يصدر «حكم قراقوش» برفقة طلبة جامعة NDU
حوار / منير كسرواني: الكوميديا اختارتني ... الدراما أقرب إلى نفسي
1 يناير 1970
03:10 م
| بيروت - محمد حسن حجازي |
بلغ الفنان منير كسرواني عامه الـ 53 في الفن واذا كان كثيرون عرفوه ممثلاً كوميدياً على الخشبة، فان الرجل صاحب محطات درامية وميلودرامية للشاشتين ايضاً، ما يجعله فناناً شاملاً احتاج
دائماً لمن يقف الى جانبه ليرعى موهبته وطاقته، ويؤمن انتاجات لها وزن وقيمة.
نستطيع ان نتذكر له: ذكر النحل، شربل (مع ريمون جبارة)، المؤامرة مستمرة، الشخص (الأخوان رحباني)، يسوع ابن الانسان (منير ابو دبس)، لعب الفار (غسان مجاعص)، بيي بدّو بي (فارجان خيديشيان)، قندلفت يصعد الى السماء (سامي قازان عن نص لـ ريمون جبارة)، ادوار وآغريبين (نهى جرجورة)، وزارة للهوارة، فلت الملق، فوق الدكة، بالنسبة لبكرا شو (اعادها منير في اخراج لـ منير معاصري)، مهاجر بريسبان (نبيل الأظن)، الشلمصطي (نقولا دانيال)، مواطن عمومي (رنا كسرواني).
كسرواني اليوم على موعد مع 21 عرضاً من مسرحية بعنوان «حكم قراقوش»، في انتاج لجامعة سيدة اللويزة (NDU) عن نص للدكتور منصور عيد، اخراج سامي لحود ويرافقه فيها مجموعة من تلامذة الجامعة على المسرح.
• استاذ منير منذ مسرحيتك «الله يهدك يا اسرائيل» العام الماضي لم تقدم عملاً مسرحياً؟
- طبعاً المشكلة دائماً في الانتاج الذي يتوفر لنا وأنت تدرك انه كلما تأمنت ميزانية كريمة كلما كانت النتيجة افضل.
• مسرحية من انتاج جامعي ... امر لافت معك؟
- الصديق الدكتور منصور عيد اتصل بي من اجل عمل كتبه وأبلغني انه يراني فيه، ورحّبت بالفكرة.
• حكم قراقوش؟ له مرمى سياسي النص على ما يبدو؟
- يعني كل من يكتبون الآن لا بد من نسبة سياسة فيما يكتبون وانا اجد هذا مناسباً جداً، فمن غير المبرر ان يكون فنان مثلي يمثل المناخ الشعبي غائباً عن الناس، وقضاياهم، لكن طبعاً بالقدر الذي يحفظ للوطن صورته الجامعة، التي تؤلف بين القلوب.
• لافت ان من يديرك ومن يعمل معك من طلبة الجامعة. كيف هي الاجواء في التفاهم والتواصل على الخشبة؟
- رائعة. هذا جيل مثقف فنياً وأكاديمياً انا احبه، وأريد من خلالهم القول ان لقاءنا هذا يعتبر نموذجاً يحتذى في لقاء الاجيال الفنية، فأنا اتضايق حين يتم الفصل بين النوعين، اطلاقاً، ان هناك قاسماً مشتركاً بيننا هو الفن النظيف والجيد.
• واضح ان هناك نشاطاً مسرحياً مكثفاً في الشهرين الأولين من العام؟
- دائماً موسم الخريف يكون مناسباً للمسارح كي تقدم اعمالاً جديدة، وكلمة مكثف في محلها فعلى الأقل هناك عشرون مسرحية جديدة على مسارحنا، على قلتها، وهذا يعني ان اي مناخ امني سياسي ملائم ينعكس سريعاً على واقع النشاط الفني عموماً والمسرحي خصوصاً.
تراجيكوميديا
• من يعرفك هذه الايام ربما لا يعرف انك كنت درامياً وميلودرامياً في مسرحيات ايام عز الخشبة في لبنان؟
- طبعاً وقدمت اعمالاً لها وزنها وقيمتها مع كبار من عصر الرواد، وعندما اردت الاستقلال في شخصية تدل عليّ اخذت النمط الشعبي، وسرعان ما شعرت ان الناس تريدني على صورتها، وأخذتني الكوميديا.
• لكنك تلعب وحدك؟
- كيف يعني.
