قرار مفاجئ بشراء سندات حكومية بـ 300 مليار لضخ الأموال مباشرة في الاقتصاد
«الاحتياط الفيديرالي» يغرق أميركا بتريليون دولار
1 يناير 1970
08:57 ص
واشنطن-رويترز، ا ف ب، د ب أ- أعلن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) انه سيبدأ عمليات شراء واسعة النطاق للدين الحكومي في اطار برنامج لضخ تريليون دولار اضافية في الاقتصاد المعتل ما أوقد شرارة موجة صعود في السندات الحكومية ونال من الدولار.
ويهدف قرار «الاحتياط الفيديرالي» الى تسهيل شروط اعطاء القروض. وفاجأ هذا الاعلان المحللين الذين كانوا يتوقعون اعلان نوايا بسيطاً.
وسيساهم شراء سندات الخزينة الطويلة الامد في خفض الفوائد على المدى الطويل. وأبقى المصرف المركزي الاميركي على نسبة الفائدة نفسها التي تقررت في ديسمبر الماضي وهي ما بين صفر و0.25 في المئة.
وسيستمر شراء السندات طويلة الاجل على مدى الاشهر الستة المقبلة في أول عملية بهذا الحجم منذ الستينات. وسيمد البنك أيضا نطاق برنامج حالي لشراء أوراق مالية مرتبطة برهون عقارية 850 مليار دولار الى 1.45 تريليون دولار هذا العام.
وفاجأت الخطوة الاسواق اذ لم يتوقع مراقبو مجلس الاحتياط أن يمضي بهذه السرعة على خطى اليابان وبريطانيا في ضخ المال مباشرة في الاقتصاد.
ودفع النبأ أسعار الرهون العقارية للمنازل الأميركية الى مستويات قياسية منخفضة وتعرضت عوائد سندات الخزانة لاكبر انخفاض في يوم واحد منذ انهيار سوق الاسهم عام 1987.
وعزز تحرك المجلس لاضافة شراء السندات الحكومية مباشرة الى ترسانته الاخذة بالتوسع من الادوات غير التقليدية الامال بانتشال الاقتصاد الأميركي من هوة الركود ودفع أسواق الاسهم الاسيوية عدا بورصة طوكيو الى أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع. لكن الدولار عانى من أكبر تراجع ليوم واحد منذ 1985 مقابل سلة عملات رئيسية متأثرا بالمخاوف من أن الخطوة التي تعادل عمليا طباعة المال قد تتسبب في تخمة من المعروض من عملة الاحتياط الرئيسية في العالم.
لكنه قلص خسائره في المعاملات الاسيوية أمس وان كان ضعفه أمام الين قد أثقل كاهل الاسهم اليابانية التي تراجعت 0.3 في المئة.
وهبط الدولار الاميركي بشدة مسجلاً أدنى مستوى له في شهرين امام اليورو الاوروبي بعد قرار «الاحتياط الاتحادي». وقفز اليورو بعد هذا الاعلان المفاجئ 3.9 في المئة مقابل الدولار يوم الاربعاء وفق ما اظهرته بيانات «رويترز» وكانت هذه اكبر قفزة مئوية في يوم واحد للعملة الاوروبية الموحدة منذ اطلاقها في عام 1999.
واوائل التعامل في اسيا أمس قفز اليورو الى 1.3536 دولار في التعاملات الالكترونية عبر نظام اي.بي.اس اعلى مستوى له منذ اوائل يناير. وتراجع فيما بعد ليصل سعره الى 1.3444 دولار منخفضا 0.2 في المئة عن مستواه اواخر التعاملات الأميركية اليوم السابق.
وانخفض الدولار اوائل التعامل مقابل العملة اليابانية لكنه انتعش في وقت لاحق مرتفعا 0.2 في المئة. وكان الدولار هبط نحو ثلاثة في المئة مقابل الين الاربعاء. وتراجع سعر الجنيه الاسترليني أمام الدولار منخفضا عن أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع.
«المركزي» الأوروبي: مازال ممكناً خفض الفائدة
بروكسل- رويترز- قال عضو مجلس البنك المركزي الاوروبي جاي كوادين في حديث لمجلة نشر أمس ان البنك مازال بامكانه خفض أسعار الفائدة وليس هناك حد أدنى محدد.
وقال لمجلة تريندز اند تندنسيز البلجيكية «على عكس بنوك مركزية أخرى فإننا لم نستخدم بالكامل مساحة المناورة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. مازال امامنا فرص لاتخاذ اجراءات في هذا المجال» وتابع «أقول ببساطة ان سعر 1.5 في المئة ليس أدنى مستوى يمكننا الوصول اليه».
ويتوقع الاقتصاديون أن يخفض البنك المركزي الاوروبي سعر الفائدة الرئيسي الى واحد في المئة بحلول منتصف العام وأن يكتفي بهذا الخفض. وضم كوادين وهو محافظ البنك المركزي البلجيكي صوته لعدد من صناع القرار في المركزي الاوروبي قالوا ان اسعار الفائدة قد تنخفض رغم ان عددا آخر حذر من مخاطر أسعار يعتبرونها منخفضة للغاية.
وقال ايفز ميرش من لوكسمبورغ يوم الثلاثاء الماضي ان اسعار الفائدة القريبة من الصفر في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وسويسرا قد لا تكون السياسة المناسبة لمنطقة اليورو.