لحظة احتضار وانتظار!!!

1 يناير 1970 02:21 م
| بقلم: سلمى الحمل |
يبدو أن عام 2009 مختلف تماماً عن أعوام الشقاء والألم التي عشتها في أعوام مضت!!!
لم أكن أتصور ولو للحظة واحدة بأن الآلام تعشقني لدرجة الجنون!!! وأن قسوتها ستأخذني بعيداً عنكم وتحلق بي عالياً بلا رحمة كل هذه الأيام والشعور...!!!
***
في لحظة صمت وربما لحظة موت...!!
لحظة احتضار تسبقها أنفاس الانتظار!!!
تمتد أيادي العام الفائت بلحظة ألم وحزن وهي تودع العالم الى سماء المجهول لتصافح آهاتها وتنهداتها العام الجديد وتلتقي الأيادي بلحظة احتضار وانتظار...
***
غريب أمرك يادنيا... بنفس الزمان والمكان وبنفس اللحظة تماماً دموع وأفراح... آلام وآمال!!!
عام يمضي... يبكي لحظة توديع وتشييع... يمد يده بارتجاف وارتعاش لتصافحه أيادي عام جديد تفيض انتعاشا...!!!
***
كم غريبة تلك اللحظات... موت وميلاد!!! وأنت لا تعلم شيئاً عن العالم بأكمله... لقد حكموا عليك بنومة أهل الكهف!!! دون ذنب ارتكبته سوى انها المنايا... والاقدار...!!!
وكل أهلك وناسك وأحبابك ينتظرون صحوتك من هذه الغيبوبة التي لا يعلم مداها الا الله... كل القلوب ترتجف... وكل العيون تترقب السماء تنتظر خيط أمل... وهم... سراب!!!
***
هل سيعود... هل سنسمع صوته من جديد وترتفع حرارة الدموع... كل هذا وأنت لا تعلم عن لحظات الانتظار والاحتضار شيء!!!
***
رغم تجمد كل من حولك...
أسرة بيضاء جامدة باهتة غطتها ثلوج الحيرة شراشف بيضاء... وسائد بيضاء...
وابتسامات ملائكية بيضاء بيضاء بيضاء!! غطتها ثلوج اليأس...
ورغم نومي وغيبوبتي كنت أصرخ بداخلي لكن لا أحد يسمعني... حتى ... أنا....!!!
كانت آيات الذكر الحكيم تؤنسني ... وكنت ابتسم بداخلي رغم ضغوط الشرود التي سكنتني... الأمل موجود... بالله... موجود... استحالة ينساني استحالة لا يستجيب لدعائي في وحدتي وصمتي وموتي...
***
الكل يراقب أنفاسك فهي الأمل الوحيد الذي يعيش كل من حولك على أمله... وتموت كل بارقة أمل بداخلك سوى الأمل بالله... يارب... يارب...
***
كم وهنت عجلات قطار الأعوام الفائتة كثر اللف والدوران في فلك التعب والإرهاق والمضي في متاهات الدروب البحث عن المجهول... ورغم هذا المجهول المرعب للعالم بأكمله تأملت انا وحدي أنا... تأملت خيراً في هذا العام ورسمت لوحة جميلة تجمعني والفرح معاً...
لكن الألم لم يكن قد أدبر واندحر انما كان يتربص لي وبي وبالعالم أجمع يبحث عن فرصة جديدة يوجه فيها سهامه نحوي فبطش وتجبر وسدد لي ولمن حولي ضربة موجعة قبل أن يلفظ العام آخر أنفاسه.
الضربة... «الصدمة»... الغيبوبة التي أوقعتني في دوامة الحزن والانكسار لم أستيقظ منها الى الآن...!!!