المحافظة على الغابات
1 يناير 1970
09:03 م
| ريم عبدالله الديحاني * |
تمثل الغابات أحد أهم الموارد الطبيعية المتجددة والمساعدة في المحافظة على التنوع الحيوي والبيئة، وقد اعتمد الإنسان في حياته على ما تنتجه الغابات، مستفيداً بما تقدمه من ثمار وأوراق ووقود.
بمرور الزمن تطورت هذه الاستفادة بفضل القفزات الحضارية والنقلات النوعية في مجالات العلوم المختلفة، فاكتشف الانسان في الغابة مزايا وفوائد لم يكن يعرفها من قبل، كمساهمتها في تثبيت التربة والمحافظة على خصوبتها ووقف الزحف الصحراوي وتثبيت الكثبان الرملية، ومنع زحفها على الأراضي الزراعية، الى جانب تلبيتها لحاجاته المختلفة كالترويح والتنزه وتلطيف الجو وغيرها.
وفي ظل كل هذا التطور الحاصل في استغلال الغابات، تم اغفال الكثير من المتطلبات الضرورية خصوصاً في ما يتعلق بدور الغابات في الحفاظ على البيئة، ما تسبب عنه اخلالا بالنظام البيئي، الذي بات غير مستقر ومهدداً بالعديد من المشاكل والعقبات كالتصحر والجفاف، ومشاكل التلوث الناتجة في معظمها عن الإنسان وممارساته العشوائية المتمثلة في القطع الجائر للأشجار، واستغلالها غير المرشد لاغراض الرعي والزحف العمراني على حساب مساحات شاسعة كانت تغطيها الغابات.
ولكن خلال العقد الأخير من القرن الماضي، تنبهت شعوب المعمورة على كافة الاصعدة المحلية منها والدولية الى ضرورة الحد من الممارسات الخاطئة، وتقنين استغلال الموارد الطبيعية خصوصاً الثروة الغابية وتخفيف حدة المخاطر المحدقة بها واستثمارها بالصورة المثلى.
فقد أورد تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة عن نتائج التقدير العالمي للموارد الغابية لعام 2000، إن اجمالي ازالة الغابات على المستوى العالمي خلال العقد 1990 - 2000 قد سجل معدلاً سنوياً يقرب 11.5 مليون هكتار، في حين سجل صافي ازالة الغابات (اجمالي الازالة ناقصاً التشجير والتحريج) نحو 9 ملايين هكتار في السنة ويعزى الخفض في صافي ازالة الغابات (او زيادة المساحات الحرجية) في كل من البلدان النامية والصناعية بالدرجة الأولى، الى حدوث زيادة ملموسة في مساحات المزارع الحرجية (التشجير).
* جامعة الكويت - كلية الآداب