في افتتاح اجتماع خريجي كلية «وارتون» في دبي
الشايع: نسعى للاستفادة من المناخ المالي الراهن لشراء أصول جديدة والاستثمار في الطاقات البشرية
1 يناير 1970
08:55 ص
أكدّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا في دولة الامارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن القدرة على الابتكار وفتح آفاق جديدة للمعرفة ومد جسور التواصل عبر الحدود، تعتبر ركيزة اساسية لبناء مستقبل ناجح ومواجهة تحديات الازمة المالية الراهنة.
وحض الشيخ نهيان في كلمة القاها خلال «المنتدى العالمي لخريجي وارتون»، الذي افتتح امس ويستمر اليوم في دبي ولاول مرة في الشرق الأوسط، المشاركين على التركيز على القضايا المهمة والمسائل الجوهرية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، قائلا: «اننا في الامارات متحمسون ومتفائلون بافاق وفرص التعاون الاقتصادي على الصعيدين الاقليمي والعالمي، ونتطلع قدما الى تحقيق المزيد من الانجازات والنجاحات الاقتصادية في الاعوام المقبلة».
واوضح ان «المستقبل يتطلب تغييرات هيكلية كبيرة في سياسات وممارسات الاقتصاد العالمي السائدة»، مشيرا الى انه «يجب ان يصاحب هذه التغييرات تطبيق سياسات اجتماعية ملائمة، وترسيخ مبادئ الشفافية والمعايير الأخلاقية، وإتاحة المجال لمشاركة أوسع للأفراد والمؤسسات في كافة الأنشطة الاقتصادية».
وتطرق الشيخ نهيان الى الدور المحوري الذي تلعبه دولة الامارات العربية المتحدة في القضايا الاقليمية والعالمية، على صعيد الامن والتجارة والاستثمار، فضلا عن اسهاماتها في مجال الطاقة العالمية، واضاف: «اننا لا ندخر جهدا في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على اعداد قادة الغد الذين سيقودون المسيرة مستقبلا».
ولفت الى ان المؤسسات الحكومية والوطنية في الامارات، اتخذت العديد من الخطوات الضرورية للتعامل مع الازمة المالية العالمية الراهنة، وتابع «تتوافر لدينا كافة المقومات التي تتيح لنا مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة بنجاح كبير، واغتنام الفرص المتاحة خلال هذه الازمة للخروج منها بقوة اكبر وعزيمة اقوى».
واشار الشيخ نهيان الى «الدور الفاعل الذي تلعبه دولة الامارات في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عموم منطقة الشرق الاوسط». واضاف: «تحظى دولة الامارات اليوم بتقدير واحترام كبيرين بفضل سياساتها الاجتماعية والبيئية الحكيمة. ولطالما اكدنا اهمية تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة، ودور ذلك في تعزيز التعاون الدولي والازدهار الاقتصادي وترسيخ الثقة في السوق».
من جانبه، أوضح توماس روبرتسون عميد «كلية وارتون»، أن الأزمة المالية تشكل بالنسبة للكلية فرصة أتاحت لها تغيير رؤيتها حول التحديات الاقتصادية العالمية، والنهوض منها أقوى من ذي قبل، وأضاف: «لا شك في أن كل تباطؤ في الأداء الاقتصادي يعقبه نشاط وازدهار، وما موجة الركود هذه إلا فرصة للابتكار والتحرك نحو اتجاهات جديدة». وأشار روبرتسون إلى أن الكلية تعتزم نشر صحيفة Knowledge @ Wharton الاقتصادية التابعة لها باللغة العربية أيضاً، بالتزامن مع سعيها إلى تعزيز تواصلها مع جيل الشباب. كما أعرب روبرتسون عن التقدير الكبير الذي تكنه الكلية للآليات الاستثمارية التي مكنت دبي من ترسيخ مكانتها الرائدة.
