قبل مضي فترة «شهر العسل» بين الناخبين ورئيسهم

تقرير / أوباما يواصل تألقه بعد شهرين من تسلمه زمام الحكم

1 يناير 1970 08:05 ص
| واشنطن - من حسين عبدالحسين |
يتواصل تألق الرئيس باراك اوباما، حسب استطلاعات الرأي الاميركية، بعد شهرين من تسلمه زمام الحكم، وقبل مضي المئة يوم الاولى التي يعتبرها المراقبون فترة «شهر العسل» بين الناخبين ورئيسهم.
واظهر استطلاع «غالوب» حيازة اوباما على 61 في المئة من تأييد الاميركيين، بعد 60 يوما على دخوله البيت الابيض، مقارنة بـ 58 في المئة حاز عليها الرئيس السابق جورج بوش في الفترة نفسها اوائل رئاسته، و53 في المئة لبيل كلينتون.
واظهرت استطلاعات مشابهة لمراكز «بيو» و«راسموسن» ان اوباما حصد نسبة تأييد بلغت 59 و57 في المئة على التوالي، وهي من المعدلات المرتفعة.
المشككون في استمرار التأييد لاوباما، ومعظمهم من اليمينيين ومناصري الحزب الجمهوري، حاولوا اظهار تراجع شعبية الرئيس، فكتبت صحيفة كانسس ستار، امس، ان «الاميركيين بدأوا بالاستياء من اوباما لانه يسمع لليبيراليين داخل حزبه اكثر من الوسط».
ومما يزيد الطين بلة للحزب الجمهوري واليمين الاميركي ان نسبة التأييد لقيادتهم في الكونغرس انخفضت في الفترة نفسها الى نسب غير مسبوقة، وانه على رغم قيام الرئيس بسماح تمويل ابحاث الخلايا الجذعية، والذي يعتبر من الامور التي يعارضها المحافظون بشدة، فان القرار الرئاسي لم ينعكس سلبا على شعبية اوباما.
وقال نائب رئيس «معهد بروكنغز» داريل وست في دردشة مع الصحافيين، اول من امس، ان «الرئيس اوباما يبلي حسنا حتى الان، ويتمتع بنسبة تأييد 60 في المئة، مع تراجع شعبية قادة الجمهوريين في الكونغرس الى 38 في المئة».
وعزا وست استمرار شعبية اوباما الى «استصداره لقوانين اساسية لمساعدة الاقتصاد و(قطاعات) التعليم والصحة والطاقة». وقال: «هو من نحتاجه في هذا الوقت بالذات، اي شخص متفائل بالمستقبل وقادر على ايصال افكاره الى الناخبين».
واعتبر وست ان افضل مقارنة لاوباما هي تشبيهه بالرئيس الراحل الجمهوري رونالد ريغان، والذي يعتبره الاميركيون، من المعسكرين الديموقراطي والجمهوري، افضل رئيس للبلاد في النصف قرن الماضية.
وقال وست: «واجه الرئيسان (اوباما وريغان) تحديات ضخمة في الاقتصاد والسياسة الخارجية، وحقق ريغان فوزا كبيرا ومبكرا مع الموافقة على مشاريعه للضرائب والانفاق». واضاف: «اوباما فعل الشيء نفسه بخطته لتحفيز الاقتصاد... وقد نجح الرجلان لانهما استفادا من حركة تأييد شعبية عفوية، وكل منهما قادر على التواصل بشكل لافت مع القاعدة الشعبية».
وست اثنى على خطة اوباما الاقتصادية بالقول انها «لا تساعد على الاقلاع بالاقتصاد فحسب، بل تعيد تموضع الولايات المتحدة بما يتناسب والقرن الواحد والعشرين».
الا ان الخبير الاميركي اشار الى بعض اخطاء الرئيس الاميركي، بالقول ان «خطأه الاكبر حتى الان هو البطء في التعيينات الرئاسية... كل رئيس يحتاج الى فريقه الخاص، لكن نسبة لمقاييسها الاخلاقية المرتفعة، فان الادارة الحالية مازالت تواجه صعوبات في تعيين مسؤولين في المناصب العالية».
وختم وست بالقول ان «الرئيس تبنى معايير الام تيريزا في مدينة قل فيها القديسون».
لكن بعيدا عن الانقسام السياسي بين الديموقراطيين والجمهوريين وشعبية زعماء كل منهم، اظهر استفتاء قامت به محطة راديو «ان بي ار»، المستقلة والمعروفة برصانتها، ان نسبة الاميركيين الذين يعتقدون ان بلادهم «على السكة الصحيحة»
ارتفع من 16 في المئة مع نهاية ولاية الرئيس بوش الى 31 في المئة اليوم.
وقال معلق محطة «ان بي ار» في تقريره الصباحي عن وجهة البلاد، ان «66 في المئة من المستطلعة اراؤهم اعتبروا ان الاقتصاد ضعيف»، في ما قال: «30 في المئة انه ليس بحالة جيدة»، ولم ير الا 3 في المئة ان وضعه «جيد».
وختم المعلق بالقول: «على سوء وضع الاقتصاد، على الاقل، تتفق كل الاطراف».
ووعد اوباما الاميركيين بأيام افضل ولكنه اقر بأنه لا يستطيع ان يقول متى ستأتي هذه الايام.
وقال خلال اجتماع عام في كوستا ميسا (كاليفورنيا) «ليس فقط سنخرج من هذه الازمة، ولكن بلدنا سيكون اقوى واكثر ازدهارا عندما سنخرج منها».
واضاف: «لا استطيع ان اقول لكم كم من الوقت سيستغرق هذا الامر ولا العراقيل التي سنواجهها ولكن استطيع ان اعدكم بهذا: امامنا ايام افضل».