أكد أن حكومته ستتخذ اليوم قراراً في شأن تبادل الأسرى مع «حماس»
أولمرت: لم نتوصل إلى سلام نتيجة ضعف السلطة وحققنا إنجازاً غير مسبوق في لبنان وآخر مهما في غزة
1 يناير 1970
04:01 ص
|القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة - القاهرة - «الراي»|
في ما بدا تلخيصا لفترة ولاية حكومته، اكد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهة ولايته ايهود أولمرت، أمس، إنه «لم يتمكن من التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين نتيجة ضعف السلطة الفلسطينية، فيما حققت إسرائيل انجازا غير مسبوق بحرب لبنان الثانية وإنجازا مهما في الحرب على غزة لكن ينبغي إتمامه».
واعتبر (ا ف ب، رويترز، د ب ا، يو بي اي، كونا)، خلال افتتاحه اجتماع الحكومة الأسبوعي أنه «إذا لم نتوصل حتى الآن إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين فإن هذا فقط نتيجة ضعف وانعدام الشجاعة لدى القيادة الفلسطينية للتوصل إلى سلام»، فيما سارعت الرئاسة الفلسطينية الى نفي هذه التصريحات، مؤكدة ان «ما قاله أولمرت غير صحيح على الإطلاق».
وأضاف أولمرت: «لقد قلت في الماضي ولا أتردد بالقول الآن ان إسرائيل ستضطر إلى القيام بتنازلات دراماتيكية ومؤلمة لا مثيل لها في الوصول (إلى اتفاق مع الفلسطينيين)، لكن إذا لم نتوصل إليه حتى الآن فهذا أولا وقبل كل شيء نتيجة ضعفهم وانعدام الرغبة والشجاعة لدى القيادة الفلسطينية، وكل ما تبقى هي ذرائع ومحاولات لصرف الأنظار عن الأمر المركزي».
واشاد بالعمل الذي قامت به وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي قادت الجانب الاسرائيلي في المحادثات منذ اعادة اطلاقها في مؤتمر انابوليس في نوفمبر العام 2007. وقال ان «تسيبي ليفني ترأست فريق المفاوضات وقامت بالكثير من العمل المفصل والمعقد غير المسبوق».
وفي ما يتعلق بالمجال الأمني، قال إنه «كانت هناك عمليتان حربيتان مكشوفتان ومعروفتان، تلك التي في الشمال (حرب لبنان الثانية) انتهت بإنجاز غير مسبوق، حيث يسود الهدوء في الشمال ولا يوجد إطلاق نار ولا يوجد تهديد والناس تعيش برفاهية والشمال يزدهر».
وتابع: «وقمنا بمجهود ناجح ومهم في الجنوب (الحرب على غزة) لكن لم يتم إتمامه بعد وآمل أن يتم إنهاؤه، إذ لم يحقق الانجازات التي توقعناها، لكننا توصلنا إلى انجازات مهمة للغاية وأعدنا إلى الوعي الدولي القوة العظيمة للجيش الإسرائيلي وقوة الردع العظيمة لدولة إسرائيل». وألمح أولمرت إلى قصف موقع دير الزور السوري. وقال إنه «تم تنفيذ عدد لا متناهي من العمليات الكبيرة والمهمة والحاسمة والمصيرية لصالح دولة إسرائيل في المجال الأمني، ولا انوي إعطاء تفاصيل أو توسيع المعلومات أكثر مما تم نشره بين الحين والآخر في الصحافة المحلية وعلى الأخص في الصحافة الأجنبية».
وذكر أن «هذه الحكومة وضعت أمامها راية تتمثل بثلاثة مواضيع مركزية وهي التربية والتعليم والرفاه والأمن، وفي مجال التربية والتعليم مررنا إصلاحات تمكن المعلمين والطلاب على حد سواء من الحصول على ساعات تعليمية أكثر وتعامل شخصي وتشجيع التفوق ومساعدة الضعفاء وإلى جانب ذلك بدأت الحكومة في تحسين فعلي لجهاز التعليم».
الى ذلك، اعلن مسؤولون اسرائيليون، أمس، ان قرارا في شأن عملية تبادل اسرى بين «حماس» واسرائيل سيتخذ في الايام المقبلة بعد ارسال مبعوثين اسرائيليين لاجراء مفاوضات في القاهرة في هذا الشأن. وقال اولمرت خلال اجتماع الحكومة ان «المبعوثين سيعودان الى القاهرة وسيعرضان تقريرا خلال اجتماع خاص تعقده الحكومة» اليوم للبحث في مصير الجندي جلعاد شاليت المعتقل في غزة منذ يونيو العام 2006. واضاف ان «الحكومة ستحصل على آخر المعلومات وفي ضوئها سنقرر ما اذا كان يجب اتخاذ قرار وطبيعة» هذا القرار.
وقال: «بذلنا جهودا بالغة خلال السنوات الثلاث الأخيرة لإعادة شاليت وعملت كل القنوات بصورة مكثفة في حلبات وأماكن عدة وفي ظروف متنوعة». وأضاف أن «موقف حماس حتى اليوم (أمس) كان أبعد بكثير مما يمكن أن توافق عليه الجهات الأكثر اعتدالا عندنا وسيعود المبعوثان مساء الاحد ويطلعونني، وسيطلعون وزراء الحكومة ووفقا للظروف سنقرر».
