لكل مجتمع ثقافة خاصة به، وغالباً ما يتم الأخذ بعين الاعتبار جميع القيم والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع عندما ينوي الباحثون دراسة أي ظاهرة من منظور غربي... ولهذا السبب الرئيسي الذي وفقه تقر المجتمعات الغربية الآلية التي تحدد طبيعة التعامل مع بعض الظواهر، ولكننا نرى الأمر مختلفاً مع منظمة حقوق الإنسان كونها تنظر إلى حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية والكويت من ضمنها، حسب ما هو معمول به في الدول الغربية التي تختلف ثقافتها عن ثقافة دولنا المسلمة التي ضمنت حقوق المرأة السياسية منذ ظهور الإسلام.
وحقوق الإنسان محقة في جانب العمالة وحقوقها، لأنها بطبيعتها منظومة عمل إدارية ينبغي على الكويت حفظ حقوق العمالة، خصوصاً الخدم مراعاة لحقوق الإنسان التي لا تختلف من مجتمع لآخر إلا في جزئيات بسيطة.
وطبيعة التعامل مع «الخدم» قضية مازالت عالقة نتمنى أن تنتهي وزارة الشؤون الاجتماعية من معالجة ملفها الشائك في أسرع وقت ممكن.
أما القضايا الأخرى فنحن نؤيد ما ذكره وزير التجارة والصناعة السابق أحمد باقر الذي دعا منظمة حقوق الإنسان العالمية إلى احترام خصوصية الشعوب. والمقصود في خصوصية الشعوب ثقافة المجتمعات التي يتم احترامها فقط عند دخول شركات غربية إلى سوق تختلف ثقافة العمل فيه عما هو متبع في المجتمعات الغربية وتتجاهل باقي الأمور.
مما تقدم، يجب على الكويت الاعتماد على الدراسات الخاصة في العلوم الاجتماعية، والتي تؤكد وجوب الأخذ بخصوصيات المجتمع، إذ إن تغيير الثقافة يحتاج إلى أجيال وليس بالضرورة الإمكان في إحداث تغيير جذري لاعتبارات عدة يأتي على رأسها الدين والعادات والقيم المستقاة منه.
نحن في المجتمعات الإسلامية لم نتطرق إلى الظواهر السلبية في المجتمعات الغربية، والتي تعتبر إفرازاتها السلبية أكثر بنسبة كبيرة، مما يتم بحثه بالنسبة إلى المجتمعات الإسلامية من منظور غربي.
إن الرد المطلوب يجب أن يكون في رسالة مدعمة بحقائق أوردتها الدراسات الغربية، والتي تركز على أهمية مراعاة ثقافة المجتمعات الأخرى واحترامها، خصوصاً تلك المتعلقة بالدين!
إن حقوق الإنسان وثقافات الشعوب موضوع يجب دراسته، وأن يتم توجيه البحث العلمي تجاهه، كي يتم نشر تلك البحوث في المجلات العالمية الخاصة في العلوم الاجتماعية والإدارية بغية نشر ثقافة المجتمعات الإسلامية كي يتم احترام رأيها في كيفية التعامل مع مجريات الأمور، وكي لا تفرض عليها آليات ذات طابع غربي تختلف ثقافته عن مجتمعاتنا لا سيما وأنهم، أي الغرب، يتغنون بالشفافية ولا يطبقونها مع مجتمعاتنا! فهل لدينا القدرة على الرد بصيغة مقنعة؟ وهل وفرنا طاقماً استشارياً يبحث في الأمور العالقة حماية لأصول ثقافات المجتمعات الإسلامية؟ نتمنى أن تُعد العدة لذلك وإلا... والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]