اعتبر أن بلاده «نجت من خطر» انهيار كبير شبيه بما حصل في 1929

بن برنانكي: نهاية الانكماش في 2009 وبداية الانتعاش مطلع 2010

1 يناير 1970 06:42 ص
واشنطن - ا ف ب - توقع رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي الاميركي) بن برنانكي في اول حديث متلفز له اول من امس ان يبدأ الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة مع بداية العام المقبل بعد اسوأ ازمة منذ عقود.
وقال برنانكي في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على محطة «سي بي اس» التلفزيونية «سنشهد نهاية الانكماش على الارجح هذه السنة وسنشهد الانتعاش بداية السنة المقبلة. وسيتسارع مع مرور الوقت».
وبحسب «سي بي اس» فانها المرة الاولى في خلال عشرين عاما التي يمنح فيها رئيس للبنك المركزي الاميركي اثناء توليه مهامه مقابلة تلفزيونية. وهو دليل على خطورة الوضع وضرورة شرحه للرأي العام في نظر الاحتياط الفيديرالي.
واقر برنانكي بان سوق العمالة ستشهد مزيدا من التدهور وان نسبة البطالة ستتخطى 8.1 في المئة التي اعلنت في شباط، لكنه اوضح انه يرى بعض المؤشرات التي تنبىء بمرحلة افضل، بدون الافصاح عن المزيد.
وشدد برنانكي في هذا الحديث الذي سجل الاربعاء على القول «اعتقد انه اذا ما توصلنا الى استقرار النظام المالي، سنرى تراجعا بوتيرة اقل، قبل حصول الاستقرار الذي سيكون اساسا للانتعاش».
وتبدو هذه التصريحات مطمئنة فيما اكثر من نصف الـ4.4 مليون وظيفة التي الغيت في الولايات المتحدة منذ بدء الازمة في ديسمبر 2007، فقدت خلال الاشهر الاربعة الاخيرة.
وتتقاطع تصريحات برنانكي مع تصريحات اثنين من كبار المستشارين الاقتصاديين للرئيس الاميركي باراك اوباما دافعا الاحد عن تحرك الادارة لانقاذ القطاع المصرفي، مؤكدين ان الولايات المتحدة ستخرج منتصرة من «الحرب الاقتصادية».
وقالت كريستينا رومر التي تراس فريق المستشارين الاقتصاديين للبيت الابيض لشبكة «ان.بي.سي» «على صعيد الانقاذ المالي فعلنا الكثير»، مضيفة «انها حرب اقتصادية. لم نربح بعد لكننا خضنا معركة جيدة».
واوضحت ان وزير الخزانة تيموثي غايثنر سيعرض «قريبا جدا» حلا لتخليص البنوك من قروضها المشكوك في تحصيلها.
من جانبه، قال مدير مجلس الاقتصاد القومي للبيت الابيض لورانس سامرز ان الحكومة ستقدم خطة مساعدة للمؤسسات الصغيرة بالتعاون مع القطاع المصرفي. واوضح لشبكة «سي.بي.اس» ان ذلك «سيزيد تدفق القروض على المؤسسات الصغيرة وهو قطاع حيوي ينقصه الاقتراض ما اسهم في ارتفاع البطالة» التي بلغ معدلها 8.1 في المئة في يناير الماضي.
وعلى الجبهة المالية اراد برنانكي الذي تسعى فرقه لتحديد حجم الازمة المصرفية وايجاد حل لها، توجيه رسالة ايجابية. وقال ان المصارف الاميركية الكبرى «لن تشهر افلاسها» فيما تقوم الحكومة بدراسة حساباتها في مسعى لتحديد حجم الاضرار التي تسببت بها الاصول المريبة خلال الطفرة العقارية واعادة رسملتها.
لكنه اعتبر ان على السلطات التصدي للوضع في حال الضرورة من خلال تفادي الافلاس وارغام المؤسسات على اعادة هيكلتها بطريقة منظمة.
ودعا ايضا الى عملية «ضبط اكثر صرامة للمؤسسات الكبرى» واقامة هيئة ضبط تملك القدرة على «مراقبة النظام بكامله».
وراى رئيس الاحتياط الفيديرالي ان الخطر الاكبر على الاقتصاد في الوقت الراهن هو «انعدام الارادة السياسية وانعدام الارادة لايجاد حل لهذه المشكلة وترك الامور تواصل مجراها». وهي رسالة موجهة على ما يبدو الى اولئك الذين يعتبرون ان النظام المالي امتص ما يكفي من الاموال العامة وانه حان الوقت الان لترك الامور لعملية انتقاء طبيعي.
في المقابل، اعتبر برنانكي ان الولايات المتحدة «قد نجت من خطر» حصول انهيار كبير شبيه بالانهيار الذي وقع بعد انهيار البورصة في 1929. وقال «اعتقد اننا تجاوزنا ذلك وان المشكلة الان هي تشغيل الالة الاقتصادية بطريقة صحيحة».
الا انه اعترف بأن النظام المالي العالمي كان «قريبا جدا» من الانهيار في الخريف الماضي.
وكرر برنانكي القول «كان قريبا جدا من الانهيار» مشيرا الى ان الكونغرس الاميركي لم يسمح للحكومة باعادة رسملة المصارف الا قبل ايام من اسوأ لحظات الازمة في تشرين الاول/اكتوبر 2008.
وخلص الى القول «كان وضع في غاية الخطورة».