فسّر المدلولات الرمزية في المؤتمر الصحافي لمسرحية «عظم مشوي مقلي»
العابر: العماني جسّد دور الناعم وليس الجنس الثالث
1 يناير 1970
01:40 م
| متابعة- علاء محمود |
فور انتهاء عرض مسرحية «عظم مشوي مقلي» لفرقة مسرح الشباب، أعقبها مؤتمر صحافي للنقاش مع مؤلف ومخرج العمل عبدالله العابر الأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج حول مادار في مسرحيته.
المؤتمر أداره الزميل ياسر العيلة وحضره عدد من المعنيين والمتتبعين للأعمال المسرحية على رأسهم الأستاذ عبدالله عبدالرسول وعدد من أساتذة النقد المسرحي. بدأ المؤتمر بكلمة شكر وجهها العابر لإدارة المهرجان لإتاحتهم الفرصة لمسرح الشباب في المشاركة، كما شكر الهيئة العامة للشباب والرياضة متمثلة في الأستاذ عبدالله عبدالرسول، وشكر كذلك المعهد العالي للفنون المسرحية لأنه استعان بمسرحه لأداء البروفات اليومية وكذلك استعان ببعض من طلبته في مسرحيته، وشكر أيضاً فرقة الجيل الواعي ومسرح الخليج العربي على تعاونهما معه، وختام شكره وجهه إلى كل الأساتذة والنقاد الذين زاروه أثناء البروفات.
بعد ذلك فتح الباب على مصراعيه للزملاء الصحافيين في اللجنة الإعلامية لطرح الأسئلة التي تجول في خاطرهم حول ما دار من أحداث مبهمة في المسرحية، أو أخطاء لمسوها من خلال متابعتهم للعرض المسرحي.
أول الأسئلة التي طرحت عليه كانت عن سبب إسقاطه للمرأة وجعلها مثل الكلبة في المسرحية مع أن الإسقاطات كانت واضحة، فأوضح العابر أنه لم يقصد بذلك المرأة العادية لأنها قد تكون أخته أو أمه، وقال بما أنه توجد فئة سيئة من الرجال فثمة نساء سيئات أيضاً.
أما السؤال الثاني الذي طرح عليه فكان عن كيفية جمعه بين التأليف والإخراج في آنٍ واحد وكيف استطاع الفصل بينهما، وكذلك عن سبب وجود امرأة واحدة فقط في العرض مقابل تقريباً ستة رجال فأجاب بأن المسرحية في البداية كانت مجرد فكرة في باله، وتمخضت في مخيلته إلى أن تبلورت إلى نص يصلح لأن يكون عملاً مسرحياً متكاملاً، وأضاف العابر أن هذا العمل يعتبر من الورش العملية لتدريب المواهب وتنمية القدرات واقتنص الفرصة لتوجيه الشكر إلى عبد العزيز صفر وفهد الفلاح لمساعدتهما في إنجاح هذه الورشة.
والسؤال الثالث الذي وجه له كان عن سبب وجود المصور أو الصحافي الجالس على الدرج منذ بداية المسرحية، فتم سؤاله إن كان يحاول بذلك أن يهمش الشخصية في بداية المسرحية أم أن ثمة أهدافاً أخرى فأجاب العابر أن المصور هو الشخصية الأساسية التي كانت في المسرحية، إلا أن الممثلين كانوا لا يرجون منه سوى أخذ الصور وهو قام بتلك المهمة مرغماً إلى أن ثار على الواقع في الختام وذرّ الصور في الهواء ما دفع الآخرين للاقتداء به.
وفي سؤالٍ عن معالجة الإشكالية التي تطرحها المسرحية على لسان الكلاب وليس البشر فبرر العابر ذلك أنه ثمة أوقات تكون الرسالة رمزية فقط، والرمزية هي بأن يكون أوضح ما يكون عليه الإنسان. أما إجابته عن السؤال الذي طرح عليه حول تنقل الممثل حمد الأشكناني من حالة السكران إلى الإنسان الصاحي الواعي فكانت متبلورة في أن حمد قال في أحد المشاهد ان من أوصله إلى حالة السُكر هو الكلب الكبير القائد المسيطر على الجميع، ولكنه تغير رأيه وصحا عندما شرب فنجاناً من القهوة.
وفي السؤال الذي طرح حول اختياره للديكور الذي تمثل في الستائر فأجاب بأن الديكور كان عبارة عن تعبير لمكتبة، وكل الستائر المطوية ما هي إلا انعكاس لما نسمعه من الأمس ونعايشه اليوم.
العابر كان مرناً جداً في إجاباته عن كل الأسئلة التي تطرح عليه، إذ أجاب أيضاً برحابة صدر عن سبب إطالة العرض وكذلك عن سبب اختياره لهذا الاسم بالذات للمسرحية، موضحا أنه قد تم ترشيح أكثر من خمسة أسماء للمسرحية، ولكن بعد التدقيق في تفاصيل النص تبين بأن اسم «عظم مشوي مقلي» هو الأنسب للمسرحية، أما بخصوص إطالة النص فقال إن السبب يرجع لأن كل شخصية تطلبت وقتاً لكي تسطيع إيصال هدفها. وفي السؤال الذي طرح على العابر عن سبب اختياره للكلاب بالذات وجعلها ملتصقة بالخيانة وإعطاءها الحق في تسجيد وإيصال ما كان يقصده، إذ انه من المتعارف أن الكلاب معروف عنها الوفاء أصلاً لأصحابها، ولكن في المشهد الأخير من العرض ظهر الممثل حمد العماني بدور الأعمى ومعه الممثل نصار النصار الذي جسد دور الكلب إذ قال له العماني «لقد تخليت عني بعد عشرة العمر ولكنك ستبقى كلباً صغيراً»، أجاب بأن كلمة الخيانة لم تنطق أصلاً بالعرض، والأعمى الذي كان لم يقصد به أعمى البصيرة كما تراءى للبعض.
آخر الأسئلة التي طرحت على العابر كانت عن سبب إدخاله لشخصية الجنس الثالث في النص وإعطائه سبباً لاعتلاء خشبة المسرح مع أن هنالك قراراً يمنع أي ممثل من أداء أدوار التشبه بالنساء فأجاب بأن حمد العماني لم يجسد دور الجنس الثالث إنما شخصيته كانت الشخص الناعم وهي شخصية سلبية وموجودة بكثرة في مجتمعنا ولهذا سلطت الضوء عليها.
دردشة على هامش المؤتمر
في حديث خاص لـ «الراي» مع مخرج ومؤلف العمل عبدالله العابر عن سبب إدخاله لبعض «القفشات» باللهجة المحلية في نصه المكتوب أساساً باللغة العربية الفصحى، أوضح أن ذلك كان ضرورياً جداً لكي يستطيع إيصال فكرة محددة وهي أن ما يتكلم عنه من مشاكل هو حاصل وبكثرة في المجتمع الكويتي بالذات والخليجي بشكل عام.