وزارة الداخلية «شادة حيلها» هذه الايام، عبر رفعها الشعار الجديد في الشوارع، وهو شعار «لا تتصل... حتى تصل»!
اولا نشكر وزارة الداخلية وعلى رأسها وزير الداخلية، ونشكر وزارة التربية وعلى رأسها وزيرة التربية، لان الشعار دون أخطاء املائية، ما يعني تطور مخرجات التعليم، ورقيها حتى استطعنا ان نكتب شعارا دون اخطاء، هذا أولا، حتى لا يقال اننا ننتقد فقط... اما ثانيا فاننا في صدد تحليل عبارة «لا تتصل حتى تصل» فاربطوا الأحزمة:
> الشعار لم يحدد تتصل بمن، ولم يحدد اين تصل، فيفترض ان يكتب مثلا «لا تتصل بزوجتك، بيتك، اولادك، خادمتك، اصحابك حتى تصل الى بيتك او عملك او ديوانيتك او مطافيك» ما علاقة مطافيك بالشعار؟ لانه من يقرأ الشعار يمكن يشتغل بالمطافي!
> الشعار فيه نوع من الخلل المنطقي، لأنه ما الفائدة لو انه يتصل عندما يصل، يعني الأخ وصل البيت فلماذا يتصل؟ يفترض انه يتصل قبل أن يصل وليس بعد ان يصل! تصور الاخ وصل البيت ودخل الصالة، ثم يتصل على البيت! لذلك اقترح تغيير الشعار الى «اتصل قبل أن تصل»!
> الشعار لاشك سيرفع نسبة الطلاق، فالدكتورة فوزية في نظريتها الشهيرة عن الخيانة الزوجية، قالت: اذا دقيييييتي وزوجج ما رد يعني خااااين... وهذا يعني ان كل الحريم سيطلبن الطلاق لان الزوج لا يتصل ولا يرد، ولهذا اقترح تغيير الشعار «لا تتصل حتى تصل ماعدا زوجتك» وبهذا الشعار ننمي في الروح الرياضية الزوجية!
> وبما انه تحدثنا عن الرد فيفترض ان يكتبوا شعارا آخر هو «لا ترد حتى ترد» لانه في كثير من الاحيان يتصلون به، فماذا يفعل اذا كان الاتصال ضروريا، مثل تعيينه كوزير، لو لم يرد «تروح عليه الوزارة»!
> الواضح من الشعار انه رجالي، يعني النساء بامكانهن الاتصال لان الشعار «لا تتصل» وليس «لا تتصلي»، وان كنت اعتقد ان المرأة لا تتصل من السيارة اساسا، بل تتصل قبل أن تركب سيارتها الى أن تصل!
> «للمسجات» لابد من وضع شعار، لانه يرسل ويستقبل مسجات وهو يقود سيارته، ولذلك اقترح شعار «لا تمسج... حتى تحج» أي لا ترسل مسجا قبل ان تذهب للحج، لان المسج يلهيك عن الطريق، فتنقلب سيارتك وتموت، فعلى الأقل تكون «حجيت» وكفرت عن ذنوبك... يبقى ان نبحث عمن يكفر عن ذنوب الداخلية!
جعفر رجب
[email protected]