الاعتداء على طالبة ليس نهاية المطاف والطالبات يؤكدن وجود معاكسات بألفاظ بذيئة
كلية الآداب... تنتهك فيها الآداب!
1 يناير 1970
01:40 م
| تحقيق محمد نزال |
أصوات الطلاب انضمت إلى اصوات الطالبات في كلية الآداب في جامعة الكويت بضرورة فرض رقابة أمنية صارمة على منافذ الكلية والتدقيق على هويات الطلبة قبل دخولهم، وذلك في اعقاب اقتحام شخص مجهول للكلية واعتدائه على احدى الطالبات، ما اثار الذعر في نفوس الطالبات.
إحدى الطالبات تعبر عن الفوضى الأمنية في الكلية بقولها ان حارس الأمن المسؤول عن التدقيق في هويات الطلبة ينظر في هوية طالب بينما يعبر اربعة آخرون دون النظر في هوياتهم، وتؤكد اخرى ان الطلاب يصولون ويجولون بين الطالبات في الكلية بنظرات دنيئة ومعاكسات بألفاظ بذيئة، في حين تعرب طالبة عن اسفها لتأخر تخرجها بعد ان منعها اهلها من حضور مادة الفلسفة في كلية الآدب اثر وقوع الحادث.
«الراي» اثناء استطلاعها اثار الحادث وتعليق المسؤولين ومطالبات الطلاب والطالبات تبين وجود معاكسات للطالبات من قبل الشباب خصوصا بعد انتهاء الدوام ما خلق لديهن عدم الشعور بالامان فهل كلية الآداب تنتهك فيها الآداب؟
في البداية قال المدير الإداري في كلية الآداب نواف العتيبي ان كلية الآداب تحتضن اعدادا كبيرة جدا من الطلاب والطالبات فهي من أكبر كليات جامعة الكويت خصوصا انها تستقبل الطلبة من جميع الكليات في الجامعة لتدريس مواد الزامية تختلف من كلية لاخرى، فبمعنى اخر كلية الاداب هي الكلية الوحيدة التي يدرس فيها جميع طلبة الجامعة، وما ذكرته ليس عذرا لاخلاء مسؤوليتي او مسؤولية الكلية من مشكلة ما ولكن أردت توضيح فكرة عن كلية الآداب.
وذكر ان المحافظة على الأمن والتأكد من عدم وجود ما يخرق الأمن ويهدده هي مسؤولية ادارة الأمن والسلامة، فهي المعنية بذلك، لافتا إلى ان عدم التدقيق على هويات الاشخاص الذين يدخلون إلى الكلية اتاح المجال لوقوع الخطأ.
واوضح انه يجب على العاملين في ادارة الأمن والسلامة طلب الهوية من جميع الطلبة اثناء دخولهم الكلية، وعدم التهاون مع من لا يحمل هوية الدخول، الا اذا كان يحمل جدوله الدراسي فمن خلاله يمكننا التأكد ان الطالب مقيد في الكلية.
ومن جهته، قال عبدالله العيدان ولي امر احدى الطالبات في الكلية ان هذا الحادث يشعرنا بالقلق والخوف عندما نترك بناتنا في الكلية لوحدهن، ونتمنى عدم تكرار ما حدث، والتدقيق على هويات الطلبة عند دخولهم للكلية.
وقال هذا يدل على قصور في الكلية ويجب على المسؤولين في الادارة الجامعية الحرص على عدم تكرار الحادث ومعاقبة من قام بالاعتداء على الطالبة عقابا شديدا ليكون عبرة لغيره.
بينما تساءل منسق عام قائمة الاتحاد الاسلامي الشرهان قائلا:
من المسؤول عن وقوع هذا الحادث المخالف للشرع وللقانون، فهل المسؤولية ملقاة على عاتق ادارة كلية الآداب ام على عمادة شؤون الطلبة، مستغربا من حدوث ذلك في ظل تواجد رجال الامن والسلامة في الكلية.
وأكد ان اعضاء قائمة الاتحاد الاسلامي يستنكرون ويعبرون عن امتعاضهم الشديد لانتهاك الامن الجامعي بمثل هذه التصرفات، مشددا على ضرورة تطبيق اللوائح والنظم وعدم السماح لاي شخص بدخول اي كلية في الجامعة الا بعد التدقيق على ثبوتياته الشخصية.
ومن جانبه، قال منسق قائمة الوسط الديموقراطي في كلية الاداب علي الصراف ان ما حدث يمس الطالبات، ويثير الخوف والرعب في نفوسهن من التجول والسير داخل الكلية لا سيما في الاماكن الخالية من المارة، داعيا إلى التدقيق على هويات الطلاب والطالبات للتأكد من انهم مقيدون في الكلية منعا لتكرار مثل هذه الافعال.
وحمّل الصراف الادارة الجامعية مسؤولية ما حصل، وألقى اللوم على حراس الكلية لعدم اطلاعهم على هويات الطلبة والسماح لاي شخص حتى لو كان من خارج الكلية بالدخول دون طلب بطاقته الشخصية.
وطالب الصراف بوضع آلية تنظم عملية دخول وخروج الطلاب والطالبات والزائرين للكلية لتفادي وقوع ما يسيء للصرح الاكاديمي.
