استطلاع / أكدوا لـ «الراي» خشيتهم من تعرض أبنائهم لـ «التحرش الجنسي»

أهالي ضاحية جابر العلي بعد حادثة «روضة السندس»: مدارس «التربية»... شر لابد منه!

1 يناير 1970 09:15 ص
| كتب نواف الميع |
لم يكن ما حدث أخيراً في روضة السندس بضاحية جابر العلي سوى حلقة من مسلسل اهمال طويل يضرب بجذوره في المدارس الحكومية على ما يقول أهالي المنطقة... فنجاح مراهق في دخول الروضة والتجول في عدد من فصولها وهو «عار» آتيا بأفعال مشينة أصابت المعلمات والطالبات بالرعب، نتيجة طبيعية لغياب الأمن عن المدارس، ودليل على عجز وزارة التربية عن التعامل مع تلك الظاهرة على الرغم من تكرارها بأشكال مختلفة وصلت الى حد الاعتداء الجنسي على أطفال مدرسة في «العارضية».
مشروع كاميرا المراقبة الذي بشرت به وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح لم يُنفذ بعد رغم تأكيد اهميته وربما تعثر ودخل في غياهب الروتين والنسيان، ودخل معه الطلبة والمعلمات وأولياء الأمور الى دائرة الخوف والاندهاش والجزع.
هذا هو رأي بعض أهالي ضاحية جابر العلي الذين التقتهم «الراي» والذين أبدوا استغرابهم لما حدث، غير مصدقين انه لا توجد اجراءات أمن كافية لحماية أبنائهم، محملين «التربية» مسؤولية الاهمال والخطأ الجسيم، مبدين خشيتهم على أولادهم، واصفين «التربية» بـ «وزارة الرعب»، متحسرين على الأمن والامان الذي كانت تنعم به البلاد، مطالبين «التربية» ونواب «الأمة» سرعة التحرك لمنع تكرار ما حدث، واتخاذ اجراءات رادعة بحق المقصرين، واجراءات اخرى تضمن حماية أبنائهم. وشددوا على أهمية الاسراع للحد من هذه التجاوزات وعدم ترك أبواب وأسوار المدارس من دون حماية كافية، مطالبين بعودة المدارس، كما كانت - ملاذاً آمناً-، لافتين الى انهم يفكرون في نقل أولادهم الى مدارس خاصة خشية تعرضهم الى مواقف مشابهة... وهنا التفاصيل:

في البداية قال فهد النويعم ما يحصل في مدارسنا أصبح شيئاً غريباً خصوصاً واننا في دولة تعودنا فيها على الأمن والامان، ولم نتعود على ما يحدث الآن، وآخر الاحداث هي اقتحام شاب روضة السندس، ولم يأبه بأحد، وما سمعناه أن الحارس لم يكن موجوداً، بل ان هذا الشخص دخل الى الصفوف وأخذ يصول ويجول، وعندما صرخت احدى المعلمات استجاب الحارس الذي لم يكن عند الباب، والا كيف دخل الى الروضة ولم يردعه أحد فهل يعقل هذا؟
ويضيف النويعم «عندما سمعنا هذا الخبر لم نستنكر بسبب الاحداث الكثيرة التي تعودنا عليها في مدارسنا، ونحن كان يضرب بنا المثل في الامن والامان، أما الآن فأصبحت مدارسنا مكاناً لممارسة كل انواع الممارسات التي تخدش الحياء، وآخرها ما فعلته العمالة الآسيوية بسبب اهمال من وزارة التربية».
نراه في الأفلام
أما طلال الفحيط فقال «ما حدث في روضة السندس لا نراه سوى في الافلام، ولا أريد ان أبالغ واقول الافلام الخيالية، فما معنى ان يتجرأ شخص ويدخل الى مدرسة يوجد بها طلاب وطالبات ومعلمات، ولم يهب أحداً، بل وصلت به الجرأة ان يدخل اكثر من فصل ولم يوقفه احد، حتى علت صرخات المعلمات فهرب من سور المدرسة الى جهة غير معلومة، هل أصبح السلاح هو صرخات المعلمات، فالمعلمات بناتنا ونحن نخاف عليهن، للاسف المدارس الحكومية اصبحت غير مرغوب فيها».
