ازدادت فرصته للتأهل إلى نهائيات أمم آسيا لكرة القدم في الدوحة

مولد جديد لـ «الأزرق» بعد... «كانبيرا»

1 يناير 1970 08:17 ص
| كتب مصطفى جمعة |
هل فوز منتخب الكويت على مضيفه استراليا بهدف نظيف في الجولة الثانية له في المجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة لنهائيات امم اسيا لكرة القدم كان ضربة حظ، او تدرج طبيعي للحالة الجيدة التي وصل اليها «الازرق» بعدما ابلى بلاء حسنا في «خليجي 19» التي شارك فيها باقل استعداد؟ وهل سوف يستمر على هذا الاداء المتفوق الذي انتزع به نصرا غاليا وعزيزا من المنتخب الاسترالي، الذي كان رهان البعض من انضمامه إلى الاسرة الكروية الاسيوية الارتقاء بمستوى التنافس والمنافسة في قارة المليارات والتي تعد من اضعف قارات الكرة الارضية في مستوى الاداء والاقل في انتاج المواهب، والاضعف في منافسات مسابقاته المحلية، لكون استراليا الاكثر انفتاحا على الكرة العالمية المتفوقة ولاعبيها يحسبون من المدرسة الاحترافية العالمية ولذلك لاعجب انهم كانوا متناثرين كالنجوم البراقة في صفوف بعض الاندية العالمية الكبرى، ام ستعود «ريما إلى عادتها القديمة» ويرجع «الازرق» إلى «مقالبه السخيفة»، من مستوى اداء متواضع مقطوع الانفس، ونتائج متراجعة تقلب المواجع وتعيد الآلام.
اسئلة كثيرة فرضها الاداء المتميز الذي كان نتاجه هذا الفوز المدوي والكبير الذي حققه الازرق بعيدا عن ارضه وغريبا على غيره في قارة استراليا، والاجابة عن هذه التساؤلات لاتحتاج الرجوع إلى الماضي بقدر ما تحتاج إلى النظر إلى الحاضر والمستقبل بعيون يملؤها الامل، لان ما حدث شيء فاق الوصف ولم يكن يتوقعه اشد المتفائلين، لكن المجمل العام ان الازرق فاز في « موقعة كانبيرا « بجدارة واستحقاق بعدما تفوق على «الكنغر الاسترالي» وضربه برأس من حديد لرجل المباراة الاول مساعد ندا ضربة افقدته توازنه وشلت افكاره، وحوله من ان يلعب بالفعل لكونه صاحب الارض ومعززا بكثافة جماهيرية كانت تملأ جنبات مدرجات الاستاد الذي شهد المباراة إلى ان يلعب برد الفعل بعدما فرض الازرق اسلوبه وباغته بخطة عنوانها الابرز «خير دفاع الهجوم»، وعلى هذا الاساس يجب ان نبني، واقعا متفوقا خلقه اداء متميز ونهج استثمر قدرات كانت قبل هذا الفوز الكبير اسماء في صفوف تنتظر الفرج إلى ارقام براقة تحتل الصورة وتخطف القلوب والابصار وتحولت إلى عناوين بارزة في صدر صفحات الصحف وفي مقدمة نشرات الاخبار لوسائل الاعلام المحلية والاقليمية والقارية والعالمية.
واحقاقا للحق ان ابرز الاشياء التي ادت لتفوق مدرب الازرق الجديد الصربي غوران توفاريتش في المهمة الرسمية الاولى بعد توليه منصبه خلفا للمدرب الوطني محمد ابراهيم بعد المشاركة في دورة كاس الخليج التاسعة عشرة في مسقط، علما بانه كان مساعدا لابراهيم في الدورة قبل ان تتعاقد معه اللجنة الانتقالية المكلفة اداة شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم لمدة عام بعد انتهاء فترة اعارة ابراهيم من القادسية التي استمرت شهرين، انه بنى على ماسبق، واضاف على ما هو موجود ومزج القديم لابراهيم مع جديده في توليفة، هي التي كتبت شهادة الميلاد الثالث لمنتخب الكويت، بعد جيل العمالقة، و«ازرق» ما بعد التحرير، و«كويت موقعة كانبيرا»، لقد ادخل غوران تغييرات كبيرة على تشكيلة المنتخب الذي لعب في خليجي «19» على ضوء مذاكرته الجيدة للمنافس الاسترالي حيث عرف كل التفاصيل الصغيرة عن طريقة لعبه، حيث دفع بفهد عوض العائد مجدداً الى صفوف المنتخب الى خط الدفاع في مركز الظهير الايسر واستغل قدرات مساعد ندا وأضافه إلى حسين فاضل بشغل مركز قلب الدفاع وترك يعقوب الطاهر في الناحية اليمني، وغير هوية وسط الملعب من خلال الدفع بالثنائي فهد الانصاري وطلال عامر بعد تألقهما في المباريات الودية الماضية على حساب طلال نايف وصالح الشيخ اللذين شاركا باستمرار مع محمد ابراهيم في «خليجي 19» وضم معهم جراح العتيقي الى الوسط للاستفادة من خبراته وكلف وليد علي بالقيام بدور حلقة الوصل بين الوسط والهجوم. وركز غوران على التأمين الدفاعي في وسط الملعب واحكام الرقابة على مفاتيح لعب المنتخب الاسترالي وراهن على سلاح المرتدات من خلال الاعتماد على انطلاقات بدر المطوع ووليد.
وفرض «الازرق» بهذا النهج والعناصر افضليته على المباراة واستحق الفوز وكان بامكانه الخروج بنتيجة عريضة لو استغل الفرص التي سنحت لمهاجميه بدر المطوع الذي ارهق الدفاع الاسترالي، وخالد خلف بعد ان دخل بديلا لحمد العنزي خلال الشوط الثاني وحرمه اسفل القائم من فرصة اضافة الهدف الثاني (79). بعدما فاجأ «الازرق» نظيره الاسترالي بالضغط عليه في ربع الساعة الاولى من الشوط الاول واتخاذه الهجوم وسيلة وتسديدات طلال العامر من خارج منطقة المرمى.
وتوج هذا الجهد الهدف الذي اقتنصه مساعد ندا هدف المباراة الوحيد اثر تسديدة رأسية من كرة ثابتة لعبها بدر المطوع في الدقيقة الـ36. وتابع «الازرق» اداءه الجميل في الشوط الثاني وسنحت له عدة فرص للتسجيل خصوصا الاختراق الجميل لمهاجمه بدر المطوع الذي تخلص من اكثر من لاعب قبل أن يسددها فوق المرمى وكذلك البديل خالد خلف الذي سدد كرة داخل المنطقة ارتدت من القائم «مافي احد احسن من احد».

