ميّز بين توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وبين السلام الشامل معها

الأسد: لبنان أول من يدفع الثمن إذا سُيّست محاكمة اغتيال الحريري

1 يناير 1970 09:20 ص
دبي - ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا - ميّز الرئيس السوري بشار الأسد، بين توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وبين السلام الشامل معها، محذراً من أن اتفاقاً ثنائياً سيؤدي الى تصفية تل أبيب للقضية الفلسطينية، واعتبر أن من مصلحة الفلسطينيين التنسيق مع دمشق في المفاوضات.
ودعا الأسد في مقابلة نشرتها صحيفة «الخليج» امس، العرب إلى «ادارة» خلافاتهم، ملمحاً إلى وجود اتفاق مع السعودية على مساعدة الفلسطينيين، مؤكداًَ أن لا ضمانات على عدم «تسييس» المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
من جهة اخرى، قال الاسد ان سورية ستوقع اتفاقية سلام مع اسرائيل «اذا قدمت كل الشروط المطلوبة لسورية»، مشددا في الوقت نفسه على ان «هناك فرقاً بين اتفاقية سلام والسلام نفسه».
واضاف: «نحن نضعهم بين خيار السلام الشامل واتفاقية سلام ليست لها قيمة على الارض. هم يقولون نريد سلاما شاملا... وفي مثل هذه الحالة فعلى المسار الفلسطيني ان يستفيد من المسار السوري».
الى ذلك، اشار الاسد الى ان اتفاقية السلام «هي ورقة توقع وهذا لا يعني تجارة ولا يعني علاقات طبيعية او حدودا او غير ذلك، وشعبنا لن يقبل بهذا خصوصا مع وجود نصف مليون فلسطيني في بلدنا لم تحل قضيتهم».
واكد: «عندما نقول إن المبادرة العربية ميتة، فالقصد ينصرف إلى أنها غير فاعلة، وهي كذلك لأنه لا يوجد شيء تستند إليه حالياً ليمنحها الفعل والحياة. الصراع في حاجة إلى شريك، إلى طرفين، والآن هناك طرف عربي فقط، فكيف تكون المبادرة موجودة من الناحية العملية. نحن نحاول إقناع أنفسنا بأنها موجودة، لكن من اليوم الأول إسرائيل رفضتها، ومازالت، بغض النظر عما قيل اخيراً».
اما بالنسبة الى المحكمة الخاصة بلبنان التي انطلقت في لاهاي، فاعتبر الاسد انه لا توجد ضمانات لعدم تسييسها. وقال: «اذا كان هناك تسييس، فلبنان اول من يدفع الثمن».
وذكر ان المحكمة التي ستحاكم مرتكبي جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري «وجدت من اجل لبنان»، واضاف: «اتمنى الا يكون هناك تسييس، لكن لا توجد ضمانات».
وعن الانتخابات اللبنانية النيابية المقبلة، قال «ان لبنان يعيش على التوافق وينفجر بغياب التوافق وليس بالانتخابات». واوضح ان «الانتخابات لا تجلب الاستقرار ولا تذهب بالاستقرار»، مؤكدا ان «التوافق هو الذي يجلب الاستقرار وعدمه يذهب بالاستقرار».
وتابع: «إذا كانت هناك قوى تريد أن تسحب التوافق تحت عنوان - أنا رابح - بغض النظر عمن تكون أو من أي طرف، فالنتيجة واحدة وهي تخريب الوضع في لبنان، والعودة باتجاه اللا استقرار بعد مرحلة من الاستقرار حصلت في أعقاب اتفاق الدوحة».
واكد الرئيس السوري ان موقف سورية من قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها بين الإمارات وإيران «واضح»، ودمشق مع الإمارات في ضرورة «الحل السلمي». وأوضح أن «سورية تستطيع من خلال علاقاتها الجيدة مع إيران وكذلك مع الإمارات وبقية الدول العربية، أن تساعد على حل النقاط محل الخلاف».
وقال إن «القمم العربية يجب أن تعقد إذا كنا مختلفين، لكن المقاربة لدينا خاطئة، حيث تمنعنا الخلافات من اللقاء، فيما الاتفاق حول كل شيء غير منطقي، والإخوة في المنزل الواحد لا يتفقون».
واعتبر زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل لدمشق، حلقة من حلقات إدارة الخلافات العربية وأنها حققت تقدما في موضوع المصالحة. وعبر عن أمله في إنهاء القضايا التي بدأها مع الوزير السعودي خلال لقائه المرتقب مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز. لكنه قال إنه لا يمتلك معلومات في شأن إمكانية التحاق الرئيس حسني مبارك بقمة الرياض، مؤكدا تفاؤله بـ»نجاح عملية المصالحة التي ستأخذ وقتا».
وأشار الاسد إلى وجود بادرة حسن نية من قبل الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة باراك أوباما، فالمقاربة أكثر قبولا، بالمقارنة مع الإدارة السابقة، سواء بالنسبة إلى تصريحاته عن سورية أو إعلان موقف محدد من العراق، «لكننا نريد كلاما واضحا دقيقا». وتحدث عن زيارة المبعوث الاميركي جيفري فيلتمان الى دمشق السبت، وقال «إنه قادم بناء على توجيه من الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لبدء الحوار مع سورية، حيث إن سياسة أوباما تعتمد على الحوار والديبلوماسية مع جميع الأطراف».
واتهم الاسد، الرئيس السابق جورج بوش بأنه كان لديه «منهجية أيديولوجية تدميرية تخريبية، ووضع هذه المنهجية في إطار الحرب الاستباقية».
وفي القاهرة (الراي)، أكد سفير سورية في القاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد، أن العلاقات بين دمشق والقاهرة تشهد تقدما جيدا ، وحوارا إيجابيا، لافتا إلى أن اللقاء الذي جرى بين وزيري خارجية البلدين وليد المعلم واحمد ابو الغيط، على هامش اجتماعات الدورة 131 لمجلس الجامعة «كان طيبا للغاية».

دمشق تطالب بإغلاق ملفها النووي

فيينا - كونا - اكد رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية ابراهيم عثمان، امس، ان دمشق تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ابعد الحدود ويتعين اغلاق الملف النووي السوري بأسرع وقت ممكن.
وقال عثمان لـ «وكالة الانباء الكويتية»، (كونا)، ان سورية لم تخف عن الوكالة اي معلومات، مشيرا الى ان جزيئات اليورانيوم غير الطبيعي التي عثر عليها العام الماضي في منشأة سورية تعود الى القذائف التي استخدمتها اسرائيل في قصف الموقع. وشدد على انه لا يوجد في بلاده اي جزيئات لليورانيوم غير الطبيعي خارج نطاق ما هو معلن للوكالة، مذكرا بان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة المعروف عنها بأنها تملك خزينا من اليورانيوم. واعرب عن استغرابه لاصرار بعض الدول الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة على اعتبار ان مصدر هذه الجزيئات يعود الى الجانب السوري بدلا من المصدر الاسرائيلي.