولا دينارا بل ورثوا علما يستفاد منه، لجمع كلمة الامة حول «لا إله الا الله محمد رسول الله»، مبينا أننا في حاجة كبيرة لان نجتمع حول ديننا وعقيدتنا لحمايتها مما تتعرض له من هجمة فكرية.
وقال الزحيلي ينبغي الاقتداء بصحابة رسول الله حيث كانت قلوبهم متعلقة بالمساجد، يتدارسون فيها امور دينهم ودنياهم، فيسمعون ويطيعون لامامهم الاكبر ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى ضرورة انزال الائمة منازلهم.
واضاف انه من الضروري التكاتف بين العلماء والائمة وجميع شرائح المجتمع، لتوحيد الصفوف وليكون لكل واحد منا دوره على المستوى الداخلي او الخارجي، لان امتنا لن تتنازل عن قدسية رسالتها، وحمل امانتها، امام هجمات الغرب الشرسة التي تريد تفريغ محتوى الدين الاسلامي.
وأكد الزحيلي على الاهتمام باللغة العربية لانها لغة الامة والمسجد لمواجهة ذلك الاضعاف المستمر لها من قبل الغرب، مطالبا بالتصدي لذلك التفريغ الذي تتعرض له المؤسسات الدينية ممثلة بالمساجد، والتي تعتبر انطلاقة كل الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها الكثير من مناحي الحياة.
ودعا الزحيلي جموع المسلمين إلى العودة إلى الله تعالى، وذلك بالتعلق بالمساجد التي كانت ومازالت نواة الانطلاق لكل خير، مشيرا إلى ان الاجتماعات لا تتعلق بالقادة، بل يجب ان تخرج من الناس البسطاء، الذين لا يجدون ارقى من المسجد للاجتماع بداً.