نص / خيانة مزدوجة

1 يناير 1970 05:08 م
| مروة البحراني |
أحبني رجل... وانحرف مؤشر قلبي نحو قلب صديق مقرب له!
ومن أحببته... تحبه امرأة غيري... اسميها مجازاً زميلة
معادلة معقدة، تمردنا عليها لنشحن قلوبنا ببطاقة حبنا...
ألقينا عليهم لعنة العذاب ودفنا الترياق في جزيرة... لم تكتشف
ورغم تمردنا بقيت تفصل بيننا حلقة مفقودة... نائمة داخل بطن الحوت
حوت... العادات والتقاليد البالية
أعلنوا الحب حراما... منعوه... بعد أن كان ربي قد حلله
لم يسبق أبدا أن أحببت أو جربت لسع نحل الحب
حبه كان بداية ظهور دولة الحب في كوكب قلبي
كان أول من استعمر صحراء قلبي ونصب فوقها خيم عشقه وشوقه
ببساطة لقد أحببته أو أكون قد عشقته
بل انصهرت مع حرارة أنفاس صدره
منعوا المخدرات ووضعوا سناً قانونيا لشراء الدخان
استغرب لمَ لمْ يحظروه هو!
فلقد أدمنته أنا
أدمنت صوته الذي لم يطرب الى الآن سمعي
أدمنت غيرته الملتهبة التي تشعلها شرارة ابتسامتي
مازلت مدمنة عليه رغم أني قد أقلعته
مازال حبه يغذي قلبي بالدماء ليحفظ انتعاشه وينظم نبضه
لم يعرف أبدا أني اقتلعت قلبي وقطعت جذور شرايني، وسحقت أوردتي... قتلت نبضه
فقط كي أسكنه هو مكان عرش قلبي في قصر جسدي... ليكون قلبي رئيس خدامه، ودماغي من كبير مستشاريه
مثلت كثيرا دور صعبة المنال!
استصعبت عليه لمس القمر... ففعل
انتقلت الى منزلة النجوم
تحديته بأن يطولها سحره
فأذابها بغمزة
نزلت في فندق الشمس... تحرقه لهيبها
جمد الشمس وأحالها مدينة للتزلج تبعث الدفء والضوء!
استعرض مهاراته في التزلج واستخدم قلبي مزلاجا
أخبرته أني قررت المهاجرة الى آخر الكواكب
استخدم جبروته لطرد بلوتو من مجلس الكواكب المتحدة ليبقيني بجانبه
اصبحت تائهة في فضاء الكون
كوني الذي سيطر عليه بمدارات حبه
تداولوا كثيرا مقولة ان الحب للجميع
وان الحب لا تحده حدود
وان أول مادة في دستور الحب، أن الحب لا يعترف بدين ولا بجنس ولا بلون ولا جنسية ولا... عمر
سخرت كثيرا من مسألة العمر فهو أكبر حاجز يمنع المحبين من اللقيا
اتضح لي أن جواد حبيبي قفز قفزة جداً عالية، فوق هذا الحاجز، دون أن يحرك ذرة هواء واحدة من ذرات الهواء المجاورة
بالمقابل حرك صفائح قلبي... فزلزله
أحدث زلزالا لو رصده مقياس ريختر... لفجره
كيف الى الآن لم ينفجر قلبي... رغم اندفاع براكين الهوى فيه
مازال يحبني... أو كان مايزال...
أحدثت ثقوبا كثيرة في طبقة أوزون مشاعر قلبه
لم يكترث...
ازدادت ظاهرة الانحباس الحراري في قلبه
لم اكترث...
فقدته بغبائي...
لم يفهم أن الحماقة جين من جينات جنس النساء
دفعته بعيدا عني... مازلت أحبه... مازال يحبني
لم أفهم... ولم يفهم
بصمت... تقبلنا الواقع
أو يكون صمته صدمة من الواقع...
وصمتي ما هو الا محاولة لفهم مفهوم السذاجة
حين تحب شخص... وترفضه
مفهوم أن
تخون حبا أحبك... فدسته ماشيا
وتخون حبا تلذذت فيه... لتوصد أبوابا عملاقة أمامه
خيانة مزدوجة!


* جامعة مانشستر - طب الاسنان