ويضيف الفحيط «أصبحت أخاف على أبنائي من المدرسة ولكنها اصبحت (شرا لابد منه) بدل أن تكون مدارسنا الملاذ الآمن لابنائنا اصبحنا نخاف عليهم منها، وذلك بسبب اهمال وزارة التربية، وعدم اتخاذ قرارات تحد من هذه الحوادث التي باتت تؤرق كثيراً من المواطنين، لا سيما وانها تختص بوزارة التربية التي نؤمن ابناءنا فيها ونعلمهم معنى الاخلاق والقيادة في المحافل، فأصبحت هماً على قلوبنا بل ان أطفالنا كرهوا الذهاب الى المدرسة بسبب ما يسمعونه ويرونه أكثر من أولياء أمورهم».
الحيطة والحذر
ومن جهته، أعرب فايز الصعفاك عن اسفه الشديد الى ما آلت اليه الأوضاع في وزارة التربية حيث قال «تكلمنا كثيراً وحذرنا من وقوع مثل هذه الحوادث التي لم نتعود عليها في الكويت، ولكن وزارة التربية تسير من تردٍ الى تردٍ ومن حادثة الى حادثة، ومع بداية الحوادث كان يجب على وزارة التربية أخذ الحيطة والحذر من تكرارها ولكنها أبت الا ان تتجاهلها وتمر مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن».
وعن حادثة روضة السندس قال: ما حصل لا يعبر عنه الكلام فدخول شخص مجهول الى الروضة ولا أحد يردعه فتلك بحد ذاتها مصيبة متسائلاً: أين الدور الأمني في المدارس؟ أين دور الحارس ام انه صورة فقط؟ ولا ننسى دور نواب مجلس الأمة الذين هم يمثلون الشعب أين هم من هذه الحوادث؟ يجب عليهم تشريع قوانين تحمي أبناءنا الطلبة واخواتنا المعلمات.
وطالب الصعفاك وزيرة التربية بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من هذه الحوادث التي اصبحت متكررة وعدم التهاون بها حتى لا تقع حوادث أكبر منها ولا تستطيع بعدها تدارك الموقف مطالبا بوضع كاميرات في المدارس وتكثيف الدور الأمني فيها!
ضعف القرار
أما مبارك الحميدي فقال «الاحداث الكثيرة التي وقعت في وزارة التربية تدل على ضعف القرار وعدم المبالاة، وترك الوزارة تمشي على البركة، نحن لدينا أبناء نخاف عليهم وهم شباب أي مستقبل البلد التي اعطتنا من خيرها كثيرا، ولكن ليس مقبولا ان نترك أبناءنا تحت رحمة وزارة التربية التي لا تريد ان تحد من كثرة الحوادث التي وقعت كثيرا في الاونة الاخيرة، فحادثة روضة السندس تدل على تقاعس وزارة التربية، هل يعقل ان يقتحم شخص روضة بها أمن ولا يوقفه أحد، وعلى حسب الكلام الذي وصلنا انه كان في ملابس غير محتشمة، ودخل ثم خرج عندما «طمر» السور ولم يستطع أحد الامساك به».
وأضاف الحميدي: «نحن لا نريد ان نصل الى مرحلة لا نستطيع فيها ان نذهب بابنائنا الى المدرسة او ان ندخلهم المدارس الخاصة، هذا حق من حقوقنا كمواطنين فيجب على وزارة التربية احترام هذا الحق والحد من هذه الكوارث التي اصبحت شبه يومية بسبب كثرة الاهمال الذي نراه في المدارس».
اهمال كبير
وتساءل حمود العازمي «الى متى هذا الاهمال؟ هل ننتظر حتى يقتحم شخص آخر مدرسة بنات او المعاهد، هل وصل الاستهتار بابنائنا ان يتركوا هكذا ولا نجد جزاء لمن يفعل الأشياء المشينة بهم، ما حدث في روضة السندس يجعلنا نعيد حساباتنا في ان نترك ابناءنا في عهدة وزارة التربية التي استمرأت الاهمال وكأنه منهج يدرس في مدارسنا، ويجب على وزارة التربية الحد من هذه الظاهرة حتى لا تزيد على حدها ولا تستطيع الوزارة السيطرة عليها».
