بعد أن قضت الآلة الصهيونية على كل ما هو حي في قطاع غزة، خرج ملك «البروباغندا» العالمي وزعيم تنظيم «القاعدة» الشيخ أسامة بن لادن في بيان له، مهدداً ومتوعداً زعماء العالمين العربي والإسلامي لتخاذلهم عن نصرة غزة! يبدو أن ابن لادن يعيش في عالم آخر، وإلا ما الذي حداه لأن يتذكر غزة وفواجعها في هذا الوقت، تحديداً بعد مضي أشهر على حدوثها؟ غزة يا شيخ «البروباغندا» تعاني من قسوة الأيام ومن جور الأقرباء، وعلى رأسهم أنت وتنظيمك الإرهابي، والذي لم يطلق وحتى هذه اللحظة طلقة واحدة على ما يُسمى بإسرائيل، فجهدكم كله وحربكم الظالمة موجهة إلى صدور إخوانكم أصحاب التوحيد فقط دون غيرهم!
يا لها من معاناة، غزة تصرخ وتستنجد، وهي تواجه آلة الصهاينة العسكرية، والشيخ أسامة في سبات عميق، لم يفق منه إلا متأخراً في شهر مارس، أي بعد مضي شهرين ونصف الشهر بالتمام والكمال! ويا ليته لم يفق، فقد أصدر بياناً مخجلاً محملاً الكل مسؤولية ما يجري، متناسياً أنه يملك المال والرجال والعتاد، وبإمكانه، إن عقد العزم على الجهاد الحقيقي والصادق، أن يزلزل إسرائيل ويجعلها تعيش في قلق وذعر، ويذيقها من الكأس التي أذاقتها غزة! بيان أسامة بن لادن الأخير لا يعدو كونه حبراً على ورق، وربما أقرب شبهاً بالبيانات التي تصدرها القمم العربية جعجعة فارغة من دون أثر!
* * *
خطوة شجاعة تسجل لوزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمن بتقديمها استقالتها إثر إغلاق قناة «جيو» الشهيرة أخيراً، إذ رفضت الوزيرة أن تكون شاهداً على تكميم الأفواه، فكان ردها سريعاً ومن دون انتظار إيماناً منها بحماية الديموقراطية والحريات العامة، وقد جاء هذا الإغلاق منعاً لتغطية التظاهرات الكبيرة التي تقوم بها المعارضة احتجاجاً على فصل قضاة من مناصبهم. وما صب الزيت على النار، وضخم هذه الأزمة هو فرض الإقامة الجبرية على زعيم المعارضة نواز شريف! أي أن الحكومة ستكون في موقف صعب جداً تجاه التعقيدات السياسية التي تمر بها إسلام آباد حالياً، هذا عدا ملفات أخرى شائكة وحساسة، وبحاجة إلى حل لها، كوجود تنظيم «القاعدة» في منطقة القبائل، والاتهامات الهندية لباكستان بدعمها للحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة مومباي قبل أشهر قليلة، وغيرها من أزمات باتت تحاصر الحكومة الباكستانية، وهنا يتساءل المرء: هل هناك أيادٍ خفية تغذي الصراعات وعدم الاستقرار في تلك البلاد، أم أنها مصادفة؟
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]