واكد وزير الداخلية مئير شتريت ان «المحادثات في القاهرة التي اجراها عوفر ديكل ورئيس الاستخبارات الداخلية الاسرائيلية ايفال ديسكين ستكون حاسمة». وقال: «اليوم ستحسم هذه المسألة نهائيا. آمل في ان تحسم في شكل ايجابي».
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، بأن ديسكين وديكل توجها إلى مصر وفي حوزتهما قائمة بأسماء أسرى فلسطينيين لا تشمل الأسرى الذين وردت أسماؤهم في قائمة «حماس».
ونقلت عن مسؤول «مقرب للغاية» من اولمرت ان الاخير «لن يوقع على صفقة تشمل القائمة الكاملة الـ 450 أسيرا الذين يطالب خاطفو شاليت بإطلاقهم».
على صعيد مواز، قال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» رئيس وفدها الى لجنة الحوار الوطني الفلسطيني المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة انه تقرر تمديد المحادثات في ثلاث من لجان الحوار الخمس لمدة يوم واحد لتختتم مناقشاتها مساء الاحد بعدما كان مقررا ان تنهي اعمالها أول من امس.
وقال لـ «وكالة انباء الشرق الاوسط» المصرية ان «العمل سيستمر في ثلاث لجان هي: الحكومة والانتخابات والامن يوما اضافيا بعدما كان مقررا انهاء اعمال جميع اللجان مساء السبت».
واوضح شعث ان «لجنتي المصالحة الوطنية واعادة هيكلة منظمته التحرير انهتا عملهما وستنهي لجنة الامن عملها الاحد على الارجح».
وأعلنت حركة «حماس» أن حوار القاهرة «يشهد تقدما نسبيا وإنجازات في قضايا مهمة»، مؤكدة أن «لجان الحوار لا تزال تواصل اجتماعاتها للوصول إلى حل للخلافات الموجودة».
ورغم اتفاق «فتح» و«حماس» قبل انطلاق الحوار الوطني على وقف الحملات الإعلامية المتبادلة، ندد ممثل «فتح» في مصر بركات الفرا بـ «بتفوهات» ممثل «حماس» في لبنان أسامة حمدان، التي قال فيها إن «فتح تفشل المساعي لإحداث تقدم في الحوار».
واتهم الفرا في مؤتمر صحافي، ليل أول من أمس، حمدان بـ «تلفيق الأكاذيب، والإدلاء بتصريحات غير صحيحة من شأنها التأثير سلبا على الحوار الفلسطيني».
وكشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أول من أمس، أن مصر وجهت دعوة رسمية لكل من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح لزيارة القاهرة لإشراكهم في عمل لجان الحوار الفلسطيني للوصول إلى صيغة توافقية. في المقابل، التقى 4 من اعضاء البرلمان البريطاني مشعل، اول من أمس، في دمشق وحضوا حكومتهم على انهاء مقاطعتها لـ «حماس» لـ «تحقيق سلام عادل». وضم الوفد الاوروبي 15 برلمانيا بريطانيا وايرلنديا واسكتلنديا ويونانيا وايطاليا.
ميدانيا، سمحت السلطات الإسرائيلية، أمس، بفتح أحد معابر قطاع غزة جزئيا لإدخال إمدادات إنسانية ومواد غذائية.
وقام الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو بزيارة إلى غزة، أمس، على رأس وفد من المنظمة وعدد من الأجهزة التابعة لها، أبرزها «صندوق التضامن الإسلامي»، و«بنك التنمية الإسلامي»، إضافة إلى «الإدارة الإنسانية» في المنظمة.
واظهر استطلاع اسرائيلي - فلسطيني مشترك نشر، أمس، ان غالبية اسرائيلية كبيرة (69 في المئة) تؤيد اجراء محادثات مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حركتي «حماس» و«فتح» اذا تم تشكيل حكومة كهذه. من ناحية ثانية، ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية، أمس، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو وليفني التي تتزعم حزب «كاديما» الوسطي التقيا سرا للبحث في امكانية تشكيل حكومة ائتلافية. واجرى نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني ولفيني بحضور زوجيهما، محادثات استمرت ساعات عدة مساء الاربعاء في منزل وزيرة الخارجية في تل ابيب وطرحا امكانية اعتماد عملية تناوب جزئية على السلطة. والصيغة المطروحة تنص على ان يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة على مدى ثلاث سنوات على الاقل على ان تحل مكانه ليفني للفترة المتبقية من الولاية.
يعالون متهم بارتكاب جرائم حرب
لندن - يو بي اي - افادت صحيفة «صنداي تايمز»، أمس، أن جنرالا اسرائيليا كان ألغى زيارة مقررة إلى لندن قبل 4 سنوات خوفاً من اعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب سيصبح وزيراً جديداً للدفاع في إسرائيل.
واوضحت ان «الجنرال موشيه يعالون (58 عاماً) رئيس الأركان السابق «تردد أنه قبل دعوة من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف للخدمة في حكومته الجديدة». واشارت إلى أن «مشاكل يعالون القانونية تعود إلى القرار الذي اتخذه في يوليو العام 2002 لاغتيال صلاح شحادة قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في غارة على بناية في حي مكتظ في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 18 فلسطينياً بينهم 8 أطفال.
واضافت أن «يعالون أُجبر على إلغاء زيارة مقررة له إلى لندن العام 2005 لحضور مناسبة لجمع التبرعات لصالح جمعية لرعاية الجنود الإسرائيليين بعدما سعت جماعات فلسطينية اتهمته بالمساعدة في التخطيط للغارة الجوية إلى اصدار مذكرة اعتقال بحقه».