أعلن تضامن طهران مع البشير

لاريجاني: قرار محكمة لاهاي ضد الرئيس السوداني يرمي إلى استفزاز الدول الداعمة للمقاومة الفلسطينية

1 يناير 1970 07:44 ص
| طهران - من أحمد أمين |
توجه رئيس مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان)علي لاريجاني امس، الى الخرطوم بهدف الاعلان عن تضامن بلاده مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة تقضي باعتقاله ومحاكمته. وقال لاريجاني ان زيارته تأتي بهدف «اعلان دعم ايران للسودان في مواجهة الموقف التعسفي للقوى الكبرى».
واعتبر رئيس البرلمان قرار المحكمة بانه «غير مسبوق ويفتقر من الناحية القانونية لأي تفسير منطقي، وهو ينطوي على اهداف سياسية ترمي الى استفزاز الدول الداعمة للمقاومة الفلسطينية».
ورافق لاريجاني رئيس البرلمان السوداني ابراهيم الطاهر، الذي شارك في مؤتمر دعم فلسطين الذي عقد في طهران يومي الاربعاء والخميس، الى جانب عدد من اعضاء مجلس الشورى الاسلامي.
ومن المقر ان يجري لاريجاني خلال الزيارة محادثات مع البشير تتناول القضايا الاقليمية والدولية والمذكرة الصادرة ضده.
وشدد رئيس البرلمان على «ان مؤتمر طهران لدعم فلسطين قرر تشكيل وفد من الدول المشاركة ليحمل وجهة نظر المؤتمر الى السودان».
وتابع لاريجاني: «من الضروري ان نقف الى جانب السودان في هذه المواجهة غير العادلة، حيث تريد بعض الدول الكبرى استغلال المنظمات الدولية لفرض املاءاتها، ونبين ان المنطقة لا تتحمل مثل هذه المغامرات».
وفي صلاة الجمعة في العاصمة طهران، اكد خطيب الصلاة عضو مجلس خبراء القيادة احمد خاتمي «ان جريمة السودان من وجهة نظر المحكمة الدولية، هي ان هذا البلد وقف في وجه اطماع القوى الاستكبارية، كما انه يسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية».
خاتمي الذي يعد احد ابرز رجال الدين في تيار اليمين المتشدد ولاتربطه صلة قرابة بالرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، انتقد في جانب آخر من خطبته، «تعامل السلطات السعودية مع الحجاج الشيعة»، داعيا وزارة الخارجية الى متابعة هذه القضية.
من جانبه، دان الناطق باسم الخارجية حسن قشقاوي مذكرة اعتقال البشير، وقال «ان مذكرة الاعتقال هي انتهاك للسلطة، وكسر لحصانة رجال الدولة، وانتهاك بشع غير مقبول للمجتمع الدولي».
على صعيد آخر، اكد وزير الخارجية منوجهر متكي في ختام مؤتمر طهران الدولي لدعم فلسطين «أن الشرق الاوسط دخل مرحلة سياسية جديدة بسبب نجاح المقاومة وصمودها، في افشال المخططات الصهيونية». واضاف «ان الشعب الفلسطيني احبط بصموده مخططات الكيان الصهيوني، لانه اكد ان المقاومة خياره الوحيد». كما لفت الى ان طهران ستمضي قدما في «دعم الحوار الفلسطيني ووحدة شعب فلسطين».
واختتمت في طهران مساء اول من أمس، اعمال المؤتمر الدولي الرابع لدعم فلسطين باصدار بيان ختامي يدعو لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره واقامة دولته على ارضه. كما أكد حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتنازل لعودة اللاجئين الى وطنهم المحتل، وضرورة اجراء استفتاء عام يشارك فيه الفلسطينيون نظرا لاخفاق جميع المبادرات الاقليمية والدولية لحل القضية الفلسطينية.
واوضح البيان «ان الكيان الصهيوني العنصري هو العدو الرئيسي للأمة الاسلامية، وعلى هذه الامة اعداد استراتيجياتها على هذا الاساس لمواجهة أساليب الخداع التي يحاول عبرها هذا الكيان خلق أعداء آخرين للامة الاسلامية لشغلها عن عدوها الاساسي».
وندد البيان «بدعم اميركا المستمر للكيان الصهيوني وجرائمه العلنية، واعلان الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما تعهده بضمان أمن اسرائيل من دون اي قيد أو شرط، والدفاع عن ارهاب الدولة والغطرسة وجرائم الابادة التي طالت المئات من الأطفال والنساء الفلسطينيين».
كما طالب البيان المجتمع الدولي بالعمل في شكل فوري لانهاء الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وفتح الطرق الجوية والبرية والبحرية للقطاع، كما طالب جامعة الدول العربية بالنهوض بمسؤولياتها لتنفيذ قراراتها في شأن انهاء الحصار على غزة وفتح المعابر، لاسيما مطالبة مصر بفتح معبر رفح.
وأكد البيان «دعمه للجهود الرامية لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني واعادة اعمار غزة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية على أساس توافقات الفلسطينيين».
ودعا البيان جميع الحكومات والشعوب الاسلامية والحرة في العالم الى مقاطعة البضائع والشركات الصهيونية وقطع كل أنواع العلاقات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والاعلامية مع الكيان الصهيوني، دعما للشعب الفلسطيني.
واطلق البيان على يوم «يوم النكبة» اسم «يوم العودة العالمي»، كما تضمن البيان تأسيس «صندوق شعبي» لاعادة اعمار غزة، داعيا جميع الدول الى المساهمة المالية في هذا الصندوق. على صعيد آخر، حض الرئيس محمود احمدي نجاد نظيره الاميركي من دون ان يسمه، الى التحلي بأخلاق الانبياء، وقال في كلمة امام اهالي مدينة ارومية (غرب) «على اولئك الذين يتشدقون باجراء تغيير في سياساتهم، التخلي عن نهج العدوان والغطرسة والتحلي بأخلاق الانبياء». وفي ظل ارتفاع عقيرة المواطنين بشعار الموت لاميركا، قال احمدي نجاد «ان المشاكل التي يواجهها العالم في الوقت الحاضر، تعود الى الابتعاد عن اخلاق الانبياء والظلم وعدم احترام الشعوب». ورأى أن «الالتزام بأخلاق الانبياء يؤدي الى الاخوة والمحبة وحل المشاكل».
الى ذلك اقيمت في طهران مراسم اطلاق اسم «الشهيد عماد مغنية» على شارع «بهاران» المجاور لشارع «الشهيد خالد الاسلامبولي» في قلب العاصمة. وجرت المراسم بحضور عائلة القائد العسكري في «حزب الله» الذي اغتيل في دمشق في 12 فبراير2008، كما شارك في المراسم بعض اعضاء مجلس بلدية بيروت ورئيس مجلس بلدية طهران مهدي جمران ومسؤولين محليين آخرين. وقام جمران بتسليم درع تذكارية لوالدي مغنية.