مثل بقية البشر فتحت «ايميلي»، أقول «ايميلي» وليس «بريدي الالكتروني» فهي مختصرة ومفهومة ودمها خفيف، أما لفظ «البريد الالكتروني» فطويل بلا داعي، وهي ايضا ليست عربية كما يظن البعض، فلا الالكتروني عربي اللفظ، ولا كلمة بريد عربية!
نعتذر عن الاطالة، والعمر قصير ولا يستحق أن نقضيه في قراءة ما لا ينفع، ومشاهدة ما يضر من صور النواب وتصريحاتهم، او متابعة تحركاتهم أو ديوانياتهم أو حساباتهم البنكية!
المهم، وصلنا الى المهم، سنتحدث عن «بقرة»، بقرة حقيقية من شحم ولحم، بقرة مثل بقية الابقار... ما العلاقة بين الايميل بالبقرة؟
أطلت الحديث مرة أخرى، كان بامكاني القول: وصلني ايميل عن بقرة، ولكن كعادتنا نحب الاطالة واللف والدوران، قبل الدخول الى الموضوع الرئيسي، المهم نرجع الى الايميل، كان عنوانه «بقرة تلد وتقول الله»، ووصلني من ثلاثة مصادر، وهذا يعني ان الموضوع مهم جدا!
آمنا بالله، فتحت الايميل، كان عبارة عن فيلم فيديو لبقرة في حالة الولادة، وفي حالة الولادة كعادتها البقرة تصرخ، وتتألم، وفي صوتها ما يشبه لفظ الجلالة...
وبعد الانتهاء من الفيلم ظهر كلام مكتوب يقول صاحبه، يا سبحان الله بقرة تقول الله... ثم جملة معتادة انشر الايميل، وتحصل على مليون حسنة!
اننا في مرحلة جديدة، علينا ان نأخذ ديننا وأفكارنا من البقر، وعلينا ان نسير خلف البقر وأقوال البقر، الا يكفي البقر الذين نسمعهم كل يوم، ونشاهد صورهم، حتى يرسلوا لنا بقرا عبر الانترنت، هل يعقل تريدون من انسان كامل عاقل لديه معاش شهري يذهب كله للديون، ان يهتدي - لان من يرسلها يفترض قلة الايمان على اقل تقدير لمن يرسله - بسبب بقرة تلد!
يعني ما خلصنا من التفاحة التي عليها اسم الرسول، والغابة المغلقة في المانيا التي عليها لفظ الشهادتين، ورأس البصل الذي عليه اسم محمد، والأذن المشوهة التي قيلت انها لفظ الجلالة... الآن وصلنا الى البقر! ويعلم الله ماذا تخفي لنا الأيام في بريدنا!
العقل اكبر نعم الله على الانسان، ولكننا نجحد بهذه النعمة، ونبخل في استعمالها حفاظا عليها من التلف، ولذلك نحن متطورون جدا في تخلفنا، ونستخدم أكثر الوسائل تطورا من اجل أكثر الأفكار تخلفا!
جعفر رجب
[email protected]