ويضيف العازمي «ليس بمقدور كثير من الناس ان يدخل ابناءه مدارس خاصة بعد المشاكل التي حصلت في المدارس الحكومية، فلذلك نجد التذمر الكبير من أولياء الامور حيث سيطر الهلع عليهم بسبب ما يحدث بالمدارس وغياب الدور الأمني الواضح وغياب كاميرات الامن، مطالبا الوزارة تطبيق قرارات صارمة بحق كل شخص لا يحترم المكان الذي يعلم أبناءنا.
خوف وهلع
وقال علي الحميدي «أصبحنا نرى الربكة والخوف على محيا أولياء الأمور بسبب ما حدث في الروضة بعد ان تجرأ شخص ودخل على المعلمات وفعل أفعالا مشينة بحقهن، ما دب الرعب في قلوبهن وقلوب الطلبة، حتى ان بعضهم كره الروضة وأصبح يخاف منها بعد ان كانت لتعليم الاطفال أصبحت ملهى لمن أراد اللعب، لا نعلم لماذا تُصرف أموال طائلة على الحراسة وغيرها ان لم يكن الحراس قادرين على حماية المدارس، وهذا يدل على تخبط وزارة التربية في القرارات.
وأضاف الحميدي «راودتني فكرة ان اخرج أبنائي من المدارس الحكومية وادخالهم مدارس خاصة حتى اطمئن عليهم وابعدهم عن شبح الحوادث في مدارسنا الحكومية، نحن رضينا بمستوى التعليم والمدارس المتهالكة، ولكن أن يصل الامر الى الاهمال في هذه الصورة فلن نسكت على ذلك ولن ننتظر حتى نفقد ابناءنا او تصيبهم مأساة نفسية بسبب كثرة الحوادث التي نراها كثيرا.
اجراءات رادعة
وأوضح عبدالعزيز الدريويش ان وزارة التربية أصبحت شغلنا الشاغل، فبتنا نخاف على ابنائنا منها، وكأنها وزارة الرعب. وقال: الاحداث الكثيرة التي شاهدناها جعلتنا ننظر الى مستقبل أبنائنا بخوف وترقب من المحظور فاقتحام روضة السندس زاد خوفنا وأربكنا كثيرا، وأصبحنا نخاف ان نذهب بابنائنا للمدرسة او الروضة من ان يكونوا ضحايا اهمال وزارة التربية المستمر، ولا نعلم سببا لهذا الاهمال الذي أصبح ضمن مناهج وزارة التربية.
ويضيف الدريويش «نحن لا نطلب المستحيل نريد فقط الاهتمام ووضع قرارات صارمة لمن يتجرأ على فعل يمس أبناءنا بسوء حتى يكون عبرة لغيره، ولكل من تسول له نفسه العبث في أمن المدارس والطلبة، كما نطالب بوضع كاميرات مراقبة على جميع مداخل المدرسة لمعرفة المتسبب في الاهمال الذي يحصل في معظم المدارس الحكومية.
حلول وعقوبات
وبصوت تملأه الحسرة قال صلاح العازمي: «هل يعقل ان نصل الى هذا المستوى من الاهمال في وزارة التربية التي يتأسس منها الطالب ويرفع اسم الكويت عاليا بالشهادة والعلم، واصفا ما حدث في روضة السندس بأنه شيء مؤسف جدا أوضح لنا مدى الاهمال الذي تقع فيه وزارة التربية دائما، فلم تكتف بما حدث من قبل بل انها اصبحت أكثر اهمالا من ذي قبل وكأن شيئا لم يكن».
وطالب العازمي وزارة التربية بوقفة صادقة لما حدث في روضة السندس، ووضع حلول وعقوبات تحد من هذه الظاهرة التي لم نتعود عليها في مجتمعاتنا، مطالبا بعقوبة صارمة حتى لا يتجرأ أحد ويفعل ما يريد بلا رقيب ولا حسيب، وقال: يجب على وزارة التربية ان تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الاستهتار بأرواح أطفالنا أو معلماتنا.