الغنيم يطالب اللاعبين
بالاستمرار على نفس المستوى


 كانبيرا - من سطام السهلي موفد جمعية الصحافيين

أقام سفير الكويت في أستراليا جمال الغنيم حفل عشاء عقب فوز «الأزرق» على استراليا حيث ألقى الغنيم كلمة مرحبا فيها بالشيخ أحمد الفهد والوفد المرافق له ومنتخب الكويت وتمنى ان يكونوا قد استمتعوا بالعاصمة الأسترالية كانبيرا وبارك لهم الفوز الغالي على المنتخب الأسترالي مؤكدا ان هذا ليس غريبا على أبناء الكويت ان يرفعوا علم واسم الكويت عاليا في المحافل الدولية.
وتعذر من الوفد نيابة عنه وعن أعضاء السفارة الكويتية في حالة وجود أي تقصير من قبلهم، كما طالب الغنيم اللاعبين بالاستمرار على هذا المستوى الطيب الذي جعل استراليا جميعها تتحدث عن روح اللاعبين
ثم ألقى رئيس اللجنة الانتقالية الشيخ احمد الفهد كلمة شكر فيها سفارة دولة الكويت هنا على هذا المجهود الطيب الذي بذلوه في سبيل توفير كل سبل الراحة للوفد وشكر أيضا سفيرنا جمال الغنيم على المجهود الطيب.
وقال الفهد للاعبين: كفيتو ووفيتوا يا رجال الأزرق أثبتم أنكم رجال على قدرالمسئولية وطالبهم بالاستمرار على هذا العطاء.
واختتم الحفل بتبادل الدروع بين الشيخ احمد الفهد والسفير جمال الغنيم وقام عضو اللجنة الانتقالية نواف جديد بإهداء السفارة الكويتية فانيلة المنتخب عليها توقيع لاعبي المنتخب جميعهم.
وكان الوفد عاد الى البلاد امس.