وقال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لـ«شركة محمد حمود الشايع»، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى وأحد خريجي وارتون محمد الشايع: «إن شعار المنتدى مفترق طرق نحو تغيير اقتصادي عالمي، يجسد تطلعنا إلى التحرك باتجاه نحو نظام اقتصادي جديد. وقد أبرزت الأزمة المالية العالمية الحاجة الماسة الى المزيد من علاقات التعاون والشراكة. ويغطي هذا المنتدى كافة الجوانب الاقتصادية، ويوفر منصة مثالية تتيح لنا إلقاء نظرة شاملة على تداعيات الأزمة، والفرص والحلول التي يمكن اتخاذها لمواجهتها».
الجلسة الثانية
وفي الجلسة الثانية من اليوم الاول اجمع المشاركون على ان الشركات العاملة في منطقة الخليج تستعد لدخول نظام اقتصادي جديد، من خلال رصد واغتنام فرص النمو التي تنطوي عليها الأزمة المالية العالمية الراهنة، واعتماد استراتيجيات تشمل الاستحواذ على الأصول، وتوظيف المواهب الشابة وتدريبها، واستكشاف أسواق نمو غير تقليدية، مع التركيز على صفقات «اقتصاد الحجم».
وشهدت الجلسة التي انعقدت تحت عنوان «هل سيتأخر بزوغ فجر جديد للشركات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟»، نقاشات صريحة، حث خلالها أحد المشاركين العالم العربي على «المبادرة الى احترام بعضنا البعض، قبل احترام الغرباء»، وقد لاقت هذه الفكرة تشجيعاً وتصفيقاً حارين من الحاضرين في الجلسة.
وتوجه مدير الجلسة البروفيسور فيتولد هينيز، أستاذ الادارة المساعدة في كلية وارتون، بالسؤال الى المشاركين حول العوامل التي كانت وراء نجاح أعمالهم.
وأوضح محمد الشايع أن السر في نجاح شركته يكمن في اختيار المواهب الصحيحة، وابرام الصفقات العادلة التي ترضي جميع الأطراف المعنية.
وسلط سامي باروم، العضو المنتدب لـ«مجموعة صافولا»، التي تتخذ من مدينة جدة مقراً لها، الضوء على ضرورة تخصيص العلامات التجارية للمنطقة، والتركيز على التقارب الثقافي. وكان لدراسة كيفية عمل الحكومات والقطاع العام، دور في رسم معالم النجاح، الذي تحقق على يد طارق سلطان، رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب لشركة «أجيليتي لوجيستيكس»، التي تتخذ من الكويت مقراً لها.
ومن جانبه، أوضح رامي مخزومي، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «المستقبل لصناعة الأنابيب»، التي تتخذ من دولة الامارات العربية المتحدة مقراً لها، أن جنسية الشركات لا تشكل عائقاً، وأكد أن الجيل الجديد من قادة الأعمال يركزون على مبدأ «شركات دولية ضمن حدود امكاناتنا».
وأكدت اللجنة أن موقف الحكومات تجاه القطاع الخاص قد تغير بشكل كبير، حتى في الأسواق المحافظة. كما دعا المشاركون الى ضرورة ايجاد فرص عمل للشباب العربي- الذين من المتوقع أن يهيمنوا على التركيبة السكانية الاقليمية بحلول عام 2030.
وأوضح الشايع وباروم أنهما يسعيان للاستفادة من المناخ المالي الراهن من خلال الاستثمار في الموارد والطاقات البشرية والاستحواذ على أصول جديدة، وأضاف الشايع: «حان الوقت لمراجعة أنفسنا وتحديد أفضل السبل لخفض النفقات، حيث يعتري الشركات القلق الذي يدفعها لاتخاذ اجراءات احترازية تقيها من المخاطر».
واختتم البروفيسور هينيز قائلاً: ان الشركات متعددة الجنسيات التي تتخذ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقراً لها، حقيقة واقعة، وسوف يتوجب عليها تعزيز امكاناتها التقنية والتسويقية والمالية، ودعمها بالمهارات القيادية الرائدة.
وينعقد «المنتدى العالمي لخريجي وارتون» على مدى يومين في فندق «جراند حياة» بدبي. ومنذ عام 1993، انعقد المنتدى في عدد من أبرز مدن العالم، مثل شنغهاي ومومباي ولندن ومكسيكو سيتي، وريو دي جانيرو، وباريس.