طهران: لا علاقة لنا بنشر التشيّع في المغرب
الرباط قلقة من النشاط الدعوي الشيعي وتندد بـ «قلة الاحترام» الإيرانية
1 يناير 1970
09:04 ص
الرباط - ا ف ب، د ب ا، «ايلاف» - اعرب المغرب عن قلقه ازاء تنامي النشاط الشيعي على اراضيه وندد بـ «قلة احترام» ايران التي حملها وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري المسؤولية الكاملة عن قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
في غضون ذلك، حمل السفير الإيراني في الرباط وحيد أحمدي المغرب مسؤولية قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، نافيا أن يكون المسؤولون المغاربة أثاروا معه طيلة إقامته في المغرب، موضوع التشيع، مشددا على أن لا علاقة للسلك الديبلوماسي الإيراني بنشر التشيع في المغرب.
وفي مقابلة خص بها «وكالة فرانس برس»، ندد الوزير المغربي بالنشاطات الدعوية لبعض الجمعيات المغربية الساعية لنشر المذهب الشيعي في المغرب بدعم من ايران. وقال الفهري «ان المغرب لا يمكنه ان يقبل القيام بمثل هذه النشاطات (على اراضيه) وذلك في شكل مباشر او غير مباشر عبر ما يسمى بمنظمات غير حكومية».
وانتقد «المساس باسس» المملكة الشريفية المغربية وبالـ «الرابط» المالكي وهو المذهب الاسلامي السني المعتدل السائد في المغرب.
واضاف الوزير ان «المغرب ليس الوحيد الذي يشهد» هذا النشاط الشيعي «الذي اكتشف وجوده ايضا في افريقيا جنوب الصحراء وفي بلدان اسلامية اخرى» وحتى في اوروبا.
وكان خالد الناصري الناطق باسم الحكومة قال في الاونة الاخيرة ان قسما من الجالية المغربية في بلجيكا كان تعرض «لممارسات» ايرانية من النوع ذاته.
وجاءت تصريحات الفاسي الفهري اثر بيان شديد اللهجة لوزارته اعقب قطع العلاقات مع ايران في 6 مارس الجاري.
ونددت الخارجية المغربية في بيانها بـ «نشاطات ثابتة للسلطات الايرانية وبخاصة من طرف البعثة الديبلوماسية في الرباط تستهدف الاساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي» مضيفة ان «هذه الاعمال تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة وتعارض قواعد واخلاقيات العمل الديبلوماسي».
غير ان الوزير المغربي رفض ربط قطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران بانشطة الدعوة الشيعية المنسوبة لايران.
واوضح ان «الامور كانت قابلة للتحكم مع الابقاء على النشاط الديبلوماسي والعلاقات التجارية (بين البلدين) مع درجة معينة من اليقظة».
ورسميا، فان قرار قطع العلاقات الديبلوماسية اتى اثر انتقادات اعتبرت «غير مناسبة» وجهتها ايران للدعم المغربي للبحرين. وكانت العلاقات بين ايران والبحرين توترت اثر تصريح العضو المهم في مجلس تشخيص مصلحة النظام والمسؤول في مكتب مرشد الثورة الايرانية علي اكبر ناطق نوري اعتبر فيه ان البحرين «المحافظة الايرانية رقم 14» كانت جزءا من ايران.
واوضح الطيب الفاسي الفهري: «عندما استهدفت ايران المغرب والمغرب فقط، لم نفهم» لماذا تم ذلك.
وقبل قطع العلاقات كان المغرب استدعى في مرحلة اولى في نهاية فبراير للتشاور القائم باعماله في طهران. وقال الوزير المغربي: «لقد منحنا الفرصة والوقت (للايرانيين) لتفسير موقفهم غير اننا لم نتلق اي رد. لقد شكل ذلك قلة احترام» للمغرب.
ولم تكن العلاقات بين المغرب وايران صافية على الدوام في الماضي وكانت العلاقات الديبلوماسية بينهما قطعت في 1979 اثر الاطاحة بالشاه وتولي آية الله الخميني السلطة.
واعيدت هذه العلاقات في 1991 وايران هي اليوم احد اهم زبائن الفوسفات المغربي واحد ابرز مزودي المملكة المغربية بالنفط.
وتبلغ قيمة المبادلات التجارية بين البلدين نحو مليار دولار.
وأعطت وزارة الداخلية المغربية تعليمات لمختلف مصالحها في المدن والأقاليم بتنظيم حملات مراقبة على مختلف المكتبات العمومية ومصادرة الكتب التي لها علاقة بالفكر الشيعي أو بإيران و«حزب الله» اللبناني.
وذكرت صحيفة «الجريدة الأولى» المغربية، أمس، أنه «تم تشكيل لجان على صعيد الولايات والأقاليم لمحاربة جميع مصادر التغلغل الشيعي في المغرب والقيام بحملات مراقبة ومتابعة كل ما هو مرتبط بإيران».
