د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / الحريتي... وما أدراك ما الحريتي!

1 يناير 1970 03:38 م
معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير العدل المستشار حسين الحريتي تجمعت فيه خبرات قلما تتجمع في إنسان، فهو مواطن بالدرجة الأولى؛ تدرج في السلطة القضائية حتى وصل إلى درجة مستشار، ودخل إلى دهاليز السياسة من خلال انتخابات مجلس الأمة ممثلاً للشعب، فأصبح عضواً في السلطة التشريعية، ومن ثم حاز على ثقة حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه فأمسى عضواً في السلطة التنفيذية، وبذلك اجتمعت فيه خبرة السلطات الثلاث!
وصلت بعد متابعتي الشخصية لأداء الوزير الحريتي إلى أنه سياسي محنك من الطراز الأول، استطاع حتى الآن أن يقود أركان وزارتين؛ يعرف إحداهما تمام المعرفة (وزارة العدل)، كما أتقن باحتراف تفكيك قنابل موقوتة في وزارة الأوقاف!
وضع الوزير الحريتي حداً لقضية مركز الوسطية، وأنهى الجدل الدائر حوله من دون ضجيج، كما نزع فتيل «مصحف السودان» بأسلوب عجز عنه الآخرون! ولست أنسى أزمة المصحف التي كانت مادة استجواب أطاحت بوزارة كاملة في السابق! ولكن حكمة الحريتي كانت كافية لتسدل عليها الستار!
تدوير الوكلاء المساعدين وتدوير المديرين من المواضيع الشائكة التي أعتقد أيضاً أنها كانت «ضربة معلم»، كما يُقال، وموقفه من شروط الوزارة لتسكين الوظائف الإشرافية؛ كشرط السنتين وشرط اجتياز المقابلة الشخصية، يدل على نضج قانوني لمستشار قضى حياته في ميادين العدالة.
لقد وقف الوزير الحريتي مع زيادات القضاة موقف المدافع عن حقوق زملاء المهنة سابقاً، إذ لم يتنكر لهم بعد أن وصل إلى ما وصل إليه، وهذا يدل على معدنه الأصيل، فكثير من الناس إذا اعتلى المناصب العليا أدار ظهره لزملاء الأمس، وقلب لهم ظهر المجن!
إنني أرى أن الوزير حسين الحريتي من النماذج التي تحتاجها الكويت في السلطة التنفيذية، لأنه صاحب خبرة السلطات الثلاث، كما أسلفنا، خصوصاً خبرة السلطة القضائية التي صقلت فيه المنطق وروح الحكمة ومسحة العدالة.
أعلم جيداً أن هناك من يعتقد أنني أمسح الجوخ في هذا المقال! ولهؤلاء نقول إن من عادة الكريم أنه إذا رأى ما يستحق المدح أن يمدح ليشجع فاعله فلست ممن يبحث عن الزلات ويركز عليها، فكما ننتقد السلبيات نشير إلى النماذج التي يجب أن تُحتذى في المجتمع، والمستشار حسين الحريتي لا يحتاج مدحي وإطرائي، ويكفيه فخراً المركز المتقدم الذي أحرزه في دائرته الانتخابية، بسبب إجماع أبناء الدائرة من بدو وحضر وسنة وشيعة، من قبيلته ومن خارجها مع أنه لم يدخل انتخاباتها الفرعية، ولو كنت من ناخبي الدائرة الأولى لما ترددت لحظة في اختياره، كما اختاره غيري.

في الأفق
يقول الشاعر:
سنظل نعمل صامتين شعارنا
بذل وتضحية بلا ضوضاء


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]