اما منسق قائمة المستقلة في كلية الآداب حبيب الصفار فأوضح ان المسؤولية يتحملها جميع الأطراف، داعيا لتضافر الجهود والعمل على منع تكرار هذه الحادثة.
وتقول الطالبة أمل العنزي ان دخول احد الاشخاص لكلية الاداب في الاسبوع الماضي وعتدائه على احدى الطالبات ليس مدعاة، او سببا لفصل الطلاب عن الطالبات في الجامعة، فهذا الشخص ليس طالبا في الكلية علاوة على ان ما قام به لا ينطبق على بقية الشباب او الطلاب بل انه فعل شخصي قام به بمحض ارادته وهو من يتحمل عواقب فعلته.
واشارت إلى ان العديد من الشباب ممن لا يدرسون في الكلية يتواجدون فيها يوميا وبكثرة، مطالبة بالتدقيق على هويات جميع الاشخاص الذين يدخلون للكلية سواء كانوا طلبة ام لا وعدم السماح لمن ليس لديه شأن او عمل بالكلية بالدخول حفاظا على الطالبات.
وتؤيد الطالبة هديل الشمري رأي زميلتها امل العنزي، وقالت: يجب ايجاد آلية تنظم عملية الدخول والخروج في الكلية فهي الآن غير منتظمة وتسمح لغير الطلبة بالدخول، مبينة انه في نهاية الدوام الرسمي عند الساعة الرابعة تقريبا يكثر الشباب في الكلية ويعبثون بها ويفعلون ما يحلو لهم ويقومون بمعاكسة الطالبات.
بينما تقول الطالبة خلود الربيعان: ينتابني الشعور بالخوف والقلق من الجلوس لوحدي في الكلية إلى ساعات متأخرة من المساء تصل في بعض الاحيان إلى الرابعة وربما اكثر فالكارثة التي وقعت يوم الخميس الماضي ارست الشعور بعدم الاطمئنان في داخلي. ولفتت إلى ان عملية التدقيق على هويات الطلبة لم تسر وفق مستوى الطموح الذي نتمناه، فـ«الحارس» يدقق على بطاقة طالب واحد فقط من بين اربعة طلاب يدخلون، مشيرة إلى ان هذا الامر يؤثر على التحصيل العلمي لدى الطالبات، فهذا يشتت تركيزهن وانتباههن في الكلية.
وقالت احدى الطالبات التي فضلت عدم ذكر اسمها: نعاني في الكلية من سوء أخلاق الطلاب، فعلاوة على دخول غير الدارسين في الكلية نجد بعض الطلاب ينظرون للطالبة بصورة غير اخلاقية حتى ان بعضهم يعاكس الطالبات بكلمات لا تليق بالصرح التعليمي، مناشدة بتشكيل لجنة تعنى بمتابعة هذا الامر واطلاق حملة للحد من هذه الظاهرة وزادت: لا اشعر بالحرية في الجامعة واحس بأني مقيدة، وأعلم ان هذا الشعور يرجع لاخلاق الطلاب ولكن يجب على المسؤولين التحرك والبحث عن حل لهذه المشكلة.
وأكد الطالب عبدالعزيز الخالدي ان هناك قوانين صادرة لا تجيز دخول غير الطلبة للكليات، وخرق اللوائح وعدم الالتزام بها يدل على عدم اتزان شخصية المخالف ويدل كذلك على سوء اخلاقه.
اما الطالب يوسف الديحاني فرفض التواجد الامني في كليات الجامعة، مؤكدا «نحن اناس اكاديميون ونتمتع بقدر عال من الاحترام ولا نسيء لاحد او نحاول ذلك.
ومن جهتها، قالت الطالبة سميرة جواد من كلية العلوم الاجتماعية عندما علمت بهذه الحادثة اخبرت اهلي بما وقع، فنصحوني بسحب المادة الالزامية «مادة الفلسفة والمقرر دراستها في كلية الاداب واخذها في فصل آخر خوفا عليّ من تكرار الحادثة وهذا الامر ادى إلى تأخر تخرجي من كلية العلوم الاجتماعية وانا حزينة لما حصل».
بينما قالت الطالبة سارة محمد: هذه المشكلة نادرة الحدوث، ووقوعها مرة لا يدل على وقوعها مرة اخرى لان ادارة الكلية ستحرص على عدم حدوثها مرة اخرى، واوضحت انه لا يوجد داع للخوف ولا يوجد سبب يبعث القلق في نفوس الطالبات، داعيا إلى التدقيق على هويات الطلبة عند دخولهم للكلية لمنع تكرار هذا الحادث.
وذكرت الطالبة عائشة محمد ان هذه الحادثة لم تقع للمرة الاولى في الجامعة، بل حدثت في العام السابق في كلية الهندسة لعدم التدقيق على هويات وثبوتيات الذين يدخلون للكلية، ولقد تكرر هذا الامر في كلية الاداب للسبب نفسه ونتمنى عدم حدوثه مرة اخرى لان الطالبات في الكلية اصبحن يشعرن بالخوف عندما يبقين بمفردهن بالكلية، حتى بعضهن يخشين السير في الممرات الخالية بالكلية، كما يحرصن على السير وسط مجموعة تضم العديد من الطالبات لكي تستغيث الطالبة بصديقاتها لو حدثت لها مشكلة.