وأشارت إلى انه «ستتم زيارة كبريات المكتبات في مختلف المدن المغربية قصد التفتيش والوقوف على حضور الكتاب الشيعي في الساحة الثقافية المغربية».
من ناحيته، حمل السفير الإيراني في الرباط، المغرب مسؤولية قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، وأوضح في حوار مع «إيلاف» من مقر إقامته في الرباط، قبل رحيله إلى طهران السبت الماضي، أن دولته تسعى إلى تهدئة الأوضاع وترغب في عودة وشيكة للعلاقات الديبوماسية. ونفى وحيد أحمدي أن يكون المسؤولون المغاربة أثاروا معه طيلة إقامته في المغرب، موضوع التشيع، مشددا على أن لا علاقة للسلك الديبلوماسي الإيراني بنشر التشيع في المغرب. وتأسف السفير الإيراني عن عدم إجراء مباراة المنتخبين المغربي والإيراني، موضحا أنه طيلة الحرب الإيرانية - العراقية ظلت سفارتا البلدين مفتوحتين. كما أكد وحيد أحمدي أن إيران لم تعلن أن قرار المغرب قطع علاقته الديبلوماسية مع إيران كان بإيعاز من دول أجنبية.
وردا على سؤال لـ «ايلاف» عن اتهام المغرب للسفارة الايرانية في الرباط برعاية المد الشيعي في المغرب من خلال الملحق الثقافي، أجاب: «هذه مجرد أكاذيب وأباطيل، فإيران لا ترعى المد الشيعي في المغرب أو غيره (...) وفي غضون 23 شهرا قضيتها في المغرب، لم يثر أي مسؤول مغربي معي موضوع التشيع إطلاقا، ونحن لا نفكر في هذه الأمور على الإطلاق».
وتابع متسائلا: «وهل الثورة سلعة حتى تصدر؟ هذا من مؤثرات أعداء إيران أميركا وإسرائيل، لسنا من يصدر الشيعة، بل هناك آخرون يفعلون وأنتم تعرفون النتيجة، هي انتشار أفكار القاعدة وطالبان(...). لو أرادت إيران نشر المد الشيعي في العالم الإسلامي لاختارت أن تبدأ من داخل البلاد، نحن نتوافر على أقلية سنية، وبعد 30 سنة من الثورة انتقل عدد المدارس الدينية من سبعة مدارس إلى 300 مدرسة (قبل الثورة)، وكل تلك المدارس تمولها الحكومة».
وعن الأخبار غير الرسمية التي تتحدث عن وجود قرابة 1500 شيعي مغربي، قال وحيد أحمدي: «ليس لدينا معطيات حول نسبة التشيع في المغرب، كل ما لدينا هو أن هناك نحو 15 طالبا درسوا في إيران وعادوا لتدريس الفارسية في الجامعات، وحاليا هناك 6 إلى 7 طلبة مغاربة كانوا على علاقة بالسفارة الإيرانية وذهبوا إلى إيران لكنهم لم يتشيعوا وظلوا سنين».
النيجر: «الجبهة الموحدة» تنتقد تحديد القذافي عدد الولايات الرئاسية
نيامي - ا ف ب - انتقدت «الجبهة الموحدة» للمحافظة على المكتسبات الديموقراطية في النيجر، وهي منظمة غير حكومية، اول من أمس، الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اعلن معارضته تحديد عدد الولايات الرئاسية في افريقيا.
واكد رئيس الجبهة، مارو امادو لاذاعة «انفاني» الخاصة: «يجب الا نروج في النيجر وسواها افكارا غير شرعية وجائرة بذريعة ان مطلقها هو رئيس الاتحاد الافريقي».
واعلن القذافي الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي، مساء السبت الماضي انه يؤيد «ادخال تعديلات على الدساتير الافريقية».
واضاف القذافي الذي يتولى الحكم في بلاده منذ العام 1969: «انا مع حرية الارادة الشعبية ويجب ان يختار الشعب من يحكمه ولو حتى الى الابد».
متطرفون يقتلون 5 مدنيين جزائريين
الجزائر - ا ف ب- قتل خمسة اشخاص ليل السبت - الاحد بايدي متطرفين اسلاميين مسلحين قرب تبسة، على ما اوردت امس صحف جزائرية. واضافت ان مجموعة من الاسلاميين هاجمت راعيين وقطيعهما في قرية شاتابية التابعة لولاية تبسة المحاذية للحدود مع تونس. وذكرت ان المسلحين ذبحوا الراعيين و300 رأس غنم قبل ان يلوذوا بالفرار.
واوضحت الصحف ان ثلاثة من افراد اسرة احد الضحايا وعضو بلدي لقوا مصرعهم في موقع اغتيال الراعيين بقنبلة يبدو انه تم تفجيرها عن بعد تحت سيارتهم.
والاحد، حذر وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني من انه «ليس مستبعدا» ان يحاول المتطرفون الاسلاميون القيام بعمليات مدوية خصوصا خلال هذه الفترة الانتخابية «الملائمة للدعاية الاعلامية».