• لا احد غيرك يضحك على المسرح بعد انسحاب «ام طعان»؟
- طبعاً ليس مقصوداً ان أُضحك وحدي، لكن طبيعة هذه المسرحيات انها تعتمد على اسمي، لذا يكون العمل والضوء مركزاً عليّ.
• تنظر كثيراً الى الصالة وأنت تمثل؟
- بدّي اطمئن عالجمهور (ضاحكاً).
• لكن هذا يخالف طبيعة العمل الفني. حيث المطلوب ان تركز على دورك والعمل؟
- طالما انه مسرح شعبي، فلا شيء يمنع من القيام بأي شيء ليس مخالفة للسائد، بل وضعاً للأسس المناسبة للنص المناسب. وبالتالي هناك مسرحيات لا يكون فيها النظر او مخاطبة الجمهور مناسباً فلا افعلها. مثلاً في «الله يهدّك يا اسرائيل»، هل يمكن بعد كل ايفيه على المسرح ألا يحصل تواصل مع الناس الغاضبة من أعمال وأفعال اسرائيل. المسرح متنفسي الفني الوحيد والأهم.
• حين واكبناك في فيلم «طيف المدينة»، لـ جان شمعون شعرنا انك درامي مئة في المئة؟
- هذا الرأي سمعته كثيراً، وأعتبره تقديراً لما قدمته. وانا احب هذا النوع من الدراما الاجتماعية، لكن من اين آتي بالأدوار المميزة من اين اقدم هذه الادوار اذا لم تكن تكتب اصلاً، الدراما اقرب الى نفسي كثيراً.
• اذن هذه واحدة من المشاكل الحاضرة؟
- نعم النصوص المتوفرة لا تلحظ دائماً مثل هذا النوع، ونبدو نحن الممثلين وكأننا عالقون بين «شاقوفين»، الناس تطالبنا بنوع معين، ونحن ليس عندنا سوى هذا المعروض علينا.
• انت لافت في السينما، لكنك لا تظهر كثيراً؟
- شوف كان عندي كمان دور حلو في فيلم «لبنان رغم كل شيء» للمخرج الراحل اندريه جدعون، الله يرحمه مات بكير.
• عرفناك في فيلم قصير للمخرج ناصر عجمي عنوانه «بالبال»؟
- نعم، وكان مع منذر بعلبكي، وحنان الحاج علي.
• مع ان هناك افلاماً عديدة صوّرت وتصوّر، لماذا لا تكون في اي فريق منها؟
- يا اخي انا موجود والكل بيعرفوني منيح. المفروض اذا كان هناك دور يؤشر عليّ ويناسبني ان يطلبوني. لكن هذا لا يحصل، وهناك من يعتبر ان منير كسرواني مسرحي ولا يعمل في السينما او حتى التلفزيون.
• التلفزيون لماذا لا تجعله بديلاً؟
- استطيع جعله بديلاً، لكنني لا اجد الطريق اليه، «بدو واسطة».
• هناك كوميديون جاؤوا بعدك ولهم مكان ومكانة على الشاشة الصغيرة؟
- اعتقد انني سيئ في العلاقات العامة. «بدّي تدريب» على هذا الموضوع حتى استطيع الولوج الى دوائر الانتاج في المحطات الموجودة.
• كان عليك ان تبادر من زمان؟
- ما فات الأوان.
• قليلة مشاريعك هل يكفيك ما تقبضه من وظيفتك في وزارة التربية؟
- ربنا ساترها.
• خمسة ابناء، هل رنا وحدها العاملة في الفن؟
- رنا عملت معي وهي شاطرة. الباقون يحبون الفن كل على طريقته، وانا اعتبر ان الاولاد هم ابناء وبنات الحياة، وليسوا لنا.
- طبعاً.
متحف
• عندك متحف في منزلك بقرية «العيشية» (جنوب لبنان) اين اصبح؟
- ابداً، انا اعمل على توسيع مساحته، وملئه بما امكن من المعدات التي عرفها اجدادنا فيما يتعلق بالحياة اليومية، بالأرض، بالانسان بالعادات بالتقاليد، بكل شيء. يعني اذا احببت انا اذكّرهم بأيام زمان.
• وكيف تجمع ما في المتحف؟
- اينما وجدت قطعة قديمة، تحفة قديمة اشتريها والبعض يأتيني صدفة، وانا اجمع وأجمع وأجد ان التراث بات عندي جزءاً من عالمي.
• وما هذا الميل؟
- ابداً انه حب الأرض، حب الأجداد. وانا يعنيني كثيراً هذا المناخ.